التقارير

هل سيتخذ التحالف الوطني القرار الصائب الذي يحافظ على "حياة" العراق؟!

1916 12:02:16 2014-08-05

وحدها هزيمة أو نكبة أو نكسة الموصل، كانت كافية للإطاحة بأكبر الرؤوس، غير أن واقع الحال في بلادنا أن مزرعة الرؤوس لا تكترث بما حصل، ما دامت رؤسها باقية فوق رقابها، ومادامت إيديها ممسكة بتلابيب السلطة في بغداد..

المتدرعون بآهاب ما يسمونه بالإستحقاق اللأنتخابي، يخلطون الأوراق بديماغوجية إحترافية، وبلا كلل يكررون العبارات السمجة عن هذا الإستحقاق المزعوم، مع أن الأنتخابات جرت لإنتخاب نواب، وليس سلطة تنفيذية!..

رغم كل ذاك، ورغم أن أقرب الحلفاء معارضون له، إلا أن المالكي المنتهية ولايته والمتسبب الرئيس فيما آل اليه وضع العراق من إنحدار نحو هاوية التفتيت، يصر على التجديد له لـ"ولاية ثالثة"، فيما الخيارات تكاد تكون معدومة في ظل تشبثه.

صحيح أن السلطة التنفيذية ستخرج من رحم مجلس النواب، وأن مرشح الكتلة الأكبر برلمانيا، هو من يستحق التكليف لتشكيل حكومة، لكن الدستور لم يتحدث عن ثبات مواعيد التكليف، بمعنى أن الكتلة الأكبر برلمانيا، ممكن أن تتشكل في أي وقت يقع قبل عملية التكليف..

ما قاله النائب عن التحالف الكوردستاني، محما خليل يصب في إتجاه هذا التفسير المنطقي، فقد كشف السيد خليل عن هذه الرؤية، حينما أكد على أن إصرار ائتلاف دولة القانون، على ترشيح نوري المالكي لولاية ثالثة سيؤدي الى ظهور كتلة برلمانية كبيرة لتشكيل الحكومة.

وفيما لفت النائب محما خليل، الى أن المالكي مرفوض من قبل المذاهب والطوائف العراقية، ولم يحقق طموح الشعب وعليه فسح المجال لآخرين، أقر بأحقية التحالف الوطني لطرح مرشح لرئاسة البرلمان، على أعتبار أن التحالف الوطني هو الكتلة الأكبر برلمانيا، لكن التحالف الوطني سيفقد هذه المزية، في حال تمسك دولة القانون بالمالكي, لأن كتلا برلمانية كبيرة أعضاء بالتحالف الوطني تقف بالضد من إعادة ترشيح المالكي، وهي مستعدة لفك تحالفها الهش مع دولة القانون، على خلفية الإنسداد السياسي الذي تسبب به موضوع الولاية الثالثة للمالكي، وهو موضوع يلقى معارضة شديدة من شركاء المالكي بالتحالف الوطني، فضلا عن التحالف الكوردستاني، و تحالف القوى الوطنية الذي يمثل السنة العرب، بل وقوى داخل إئتلاف دولة القانون نفسه..

وبدت الصورة وكأن التحالف الكوردستاني قد حسم أمره الى نهاية الشوط، حينما ودعا خليل التحالف الوطني الى الاسراع بتقديم مرشحهم لمنصب رئيس الوزراء لتشكيل الحكومة، وطبعا على أن لا يكون المالكي...

 هذه الصورة أشد وضوحا لدى التيار الصدري وكتلة المواطن، طرفي الإئتلاف الوطني، الشريك الكبير لدولة القانون في التحالف الوطني، فقد قال أمير الكناني القيادي في كتلة الأحرار المنبثقة عن التيار الصدري،

 أن «الائتلاف الوطني بدون ائتلاف دولة القانون (الذي يتزعمه المالكي ويشغل غالبية مقاعد البرلمان 96 مقعدا من أصل 328 مقعدا) قادر على تقديم مرشح لرئاسة الوزراء وتشكيل الحكومة الجديدة على اعتبار ان الائتلاف الوطني لديه مقبولية من الكتل السياسية السنية والكردية، ولكن الائتلاف الوطني يحاول الابقاء على كتلة التحالف الوطني متماسكة من دون انشقاقات».

قضية الولاية الثالثة أبعد مما يقاربه الساسة، فالمالكي وخلال سنوات حكمه التي أمتدت لأكثر من ثماني سنوات، فصل الدولة والحكومة على مقاسات حزبه، ومقاساته الشخصية، وهو متأكد تماما بأن من سيأتي بعده، حتى لو كان من حزبه، سيعيد تفصيل المقاسات، ومن البديهي أن ذلك سيؤدي الى مشكلات كبرى للمالكي وللمقربين منه، وهذا هو السبب الحقيقي وليس غيره وراء هستيريا الولاية الثالثة، ويبدو أن الرأي الذي يقول بأنهم يريدون ولاية ثالثة يرتبون فيها الأوضاع لولاية رابعة، رأي جدير بالتصديق، لكن من المؤكد أن الولاية الثالثة إن تم تمريرها، فإنها ستكون ليس على عراق ما قبل 10/6/2014، بل على عراق أقل مساحة وسيادة من يومنا هذا بكثير..

فأقليم كوردستان سيقول لنا مع السلامة، وسنعترف بوجوده كدولة "شقيقة"، وسنقبل بإفتتاح سفارة كوردية هنا في بغداد، وسيمتد حل قضية داعش، وما قارفته في الموصل ومساحات واسعة، الى أمد غير منظور، وستتآكل سيادة الدولة العراقية على مساحات واسعة تصل الى نصف مساحة العراق..

فهل سنكون كتحالف وطني حكماء ونفعل ما هو صحيح ونستمع الى صوت المرجعية ونرشح شخصية مقبولة على الصعيد الوطني، لنوقف، أو على الأقل نؤجل تقسيم العراق؟!

عن جريدة البينة البغدادية

6/5/140805

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك