التقارير

هل يكون خليفة حفتر ’سيسي ليبيا’ الجديد؟

2310 21:05:18 2014-05-20

تونس ـ روعة قاسم

أجمع جلّ الخبراء والمحللين على أن ما تشهده ليبيا من اضطرابات هو امتداد لما عرفته المنطقة من تحولات في مشهدها السياسي في الآونة الأخيرة. فعجز الإخوان على الحفاظ على عروشهم في تونس ومصر، وعدم حصول أي تغيير في الجزائر ببقاء الأوضاع على ما هي عليه بعد التجديد للرئيس بوتفليقة، يدفعان باتجاه الحد من الهيمنة الإخوانية على ليبيا.

فاللواء خليفة حفتر الذي يحارب الموالون له تنظيمات متطرفة في الشرق الليبي وتحديدا في إقليم برقة وعاصمته بنغازي، والذي اقتحمت قواته مقر المؤتمر الوطني الليبي (البرلمان) الذي يهيمن عليه الإخوان وحلفاؤهم، لا يبدو أنه يتحرك بمعزل عما يجري من حوله. حتى إن البعض يذهب باتجاه التأكيد على أن الجيش المصري بصدد تقديم الدعم للواء حفتر في المنطقة الشرقية الليبية المحاذية لمصر.

"الجيش المصري الحر"

يؤكد الخبراء أن ما تشهده ليبيا هو التقاء مصالح بين مجموعة من القوى اتفقت فيما بينها على ضرورة تغيير المشهد السياسي في ليبيا حتى يساير المتغيرات في المنطقة. فالجماعات المتطرفة قامت بتشكيل ما يسمى "الجيش المصري الحر" وكانت غايتها الزحف باتجاه القاهرة ومحاربة الجيش المصري النظامي أسوة بما يحصل في سوريا، وبالتالي فقد بات القضاء على هذه الجماعات مصلحة مصرية كما هي أيضا مصلحة لجهات ليبية بعضها علماني ليبرالي وبعضها الآخر وطني لا يعتنق إيديولوجيا الجماعات المتطرفة ولا حتى الإخوان الذين تمكنوا بقوة المال من الهيمنة على أغلب مقاعد المؤتمر الوطني العام في ليبيا.

كما إن القضاء على الجماعات المتطرفة هو مصلحة غربية، حيث لا يتصور أغلب الخبراء والمحللين أن يكون اللواء حفتر بصدد التحرك من تلقاء نفسه وبصورة عفوية. فالولايات المتحدة وبعد حادثة سفارتها في بنغازي التي سحل خلالها وقتل سفيرها من قبل الجماعات المتطرفة التي أحرقت أيضا سفارتها في تونس، ترسخت لديها قناعة مفادها أن من تسميهم " الإسلاميين المعتدلين" (الإخوان) غير قادرين على لجم وكبح جماح المتطرفين (تنظيم القاعدة في بلاد المغرب، تنظيم أنصار الشريعة...). وبالتالي فإن واشنطن لم تعارض حراكا حصل في تونس الصائفة الماضية أسقط حكومة علي العريض المشكلة بالأساس من حركة النهضة ذات التوجهات الإخوانية، والتي كانت تدعمها إلى وقت غير بعيد، كما أنها لم تتصدّ للواء خليفة حفتر في ليبيا، وهو يستهدف من بدا أنهم حلفاؤها وقد فعلت الشيء ذاته في مصر مع الجنرال السيسي.

السيناريو الأسوأ

لذلك يعتبر البعض أن اللواء خليفة حفتر الذي قاد في السابق عملية انقلابية فاشلة على المؤتمر الوطني العام وعلى الحكومة في طرابلس، هو "سيسي ليبيا" القادم أو رجلها القوي الذي تراهن عليه القوى الإقليمية والدولية ليفرض الأمن والاستقرار في هذا البلد المترامي الغني بالثروات الطبيعية. لذلك فإن تغييرات عديدة من المتوقع أن تطرأ على المشهد الليبي ليتلاءم مع ما شهدته المنطقة باتجاه القضاء على هيمنة الإخوان أو الحد من نفوذهم خصوصا بعد تراجع الدور القطري الداعم لوجودهم في سدة الحكم.

ولعل السيناريو الأسوأ الذي تخشاه قوى الداخل والخارج الإقليمي هو انزلاق ليبيا في أتون حرب أهلية مدمرة. فالجماعات المتطرفة مدججة بأعتى أنواع الأسلحة الثقيلة من تركة جيش القذافي وليس من السهل على اللواء حفتر القضاء عليها من دون مساعدة خارجية. كما أن ليبيا بلد شاسع وحتى لو تم طرد هذه الجماعات من كبرى المدن فإنها ستستقر خارجها وستتمكن من بناء معسكراتها بعيدا عن أعين الدولة وفقا لأغلب الخبراء وستبقى باستمرار مصدرا لتهديد الأمن والاستقرار خاصة وهي تضم في صفوفها مقاتلين ليبيين وأجانب من دول الجوار على وجه الخصوص يتم إرسال الكثيرين منهم إلى سوريا عبر تركيا لقتال الجيش النظامي.

42/5/140520

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك