التقارير

المفاجئ في انتخابات مصر

1432 06:26:34 2014-06-01

كتب نبيل عمرو

مفاجآت كثيرة وغير مسبوقة في تاريخ الانتخابات حدثت خلال اليومين الماضيين.

الأولى والأهم.. حصول المرشح الفائز على ما فوق التسعين في المائة من الأصوات، وقد يقول قائل إن كل الزعماء العرب حصلوا على التسعات الأربع من قبل، إلا أن الجديد والمفاجئ في 95 السيسي، أنها خرجت بالفعل من داخل الصناديق، وأنها لم توضع في الغرف السوداء التي كانت تقرر نتائج الانتخابات قبل إجرائها، إذن هي أصوات «حلال» بكل ما للكلمة من معنى.

المفاجأة الثانية.. أنها انتخابات خلت تماما من الرشاوى وبورصة الأصوات، وحتى الحملات مدفوعة التكاليف لمجرد الاستعراض، فلم تشاهد في طول مصر وعرضها شاحنات تمتلئ بأكياس الأرز والحليب وغيرهما من السلع التصويتية المألوفة، وما حدث في هذه الانتخابات كانت فيه ملامح الانتقال من القديم البائس إلى الجديد الواعد.

والمفاجأة الثالثة، التي أزعجتني شخصيا بوجه خاص.. هي تدني عدد أصوات المرشح المحبوب حمدين صباحي، ولنتوقف قليلا عند ظاهرته الإيجابية، وعند ملايين الأصوات التي حصدها في الانتخابات الرئاسية السابقة، فقد كان يمكن لحمدين أن يكون الآن رئيسا لو اصطف إلى جانبه عدد من المرشحين الذين يشبهونه في الاتجاه.

ويبدو أن الذي حدث مع هذا الرجل المحبوب أن التصويت هذه المرة تم بفعل ما أنجز المرشح المنافس وليس بفعل ما يعد صباحي. ووفق معادلة كهذه فلا أمل للشاب الذي تحدى السادات حين كان في أوج قوته أن يفوز، أو حتى أن يحصد أصواتا عالية.

وإذا كان المشير السيسي يستحق التهنئة على فوزه المميز والحلال، فإن حمدين يستحق التحية لأنه صمد في مواجهة التيار، وسجل أمثولة ديمقراطية أصيلة يُحمد عليها، وأملي أن يبني حمدين على دروس هذه الجولة، وألا ينجر إلى التشكيك في ما حدث، والتنديد به.

لقد جرى لغط كثير حول ضعف الإقبال على الصناديق، وضعف مشاركة الشباب، وانتقد كثيرون الحملة الإعلامية والحزبية الملتهبة التي تركزت حول رفع نسبة الاقتراع، حتى إن خصوم الوضع الجديد في مصر اعتبروا هذه الحملة مؤشرا على ضعف الرهان والعمق الشعبي، ومع أن الجدل بشأن كل شيء مصري يظل مفتوحا وإلى ما لا نهاية، فإن الحقيقة الأهم التي يجب أن يعيها المصريون وغير المصريين هي أن من واجب الدولة حث المواطنين على التوجه إلى الصناديق، بما في ذلك توقيع عقوبات على من يتخلف، وتأمين كل الوسائل لتوصيل أكبر عدد ممكن من المواطنين إلى مراكز الاقتراع، فلا عيب في الهبة التي حدثت في اليومين الثاني والثالث، ذلك أن دعوة الجمهور بكل الوسائل المشروعة للتوجه إلى الصناديق، حتى لو وضعت نسبة من الجمهور أوراقا بيضاء، لهي أشرف ألف مرة من وضع النتائج المسبقة في الغرف المظلمة.

لقد دفعت مصر ثمنا باهظا جراء التسعينات الملفقة، كما دفعت مصر من صورتها وإيقاعها وتاريخها الكثير الكثير حين كانت أكياس الأرز والحليب هي الناخب الأول والأخير في الانتخابات السابقة، سواء كانت رئاسية أم برلمانية.

لقد راقب العرب والعالم انتخابات مصر بشغف وبأدق التفاصيل، ولقد سهرت البيوت العربية أمام الشاشات كما لو أن المونديال السياسي صار أكثر إثارة وجاذبية من المونديال الرياضي، وهذه ظاهرة صحة نأمل أن نراها في كل مجتمع عربي اختار صندوق الاقتراع أساسا لنظامه السياسي.

عن الشرق الاوسط

4/5/140601

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك