ماجد طوفان
شكّل العراق خلال الايام القليلة الماضية مادة اعلامية دسمة وضخمة لكل وسائل الاعلام،وبات المركز المهيمن على كل عواصم العالم،ولعل الطوق الاقليمي للعراق كان هو الفاعل والمؤثر والمتأثر بما يحدث في العراق .. مع وجود اللاعب الاكبر المتردد – الولايات المتحدة الامريكية
اذ اثبتت الاحداث ان هناك قوى خليجية أعلنت وبشكل صريح عن موقفها المناويء للحكومة العراقية،والمتضامن مع القوى الارهابية وعلى المستووين السياسي والاعلامي،فقد جنّدت السعودية وقطر كل ماكنتيهما السياسية والاعلامية ضد العراق الشرعي، واصطفتا مع اللاشرعية،ويبقى الموقفان الامريكي والايراني هما اللذان يمثلان ثقل الحسم،وان بدا الموقف الامريكي خجولا وفاقدا لبوصلته،فان ايران وعلى لسان رئيس الجمهورية الشيخ حسن روحاني كان موقفها واضحا،اذ ابدت القيادة الايرانية استعدادها لمساعدة العراق،ولعل التقارب الايراني الامريكي حول الازمة العراقية أغضب القيادة السعودية وجعلها تتخبط في خطواتها بشكل واضح،وان كان التفاهم الامريكي الايراني يسير بشكل بطيء وحذر،الا انه مثل موقفا مزعجا للسعودية ومن يسير في ركبها .
وقد أثبتت الوقائع ان ماحدث في العراق هو ليس بفعل عصابات داعش،وانما كانت داعش غطاء لقوى كثيرة،فمن بقايا حزب البعث،ومايسمى بجيش بالطريقة النقشبندية الى كتائب ثورة العشرين،والجيش الاسلامي،وكبار ضباط الجيش السابق،والقائمة طويلة ... وهذه الجماعات بعضها يرتبط بجهات سياسية عراقية داخل العراق وتعد جزء من العملية السياسية،والاخر يرتبط بجهات عراقية معارضة،كهيئة علماء المسلمين،وقيادات بعثية،وهذا يضعنا امام حقيقة تكاد تكون مُسلّمة وهي ان اغلب هذه الجهات ترتبط بالخارج العراقي وتحديد السعودية وقطر وتركيا.
ازاء هذه المتوازيات والمتقاطعات،تحاول الحكومة العراقية،وقوى التحالف الوطني ان تسوّق رأيها السياسي،والمتضمن ان حربها الحالية هي ليست ضد مكوّن بذاته،وانما هي ضد الارهاب،وان ماحدث هو انقلاب على العملية السياسية، و – الحكومة – تواجه صعوبة شديدة لايصال فكرتها هذه ، في حين تشدد قوى سياسية داخلية وقوى اقليمية ان ما يحدث هو حرب ضد اهل السُنة،وان القوى الشيعية تذهب الى حرب اهلية من خلال تعبئة الشارع .
هذا الخطابان المتقاطعان،يتقاطعان في طهران والرياض ايضا،وازاءهما يبقى الموقف الامريكي المتأرجح والمتردد،هو العلامة الفارقة فيما يحدث،اذ يمكن تحديد خيارات اوباما بمايلي :
1- استبعاد ارسال قوات برية للقتال في العراق
2- غارات جوية بواسطة المقاتلات .
3- غارات جوية على اهداف منتخبة بواسطة طائرات مسيرة ( بدون طيار )
4- ويبقى الجهد الدبلوماسي حلا مطروحا ضمن الحلول المتداولة .
ومن خلال المتابعة فقد حسم اوباما امره كما يبدو واستبعد اغلب الحلول باستثناء اللجوء الى الضربات الجوية،وسائل اعلام امريكية سرّبت خبرا مفاده ان الطائرات المقاتلة الامريكية بدأت بطلعات استكشافية .. ليأتي الرد التركي بشكل مباشر على هذا الخيار وعلى لسان اردوغان اذ قال ان ان قيام الولايات المتحدة بشن ضربات جوية على المتشددين في العراق يمكن أن يؤدي لسقوط أعداد كبيرة من القتلى المدنيين . وكأن المدنيين الذين يُقتلون على يد داعش والارهابيين مقبولا عند اردوغان ، في حين اذا قتلوا عن طريق الضربات الجوية فهذا امرٌ غير مقبول !!!!! مواقف تترنح تحت اهداف ومشاريع اقليمية ودولية تُحاك في الغرف المغلقة .. ويبقى المشهد العراقي مفتوحا على كل الاتجاهات الستة .
................................
20/5/140621
https://telegram.me/buratha