أعلن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، الاثنين، أن بلاده حضرت خيارات عدة لمساعدة العراق في حربه ضد الإرهاب، وفيما شدد على ضرورة التنسيق بين القادة العراقيين من اجل تخطي الخلافات والإسراع بتشكيل الحكومة، أكد أن واشنطن لن تتدخل في اختيار شخصية رئيس الحكومة المقبلة.
بيان بعد الزيارة ولقاء كيري بوزير الخارجية زيباري قال:ان الجانبين بحثا واستعرضا العملية السياسية بعد اجراء الانتخابات التشريعية، وحرص القيادات على عقد جلسة البرلمان، وتسريع خطوات تشكيل حكومة وحدة وطنية، تكون جامعة وشاملة للجميع!
إذن واشنطن تريد (تسريع خطوات تشكيل حكومة وحدة وطنية، تكون جامعة وشاملة للجميع )، ومعنى هذا أن موضوع حكومة الأغلبية السياسية صار من مواضيع الماضي، ومعه سيكون موضوع آخر من الماضي أيضا، وفقا للمعطيات التالية:
خلال زيارة كيري حرصت واشنطن على عدم التصريح علنا برغبتها في تخلي المالكي عن السلطة، لكن مسؤولين عراقيين قالوا أن رسالة بهذا المعنى، نقلت بشكل غير مباشر في الأحاديث الخاصة. وحين اجتمع كيري والمالكي تبادل الإثنان حديثا وديا في حضور مسؤولين آخرين.
وقال ساسة عراقيون بارزون، من بينهم عضو واحد على الأقل في قائمة المالكي لرويترز، إن مسؤولين عراقيين تلقوا رسالة مفادها أن واشنطن تقبل برحيل المالكي، وذكروا أن الرسالة نقلت إلى المسؤولين بلغة دبلوماسية.
الإجتماعات الأخيرة بين المالكي والأمريكيين وصفت بالعصيبة، وقال دبلوماسي غربي أطلعه أحد المشاركين في الاجتماعات، على المناقشات التي دارت فيها، إن دبلوماسيين أمريكيين أبلغوا المالكي: أن عليه القبول بتخليه عن منصبه، إذا عجز عن جمع أغلبية في البرلمان لولاية ثالثة.
حليف وثيق الصلة بالمالكي قال: إن الأخير يشعر بمرارة تجاه الأمريكيين في الأيام الأخيرة، لامتناعهم عن منحه دعما عسكريا قويا في مواجهة تقدم المتشددين.
على صعيد الموقف الإيراني؛ فإن إيران عبرت بوضوح عن موقفها الداعم للعراق، وأنها تضع إمكاناتها لكي لا يصبح لقمة سائغة بيد الإرهاب، إلا أن المعركة مع الإرهاب تشارف الحدود مع إيران، بيد أن إيران لا ترغب بتحركات من شأنها عرقلة سياساتها الأخيرة في المنطقة، والتي أقتربت فيها من تحقيق نصر ناجز، بقبول الغرب وأمريكا بقدراتها النووية، وبدورها الإقليمي البناء، وما سيتبع ذلك من حلحلة الأوضاع في سوريا، ولهذا فهي حريصة أن لا تكون في صدام مباشر مع العالم السني المجاور..
على صعيد مواقف الكتل السياسية فإن ائتلاف متحدون أكد إلتزامه بالتوقيتات الدستورية لتشكيل الحكومة، لكنه يرى أن السير بهذا الموضوع غير ممكن، من دون اتفاق شامل على كل حيثيات الحكومة المقبلة ،بما فيه الرئاسات الثلاثة، كما أنه طالب التحالف الوطني مرارا بالإسراع في اختيار مرشح بديل لرئاسة الوزراء، يكون مقبولا من كل الشركاء الآخرين، وبما يبعث رسائل طمأنة لجميع العراقيين، بأن هنالك إصلاح جدي قادم، وان لا عودة لمنهج الإقصاء الذي كان سائداً، لان الوقت يوشك أن ينفذ.
وأنه يجب أن يتضمن البرنامج الحكومي، آليات واضحة ومضمونة لانجاز المصالحة الوطنية، وتنفيذ المطالب المشروعة للمحافظات الستة. وان تعلق المالكي بالحكم لفترة أطول لن يزيد الأمور سوى تعقيدا، فوجوده في الحكم سيجمع المجتمع السني العراقي تحت راية الجماعات المسلحة المتطرفة.
الكورد من جهتهم يرون أن العراق يتجه نحو نظام فيدرالي، دون أن يقتصر ذلك على إقليم كردستان فقط جراء الأوضاع الأمنية والسياسية التي يمر بها، وهذا ما أعلنه وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري، مؤكداً انه"أمر مثبت بالدستور ولابد من التزام الجميع به". كما أنهم قبل ذلك أعلنوها صراحة وبلا مواربة أن لا مكان للمالكي في الحكومة القادمة حيث دعاه رئيس حكومة الإقليم نيجيرفان بارزاني للتنحي لمعالجة الأوضاع في العراق.
إذ قال خلال مقابلة أجرتها معه قناة NBC الأمريكية " أن معالجة الأوضاع التي يعاني منها العراق تتطلب تنحي رئيس الحكومة الاتحادية نوري المالكي من منصبه.
وقال إن على المالكي أن يستقيل لأنه إذا بقي في منصبه، ستسير المشكلات لمزيد من التعقيد ولا يمكن العثور على أية حلول..
ائتلاف الوطنية الذي يتزعمه أياد علاوي وعلى لسان أحد أبرز نوابه "حامد المطلك"، طالب المالكي بتقديم استقالة عاجلة، لكي ندفع الخطر القادم عن البلاد، على حد تعبيره، وهدد باللجوء الى تشكيل حكومة إنقاذ وطني في حال عدم تحقق حكومة شراكة وطنية تتجاوز "سلبيات الماضي وتعمل على وضع حلول أمنية وسياسية واقتصادية ناجحة ".
الأغلبية الساحقة من القوى السياسية الشيعية، المنضوية في التحالف الوطني عبرت عن موقف صارم ضد الإرهاب، ومعظمها إنخرط في مقاومته بشكل مباشر عبر سرايا المتطوعين، لكنها ومع موقفها هذا باتت تؤمن بأن المالكي يجب أن يترك الحكم في اللحظة الحرجة الحالية، فهل سيحصل ذلك؟!..ننتظر وسنرى!
https://telegram.me/buratha