رويترز بواسطة من مايكل جورجي وأحمد رشيد
الفرنسية/عامر السعدي
بغداد (رويترز) - عين الرئيس العراقي يوم الاثنين رئيسا جديدا للوزراء لينهي ثماني سنوات قضاها نوري المالكي في السلطة لكن الزعيم المخضرم رفض الرحيل بعد نشر ميليشيات وقوات خاصة في الشوارع مما خلق مواجهة سياسية خطرة في بغداد.
وهنأت واشنطن -التي ساعدت في تنصيب المالكي بعد غزو العراق عام 2003 الذي أطاح بصدام حسين- حيدر العبادي المساعد السابق للمالكي الذي كلفه الرئيس فؤاد معصوم بتشكيل الحكومة الجديدة.
لكن حزب الدعوة الذي يتزعمه المالكي أعلن أن خليفته غير شرعي وقال صهر المالكي إن الزعيم المخضرم سيتحدى القرار في المحكمة. ووجهت واشنطن تحذيرا صارما للمالكي من أن "يثير القلاقل" باستخدام القوة للتشبث بالسلطة.
والمالكي اسلامي شيعي يتهمه حلفاؤه السابقون في واشنطن وطهران وبغداد بتهميش الأقلية السنية ودفعها لثورة تهدد بتدمير البلاد. ودعاه زعماء السنة والاكراد في العراق الى الرحيل كما تحول ضده كثير من ابناء طائفته الشيعية.
ولم يقل المالكي نفسه شيئا بشأن قرار تغييره ووقف صامتا متجهم الوجه يوم الاثنين بجوار عضو من حزب الدعوة تلا بيانا عبر التلفزيون الوطني معلنا أن تعيين العبادي غير قانوني.
وقال خلف عبد الصمد عضو حزب الدعوة إن العبادي لا يمثل إلا نفسه.
وقال حسين المالكي صهر المالكي لرويترز إن معسكره سيقاتل القرار "غير القانوني". واضاف أن مؤيدي المالكي لن يقفوا صامتين.
وقال إن التعيين غير قانوني وينتهك الدستور وأن مؤيدي المالكي سيلجأون للمحكمة الاتحادية للاعتراض عليه.
وعبرت واشنطن بوضوح عن تأييدها للزعيم الجديد. وقال البيت الابيض إن نائب الرئيس جو بايدن نقل تهاني الرئيس باراك اوباما الى العبادي في اتصال هاتفي.
وقال البيت الابيض في بيان "أعرب رئيس الوزراء المعين عن اعتزامه التحرك بسرعة لتشكيل حكومة لا تقصي أحدا وذات قاعدة موسعة قادرة على التصدي لتهديد تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام وبناء مستقبل أفضل للعراقيين من كل الطوائف" مستخدما الاسم السابق لتنظيم الدولة الاسلامية.
وتأتي الازمة السياسية الجديدة بعد أيام من بدء واشنطن أول تحرك عسكري لها في العراق منذ سحب قواتها في 2011 . وقصفت طائرات حربية امريكية مسلحين سنة من تنظيم الدولة الاسلامية الذي اجتاح مناطق واسعة في شمال العراق وغربه منذ يونيو حزيران.
وتقول واشنطن إنها تتخذ تحركا محدودا لحماية منطقة كردية شبه مستقلة ومنع ما يصفه أوباما بأنه "ابادة" محتملة لاقليات دينية يستهدفها المسلحون.
وحقق متشددو تنظيم الدولة الاسلامية الذين طردوا جيش المالكي من شمال البلاد في يونيو حزيران مكاسب جديدة على القوات الكردية رغم الضربات الجوية التي شنتها الولايات المتحدة على مدى ثلاثة أيام.
وتشهد بغداد التي استعدت منذ فترة لهجوم يشنه المقاتلون توترا تحسبا لاشتباكات محتملة بين المالكي وخصوم من الغالبية الشيعية.
وطلب الرئيس فؤاد معصوم وهو كردي من العبادي القيادي في حزب الدعوة الاسلامية الذي يتزعمه المالكي تشكيل حكومة يمكنها كسب تأييد البرلمان المنتخب في ابريل نيسان. وفي تصريحات بثها التلفزيون حثه معصوم على تشكيل حكومة "ذات قاعدة عريضة" خلال شهر.
ودعا العبادي الذي قضى عقودا في المنفى في بريطانيا خلال حكم صدام حسين إلى الوحدة الوطنية ضد الحملة الهمجية لتنظيم الدولة الاسلامية الذي طرد عشرات الألوف من منازلهم وهو يهزم القوات العراقية من الشمال والغرب قبل أن يعلن خلافة اسلامية في المناطق التي يسيطر عليها في العراق وسوريا.
وقال العبادي في تصريحات أذيعت بعد لقاء معصوم "علينا ان نتعاون جميعا للوقوف بوجه هذه الحملة الارهابية على العراق وايقاف كل الجماعات الارهابية."
ومع اغلاق الشرطة ووحدات مسلحة من القوات الخاصة وكثير منها جهزتها ودربتها الولايات المتحدة شوارع العاصمة وجه وزير الخارجية الأمريكي جون كيري تحذيرا صارما الى المالكي من اللجوء للقتال للتشبث بالسلطة.
وقال "لا يجب استخدام القوة أو الدفع بقوات أو ميليشيات في هذه اللحظة من الديمقراطية من أجل العراق."
وأضاف أن "عملية تشكيل الحكومة مهمة فيما يتعلق بتحقيق الاستقرار والهدوء في العراق وأملنا هو ألا يثير السيد المالكي القلاقل."
وتابع "شيء واحد يحتاج كل العراقيين لمعرفته وهو أنه سيكون هناك القليل من الدعم الدولي من أي نوع كان لأي شيء يحيد عن العملية الدستورية الشرعية القائمة ويجري العمل عليها الآن."
ورحب الأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون يوم الاثنين بما وصفه بأنه "تحرك للأمام صوب تشكيل حكومة في العراق" مشيدا بقرار الرئيس العراقي بتعيين العبادي رئيسا لحكومة جديدة.
وقالت ستيفان دوجاريتش المتحدث باسم الأمم المتحدة للصحفيين إن الأمين العام "يحث الدكتور العبادي رئيس الوزراء المكلف على تشكيل حكومة ذات قاعدة عريضة مقبولة لدى كل مكونات المجتمع العراقي."
وأضاف أن بان قلق من أن التوتر السياسي المتزايد الى جانب التهديد الذي يمثله الهجوم العسكري لمتشددي تنظيم الدولة الإسلامية "يمكن أن يدفع بالبلاد إلى أزمة أعمق".
ودخل تنظيم الدولة الاسلامية الذي يعتبر الشيعة كفارا يستحقون الموت بلدة تلو الآخرى مستخدما دبابات وأسلحة ثقيلة استولى عليها بعد فرار الجنود العراقيين بالآلاف.
وقالت الشرطة يوم الاثنين إن المتشددين استولوا على بلدة جلولاء على بعد 115 كيلومترا شمال شرقي بغداد بعد طرد القوات التابعة لحكومة اقليم كردستان العراق.
وتدرس واشنطن وحلفاؤها الأوروبيون طلبات من الاكراد للحصول على مزيد من المساعدات العسكرية المباشرة. وكان الاكراد اختلفوا مع المالكي حول تقسيم الموارد النفط واستغلوا تقدم الاسلاميين لتوسيع رقعة أراضيهم. (إعداد وتحرير عماد عمر للنشرة العربية)
المالكي معارض اصبح رئيسا للوزراء يحاول التمسك بالسلطةفشلت كل محاولات نوري المالكي للبقاء رئيسا للوزراء لولاية ثالثة الاثنين بعد ان كان منفيا مجهولا قبل ان يتولى هذا المنصب الذي يتضمن صلاحيات كثيرة وذلك اثر خسارته التاييد اللازم بينما يشهد الامن مزيدا من التدهور في العراق.
وكلف الرئيس العراقي فؤاد معصوم حيدر العبادي المنتمي الى حزب الدعوة على غرار المالكي، بتشكيل حكومة جديدة متجاهلا ارادة المالكي الذي يتحدى كثيرين بالحاح للاحتفاظ بالمنصب.
وكان المالكي (63 عاما) اعلن الاحد انه قدم شكوى الى المحكمة الدستورية ضد معصوم بتهمة خرق الدستور وامر القوات الامنية بانتشار واسع النطاق في بغداد.
وقد تغيرت الاوضاع الان بشكل جذري عما كانت عليه العام 2006 عندما اعتقد كثيرون ان المالكي يعتبر مرشح تسوية ضعيفا خرج من الظل ليصبح رئيسا للوزراء.
ومنذ ذلك الحين، تحول المالكي من وطني حارب الميليشيات الشيعية واخمد اعمال العنف الى اتهامه بجمع السلطات بين يديه وتهميش الحلفاء.
والسنوات الثماني الاخيرة للمالكي في السلطة تختلف جذريا عن حياته قبل الاجتياح الاميركي العام 2003.
فقد ولد المالكي قرب كربلاء وانضم الى حزب الدعوة بينما كان يتابع دراسته الجامعية، وفر من العراق العام 1980 اثر حظر حزب الدعوة الذي يؤكد ان حكما غيابيا بالاعدام صدر بحق المالكي.توجه الى ايران حيث تولى النشرة التي يصدرها الدعوة واتخذ اسم جواد مع توليه مسؤولية عمليات تسلل من ايران الى العراق.
وانتقل بعدها الى سوريا قبل ان يعود الى العراق مع الاجتياح الاميركي حيث شغل عضوية لجنة اجتثاث البعث لابعاد مؤيدي الرئيس السابق صدام حسين عن المناصب الحكومية.
وفي العام 2006، تم الاتفاق على تعيينه رئيسا للوزراء بعد الاعتراض على سلفه ابراهيم الجعفري الذي اعتبره العرب السنة والاكراد طائفيا.
وخلال الصراع على السلطة ابان ذروة العنف الطائفي الذي اودى بعشرات الالاف، كان المالكي حين تعيينه رئيسا للوزراء يعتبر ضعيفا سياسيا.
لكنه استمر في المنصب وامر بعد عامين بضرب الميليشيات الشيعية بقيادة الزعيم الديني مقتدى الصدر بمساعدة القوات الاميركية.
واسفر نجاح الهجوم عن تصفيق الكثيرين له من جميع المكونات وحظي بسمعة قائد وطني تمكن من السيطرة على اعمال العنف الى درجة كبيرة.
وانسحبت القوات الاميركية خلال ولاية المالكي الثانية اواخر العام 2011 كما ازداد انتاج النفط الخام في البلاد.
لكن منذ توليه منصبه لولاية ثانية رئيسا لحكومة وحدة وطنية عام 2010، واجه المالكي ازمات سياسية بشكل دائم تقريبا.ويتهمه معارضون بجمع السلطات بين يديه وخصوصا الاجهزة الامنية ويلقون عليه الملامة بسبب تدهور الاوضاع الامنية.
ورد المالكي بعنف ادى الى نزف الدماء منذ نيسان/ابريل 2013 مع عمليات عسكرية واسعة النطاق ادت الى توقيف المئات لكنها فشلت في اخماد العنف.
كما انه لم يقدم تنازلات ذات مغزى للسنة الذين يشكلون اقلية وانتفضوا ضد الحكومة التي يقودها الشيعة ما شكل سببا رئيسيا في ارتفاع نسبة العنف.
وفقدت القوات العراقية السيطرة على الفلوجة باكملها وقسما من الرمادي مطلع العام الحالي بينما شن المتطرفون الاسلاميون هجوما كاسحا في حزيران/يونيو الماضي شمل خمس محافظات.
من جهته، اتهم المالكي عوامل خارجية مثل الحرب في سوريا بزيادة العنف والاضطرابات في العراق متجاهلا دور حكومته والسياسة التي اتبعها في تاجيج ذلك.
لكن استمرار الازمة دفع بواشنطن الى التخلي عنه وكذلك فعل البعض في التحالف الشيعي بشكل بدا معه ان كل محاولاته للتمسك بالسلطة ذهبت ادراج الرياح.
الفرنسية/عامر السعدي
4/5/140812
https://telegram.me/buratha