التقارير

موسكو وطهران لحماية سوريا حتى ولو ادى ذلك الى الحرب العالمية الثالثة

2458 08:38:01 2014-07-04

نبيه البرجي

آنذاك كتب احد انصار مارين لوبن على صفحة التواصل الاجتماعي عن «ذاك البدوي الذي يريد ان يشتري الموناليزا لينقلها الى غرفة نومه».

الرجل ويدعى جاك فيرو حذر من ان يحدث هذا لان البدوي اياه يرغب في اغتصاب الموناليزا. الملاحظة فظة دون شك، وكان فيرو يعترض على بيع موجودات اللوفر ومقتنيات المتاحف والقصور حتى انه سأل ما اذا كان اهل البادية يودون شراء الاليزيه بمن فيه.

الآن، من يصدق ان نيكولا ساركوزي اوقف لان معمر القذافي اشتراه . الزعيم الليبي الراحل سأل محمد حسنين هيكل ذات يوم عن الطريقة التي يشتري بها الكونغرس بعدما علم ان الصحافي المصري الكبير صديق شخصي لهنري كيسنجر الذي يمكن ان يلعب دور الوسيط (الوسيط اليهودي) في الصفقة.

قد يكون القضاء الفرنسي مثالياً او لا يكون. ولكن ان يتم توقيف رئيس جمهورية سابق بتلك الطريقة المهينة لا بد ان تكون وراء ذلك قوى معينة وتريد تحطيم الرجل الذي يخطط لاعادة تفعيل حزبه «الاتحاد من اجل الحركة الشعبية». دائماً لنبحث عن الاشباح في تلك القضايا المثيرة، ثمة مافيات سياسية واقتصادية وتلعب في الجانب الخلفي من المسرح.

لا مجال لكي ننسى فضيحة دومينيك ستراوس - كان في ذلك الفندق النيويوركي. من دفع الخادمة الزنجية الى تعرية المدير السابق لصندوق النقد الدولي؟ كان الرجل يعدّ نفسه للدخول الى الاليزيه، فلماذا اتصل رئيس وزراء اللوكسمبورغ بساركوزي لترشيح ستراوس - كان للمنصب بعدما كان الرئيس يتجه لترشيح لوران فابيوس بغية اقصائه عن السباق الرئاسي؟

آنذاك كتب احد معلقي الـ«لوموند» عن اللعبة العنكبوتية او عن لعبة العنكبوت. لا سبيل للشفافية في السياسة. احياناً يطبخ الساسة في طنجرة المردة، اي في الوعاء الذي يطبخ فيه القراصنة اشياءهم القذرة، ولطالما سأل ريجيس دوبريه «قديسون ام قراصنة؟».

يا جماعة معمر القذافي الذي كانت فيه كل مواصفات البدواة اشترى رئيس جمهورية فرنسا. الزعيم الليبي نصب خيمته في باحة الاليزيه. المهم ان الرجل يمسك بمئات مليارات دولارات وينفقها حيناً كما شهريار وحيناً كما جنكيزخان. في كلتا الحالتين الاغبياء يتقيأون الذهب. المعلق اياه كتب ايضاً «رؤساء في خدمة الاغبياء».

هل لنا ان ندرك لماذا كل ذلك الاحساس الملائكي لدى لوران فابيوس حيال سوريا، وهو الصديق الايديولوجي والاستراتيجي لبرنارد - هنري ليفي؟ ايضاً لماذا كل تلك الضغينة، وهو الذي يفترض به ان يتحلى بالحد الادنى من اللغة الديبلوماسية، حيال ايران؟

انه المنطق اياه. لا لغة سوى لغة المصالح، اذ ثمة من يعتقد ان فرنسا تتضاءل. قد تصبح مثل اسبانيا او البرتغال او الدانمرك التي نلاحظ كيف تحطم فيها التاريخ على ذلك النحو الدراماتيكي. اذاً، لا بد من الذهاب في الزبائنية الى حدودها القصوى. ما الفارق هنا ان تباع الدولة للتاريخ او ان تباع للشيطان. كم بدت مقاربة فابيوس للمسألتين السورية والايرانية كاريكاتورية! هي ثقافة الصفقات التي ادخلت ساركوزي الى النظارة. غداً دور من؟

ولكن متى لعب او لاعب الغرب المنطقة اخلاقياً؟ اليس هو من حمى ويحمي الانظمة العاتية والتي قد لا يكون لها مثيل في التاريخ؟ اليس هو الذي استنزف حتى الهواء في المنطقة، فيما كان يتغنى بالديمقراطية وبالازدهار وبالعقلانية في اسرائيل. عقلانية حائط المبكى التي اثارت حتى سخرية البرت اينشتاين الذي تحدث عام ( 1923) عن اولئك المعتوهين الذين يتراقصون امام الحائط.

الآن فصل آخر من فصول الغرب. شاخت اتفاقية سايكس-بيكو ولا بد من المطرقة مرة اخرى. من لا يعرف ان لعبة الدومينو بدأت هكذا: تفكيك سوريا ثم تفكيك العراق تمهيداً لاقامة الدولة البديلة في الضفة الشرقية من الاردن، وتحويل لبنان الى كانتونات او الى دويلات تستوعب الفلسطينيين الذين قد يلتحق بهم من تبقى من عرب الجليل...

هوذا الزلازال في اقصى اندفاعته. من يصدق ان مسعود برزاني يعلن اجراء الاستفتاء حول الاستقلال، وليس حول كركوك، في وقت قريب دون ضوء اخضر من واشنطن ودون تواطؤ مع انقرة التي تخطط لما هو ابعد من العائدات الاقتصادية الهائلة. اعادة وضع اليد على حلب والموصل.

اولئك العراقيون الذين افقدتهم جاذبية السلطة رشدهم. الشيعة لم يتقنوا ادارة السلطة بل بالغوا في التفرقة وفي الفساد. والسّنة الذين لم يتحملوا ان تفلت الكراسي والصلاحيات من ايديهم، فيما كان الكرد يقيمون دولتهم على انقاض العرب السنّة والعرب الشيعة. اكثر من مرة قلنا ان العرب يراقصون الحطام حتى وهم يراقصون شهرزاد.

ثمة محاكاة، وليست المحاكاة الافتراضية بأي حال، بين العراقيين الذين يقتلون العراق واللبنانيين الذين يقــتلون لبنان الذي كيف له ان يقف، عارياً هكذا، امام الاعصار، فيما الساسة مولغون في ذلك الجدل الذي تقشعر له الابدان. من قال انه لا توجد بيئة حاضنة لداعش في لبنان؟ فليسمح لنا صديقنا تمام بيك.

على الطريق الامبراطورية الداعشية. ابو بكر البغدادي دعا كل مسلمي الارض (كما كانت دعوة دافيد بن غوريون الى يهود الارض) للتوجه الى دولته، ولكن لا نعتقد انه يخفى على احد القرار الاستراتيجي المشترك الذي اتخذته موسكو وطهران بحماية سوريا حتى ولو ادى ذلك الى الحرب العالمية الثالثة.

لحظة البيغ بانغ في الشرق الاوسط. اي دول تذوي او تتفكك؟ اي دولة تتشكل؟

10/5/140704

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك