التقارير

بعد القرم، المناطق الجنوبية والغربية في أوكرانيا تقترب من الانضمام إلى روسيا

1992 14:17:08 2014-03-27

 عقيل الشيخ حسين الحدث الأوكراني يسهم في انتعاش النزعات الانفصالية في أوروبا الغربية لندع جانباً تصريح الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، الذي أكد فيه أن "أية مقاطعات أخرى لن تنفصل عن أوكرانيا بعد انفصال القرم"، لأن هذا التصريح "ديبلوماسي بامتياز". فالواقع أن غالبية السكان في المناطق الجنوبية والغربية في أوكرانيا يعربون عن رغبتهم بالانضمام إلى روسيا قبل زمن طويل من انفصال القرم وانضمامها إلى روسيا. ليس فقط لأن الروسية هي لغة هؤلاء السكان ولأن هؤلاء السكان قد أغضبهم إلغاء البرلمان الأوكراني لاستخدام اللغة الروسية. وليس فقط لأن يوليا تيموشينكو، رئيسة الوزراء الأوكرانية السابقة التي تمتلك حظوظاً جدية في أن تتبوأ منصب رئيسة البلاد في مستقبل قد يكون قريباً، قد أطلقت العنان للهذيان -بشكل لا نجده عند أسوأ الفاشيين الذين يستشري نفوذهم حالياً في أوكرانيا- عندما أبدت استعدادها لاستخدام السلاح النووي وقتل ثمانية ملايين روسي يعيشون في أوكرانيا، قبل أن تستخدم السلاح نفسه لتحويل روسيا إلى أرض محروقة! بل لأن هؤلاء السكان يعلمون بأن أوكرانيا، أو على الأقل مقاطعاتها الجنوبية والشرقية، لا يمكنها أن تستمر في الحياة بمعزل عن روسيا. بعد القرم، المناطق الجنوبية والغربية في أوكرانيا تقترب من الانضمام إلى روسيا ليس فقط لأن روسيا يمكنها، في ظروف الوضع الاقتصادي الكارثي الذي تعاني منه أوكرانيا حالياً، أن تمنحهم قروضاً ومساعدات معفاة من الشروط التدميرية التي يفرضها الغرب عادة عن طريق مؤسساته المالية المسؤولة عن إفقار ما لا يحصى من بلدان العالم. بل لأنهم يعلمون بأن روسيا وحدها هي التي يمكنها أن تحميهم من البرد القارس، وأسواق روسيا وحدها هي ما يمكنها أن تستوعب منتجاتهم الصناعية والزراعية التي لا تنطبق عليها المواصفات التي تجعلها مقبولة في أسواق الاتحاد الأوروبي. ومنذ بداية الأحداث في ساحة "ميدان" في كييف، وقبل أن يسمع أحد باحتمال انفصال شبه جزيرة القرم، المقاطعة الأولى التي صوتت بالإجماع على الاستقلال والانضمام إلى روسيا، كانت جموع المتظاهرين في خاركوف -ثاني مدينة في البلاد وعاصمة أوكرانيا بعد الثورة البلشفية- ترفع الأعلام الروسية وتطلق هتافات "أنقذينا يا روسيا!" وتطالب بإجراء استفتاء على الاستقلال. وفي الوقت نفسه، كان الوضع مشابهاً في دونتسك ومقاطعات أخرى في الجنوب والغرب لجهة المطالبة بالانفصال. وكل ذلك كان نتيجة أولى لطيش الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين عندما ظنوا بأن الانقلاب الذي دبروه في كييف سيمكنهم ليس فقط من الاستيلاء على أوكرانيا، بل أيضاً سيفتح أمامهم أبوب موسكو وسيضمن لهم بسط كامل سيطرتهم على بقية العالم. تلك النتيجة الأولى، فيما لو بقيت المشكلة ضمن هذه الحدود، هي انقسام أوكرانيا إلى معسكرين. أحدهما يمتلك ما يكفي من الحظوظ لتحقيق الازدهار عبر الانضمام إلى روسيا والاتحاد الجمركي. والآخر، أي الملتحق بالاتحاد الأوروبي والناتو يواجه، باعتراف المراقبين الغربيين أنفسهم، مصيراً لا يمكن إلا أن يكون مشابهاً لمصير اليونان الذي استنزفته المصارف الغربية على طريق استنزاف العديد من بلدان الاتحاد الأوروبي الأخرى. إن النهب الذي بدأت تمارسه المصارف والشركات الغربية في أوكرانيا ليس الخطر الوحيد الذي يتهدد هذا البلد. فالصراعات على الغنائم باتت ظاهرة بين الانقلابيين والحرب الأهلية التي كان من المفترض أنها ستنشب بين أوكرانيا المؤيدة لروسيا وأوكرانيا المعادية لروسيا باتت محتملة بين الانقلابيين أنفسهم. وقد جاءت استقالة وزير الدفاع الأوكراني كمؤشر ذي دلالة على الاضطراب الذي قد تشهده أوكرانيا نتيجة لانفصال شبه جزيرة القرم. إن عودة القرم إلى الحضن الروسي بعد سنوات قليلة من تدخل الجيش الروسي في جورجيا وما أعقبه من استقلال أوسيتيا الجنوبية هما حدثان لا ينفصلان عن سياسة التصدي للامبريالية الأميركية التي اعتمدها الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، منذ تصريحاته الشهيرة في مؤتمر الأمن الدولي في ميونيخ، عام 2007. ويبدو، بعد جورجيا وأوكرانيا، أن صربيا التي شهدت خلال الأيام القليلة الماضية ارتفاعاً لمنسوب الغضب تجاه الغرب بمناسبة إحياء الذكرى الخامسة عشرة لقصف يوغوسلافيا من قبل الناتو وما أعقبه من انفصال كوسوفو، هي المحطة القادمة للمواجهة التي تأخذ شكل هجوم معاكس تشنه موسكو بنجاح رداً على الاجتياح الغربي للفضاء الروسي منذ انهيار الاتحاد السوفياتي. ويبدو أن هذه المواجهة لن تقف عند الحدود الفاصلة بين أوروبا الغربية وأوروبا الشرقية والوسطى. فهذه الأخيرة أصبحت أكثر اقتناعاً بوحدة مستقبلها مع روسيا، بل ستتجاوزها إلى أعماق الغرب. فما يجري في أوكرانيا ينعش النزعات الانفصالية في بلجيكا وفرنسا وإيطاليا. وفي أيلول/ سبتمبر المقبل سيتم تنظيم استفتاء في اسكوتلندا على الانفصال عن بريطانيا. ومن جهة أخرى، تطالب غالبية سكان كاتالونيا بإجراء استفتاء على الانفصال عن إسبانيا. وبالطبع، فإن أزمات الاتحاد الأوروبي وتراجعات الولايات المتحدة لا تفعل غير تعزيز مثل هذه التوجهات. 22/5/140327 
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك