التقارير

المارد السوفيتي يخرج من "قمقم" التاريخ.. أوروبا على المحك

1392 05:51:17 2014-05-13

الربيع السوفيتي يمتد بأخضره على مناطق عدة كانت تحت ظل العلم الأحمر، فبرغم ما مارسته حكومة كييف ضد الاستفتاء في شرق أوكرانيا، من استخدام الاسلحة الثقيلة و الطيران الحربي لوقف أعمال الاستفتاء الذي جاءت نتائجه بموافقة 86% من المصوتين لصالح الاستقلال في دونتيسك

لم يكن الاستفتاء في مقاطعتي دونيتسك و لوغانسك الأوكرانيتين إلا ملحة حقيقية لمواجهة الجبروت الأمريكي الذي مارسته حكومة كييف على مواطنيها، باستخدام مرتزقة أمريكيين و تتهم كييف موسكو بالوقوف خلف ما يحدث في شرق أوكرانيا، لكن روسيا و بمواقف متعددة تؤكد على أهمية الحوار الأوكراني، و تدعو في بينان خارجيتها الصادر اليوم، الأثنين، إلى أن نتائج الاستفتاء يجب أن تطبق من خلال حوار مع كييف، وبأن على الأخيرة أن تخطو بجدية نحو طاولة الحوار.

الموقف الروسي، موقف المنتصر في أهم مسألة عالقة في أوروبا، فأستقلال المقاطعات الشرقية، ومطالبتها بالأنضمام إلى الاتحاد الروسي، يعني أن مسافة الفصل بين موسكو وقوات الناتو و أمريكا، باتت أبعد، ويعني ذلك أن الدرع الصاروخية التي عملت أمريكا جاهدة و على نشرها في أوروبا عبر عقود خلت.

في حين يقف الأمريكيون موقف المهزوم، بفعل الواقع الذي فرضته نتائج الاستفتاء، التي جاءت صفعة على خد قيادات البيت الأبيض و مخابراته التي عملت بكل طاقتها على قمع الاحتجاجات و قتل الإستقلال في رحم الحلم الشرقي في أوكرانيا، و على الطاولة حسابات كبيرة على الأمريكين أعادة النظر فيها، فـ كييف بسلطتها الحالية غير قادرة على أن تكون الأداة الحقيقية لضرب القوة الروسية المتنامية يوماً بعد آخر.. و في الآفق، يلوح شبح المارد السوفيتي بالخروج من "قمقم" التاريخ، ليعود إلى الواجهة، و للمارد السوفيتي ما له في الذاكرة الأمريكية.

في حين تقف أوروبا قاطبة، في موقف الخائب، فلا الأمريكيين كانوا قادرين على تحقيق المكتسبات المنشودة، "بحصر الدب في جحره"، و لا هي بقية مهادنة لروسيا، و في الحسابات الأولى، يأتي التمويل بالغاز، وهنا نجزم أن الدول الأوربية ستذهب سراً إلى موسكو للتكفير عن ذنبها، و لربما لن يكون الروس قابلين للاعتذارات السرية.

في هذا الإطار، يمكن قراءة المستقبل في الملفات العالقة الأخرى بين روسيا و الغرب، فلروسيا موقفاً يناقض موقف أمريكا و الغرب من الملف النووي الإيراني، و من الحرب على سوريا، و من الملف العراقي، و لروسيا حليف يقف وراءها بكل ما أوتي من طاقة وصناعية و عسكرية و سياسية، فالصين لن تكون بعيدة عن الموقف و القرار الروسي... وعلى أوروبا الآن الاختيار، إما الوقوف في الأزمات العالمية مع أمريكا، أو خسارات كبيرة في الاقتصاد نتيجة الانتصارات الروسية التي تتالى بعد القرم إلى شرق أوكرانيا، وقريباً في ملفات الشرق المتوسط، و للطاقة و مصادرها فعل السحر في التأثير على مواقف أوروبا المرهقة اقتصادياً في مختلف دولها.

عربي برس

3/5/140513

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك