رصدت صحيفة (وول ستريت جورنال) الأمريكية سعي روسيا إلى توسيع الدائرة الإعلامية لديها في أوروبا، بالتركيز على ألمانيا وفرنسا، الأمر الذي اعتبرته الصحيفة بمثابة "حرب باردة تقودها موسكو".
ولفتت الصحيفة، في مستهل تقرير أوردته على موقعها الإلكتروني اليوم الجمعة، إلى توجيه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بزيادة عدد الموظفين لدى مكتب وكالة أنباء "روسيا سيفودنيا" الروسية في برلين، ليصل إلى 30 موظفًا بعد أن كان يعمل به موظفان اثنان فقط، وذلك بهدف العمل على إظهار سياسات روسيا الاتحادية إلى الدول الخارجية.
وذكرت أن روسيا تسارع- عقب تشوه صورتها جراء تورطها في النزاع بأوكرانيا- من أجل المضي قدمًا نحو إعادة بناء وتحديث وتوسيع جهاز الإعلام الأجنبي الذي لديها منذ الحقبة السوفيتية.
وسلطت الصحيفة الأمريكية الضوء على ألمانيا، التي تعد القوة الاقتصادية الأكبر في أوروبا، والتي لديها في الوقت ذاته، علاقات وثيقة مع روسيا، واستياء شعبي متزايد تجاه الولايات المتحدة..مشيرة إلى تحرك الحكومة الروسية بشكل علني أمس الخميس نحو تبني زيادة ميزانية قناة "روسيا اليوم" الموالية للكرملين إلى 39 مليون دولار، لدعم توسعها إلى الفرنسية.
ورأت (وول ستريت جورنال) أن جهود توسع الإعلام الروسي ستعطي الكرملين فرصًا جديدة من شأنها زيادة الاستياء من دور الولايات المتحدة التي تقوم به في العالم، فضلاً عن تقويض القادة الغربيين المعارضين لسياسات بوتين.
وأوضحت أن قناة "روسيا اليوم" تخطط لإطلاق عرض باللغة الألمانية في برلين بحلول العام المقبل، كما أن وكالة أنباء "روسيا سيفودنيا" تعمل على فتح مكتب لبث موقع لها على شبكة الإنترنت باللغة الألمانية، وحسابات وسائل إعلام اجتماعية ومحطة إذاعية تعمل على مدار 24 ساعة.
واعتبرت الصحيفة أن هذا الهجوم الإعلامي يعد شكلاً من أشكال المواجهات المباشرة والمتزايدة بين الرئيس الروسي والغرب.. لافتة إلى تصريح ديمتري كيسليوف مذيع التليفزيون،الذي عينه بوتين في ديسمبر الماضي للمساعدة في توجيه الجهود الدولية، الذي قال فيه "نحن ببساطة نريد إنهاء هيمنة ما يسمى بوسائل الإعلام الأنجلوسكسونية، التي نعتقد أنها تقوم بدعاية بسيطة لتشويه صورة العالم والوقود ضد المصالح الإنسانية".
في المقابل، يقول مسئولون حكوميون أمريكيون إن "روسيا تركز على بناء علاقات دولية عن طريق تبادل البرامج والمبادرات الأخرى، والتواصل حول القضايا الساخنة عبر وسائل الإعلام الاجتماعية والتقليدية".
في حين رفض كيسليوف التعليق على ما قيل بأن الجهد الروسي إزاء توسيع الدائرة الإعلامية، يحمل في طياته أصداء الحرب الباردة، عندما أنشأ الاتحاد السوفيتي شبكة لوكالات الأنباء بلغات أجنبية أملاً في حشد التعاطف مع قضيته.
وأشارت الصحيفة إلى أنه ليس من الواضح مدى السرعة التي ستتخذها موسكو من أجل إنجاز هذه الخطة، معتبرة أن التركيز على ألمانيا وفرنسا يعكس محاولات الكرملين لإحداث فجوة بين أوروبا والولايات المتحدة، وبين الشعب الأوروبي وحكوماته، بشأن كيفية الاستجابة للأزمة الأوكرانية.
16/5/140822
https://telegram.me/buratha