مصطفى ناصر
اختار المرجع الأعلى السيد علي السيستاني أن يتدخل، مجدداً، لإنهاء الأزمة السياسية التي يعيشها العراق، وسط أنباء تتحدث عن إمكانية فرضه تغيير الرؤساء الثلاثة واستبدالهم بآخرين يحظون بإجماع وطني
في وقت لا تكشف فيه المعطيات السياسية على الساحة العراقية عن أية حلول قريبة لتشكيل الحكومة الجديدة، دعت مرجعية النجف المتمثلة بالسيد علي السيستاني، قادة الكتل السياسية إلى «تجاوز المصالح الضيقة وتجاوز الأنا لصالح شعب مهدد بالتمزق».
وفي الوقت الذي عبّر فيه عن امتعاضه لخرق مجلس النواب العراقي الدستور، بعدم تسميته رئيس البرلمان ونائبيه في أولى جلساته، إثر الخلاف الناشب بين الكتل السياسية، كشفت مصادر قريبة من الحوزة العلمية في النجف، عن عزم المرجعية على التدخل مباشرة إن لم تُحسَم تسمية رؤساء الرئاسات الثلاثة الاسبوع المقبل.
ويتابع السيستاني المفاوضات السياسية من خلال استقبال مكتبه عدداً من ممثلي الكتل السياسية، لإطلاعه عما يجري خلف كواليس السياسية، فيما يرتّب ابنه، السيد محمد رضا، مواعيد ولقاءات واتصالات هاتفية مستمرة بالقادة السياسيين، وإبلاغهم توجيهات مرجعية النجف.
وكشفت مصادر قريبة من الحوزة العلمية في النجف، لـ«الأخبار»، عن «عزم السيستاني على التدخل الأسبوع المقبل وإجبار الكتل السياسية على إنهاء خلافاتها والبدء بأولى خطوات تشكيل الحكومة، إن لم يتمكن مجلس النواب من تسمية رئيسه ونائبيه في جلسة الأحد المقبل». وأضافت أن السيستاني كان يدرس خيار التدخل وتوجيه دعوة صريحة إلى بعض الشخصيات السياسية للتنحي من أجل حلحلة الأمور، لكنه أراد منح المزيد من الوقت للساسة.
وفي هذا الإطار، لم يستبعد مصدر مقرّب من السيستاني، في حديثه لـ«الأخبار»، أن «يكون للمرجع موقف أكثر حزماً في قادم الأيام إزاء تعنت السياسيين وافتقارهم إلى الرغبة في حلحلة الأمور». ويضيف أن «المرجع قد يدعو صراحةً خلال الأيام المقبلة، إلى استبدال جميع شخوص الرئاسات الثلاث بآخرين يحظون بإجماع وطني»، في إشارة إلى محاولة السيستاني إجبار المالكي على سحب ترشيحه لصالح آخر من كتلته، وكذا الحال بالنسبة إلى رئاسة البرلمان الذي حُسم أمرها تقريباً بإجماع القوائم السنية على شخص سليم الجبوري، بدلاً من أسامة النجيفي، وبرهم صالح مرشح الأكراد لرئاسة الجمهورية بديلاً من جلال الطالباني.
في غضون ذلك، دعا وكيل المرجع السيستاني الشيخ عبد الهادي الكربلائي، في صلاة أمس الجمعة التي أقيمت في كربلاء، الكتل السياسية إلى «وقفة شجاعة ووطنية صادقة، تتجاوز البحث عن المصالح الضيقة الشخصية والفئوية والطائفية والقومية»، محذراً «بعض القادة السياسيين من استغلال الظروف لتحقيق مكاسب سياسية أو مناطقية أو الإصرار على بعض المطالب التي تعقّد الوضع السياسي وتمنع حل الأزمة الراهنة».
واشار إلى ضرورة تجاوز «أنانية» بعض الساسة، وإبداء شيء من التضحية والإيثار لمصلحة البلد وشعبه، مؤكداً ضرورة عدم تجاوز التوقيتات الدستورية بأسرع ما يمكن، والإسراع باختيار الرئاسات الثلاث وتشكيل حكومة جديدة تحظى بقبول واسع. كذلك انتقد الشيخ الكربلائي، السياسيين الذين يصرّحون لوسائل الإعلام بخطابات طائفية، وقال: «طالما طلبنا منهم أن يكفوا عن المواقف الخطابية المتشددة والمهاترات الإعلامية التي لا تزيد الوضع إلا تعقيداً وإرباكاً، لكن مع الأسف نجد أن البعض يمارس ذلك حتى وصل الأمر إلى بعض المواطنين، فنسمع منهم نماذج مؤسفة من الكلام الطائفي أو العنصري.
في غضون ذلك، استبعد النائب عن ائتلاف دولة القانون سلمان حسن أن يكون المرجع السيستاني يقصد في «تجاوز المصالح الضيقة» ائتلافه، مبيناً أن «المرجعية لا تعلن موقفها صراحةً أمام الملأ، ومن على منبر صلاة الجمعة، لكنها على اتصال دائم بالقيادات السياسية، وتعبّر عن موقفها بصراحة في الجلسات المغلقة التي تعقدها مع الشخصيات السياسية العليا». وأضاف: «لو كان يريد السيد السيستاني التدخل وإعلان موقفه بوضوح، لانتقد بعض الكتل السياسية التي تغرّد خارج السرب وتعرقل تسمية رئيس الوزراء، وتعطّل الحلول السياسية».
إلى ذلك، قال رئيس تحالف «متحدون» أسامة النجيفي، خلال اجتماعه برئيس إقليم كردستان مسعود البرزاني ليل أول من أمس، أنه «يجب أن نقف وراء حكومة من دون رئيس الوزراء الحالي»، مؤكداً أن «السنة والأكراد وعدة تيارات شيعية، يعارضون ترشح المالكي لدورة انتخابية ثالثة».
عن جريدة الخبار اللبنانية
17/5/140713
https://telegram.me/buratha