التقارير

رياح التغيير تضرب الخليج

1612 11:21:43 2014-03-14

 

جورج علم

عاد التجاذب السعودي ـ القطري بقوة الى الساحة اللبنانية، إنها مهيّأة كغيرها من الساحات المماثلة القابلة لاحتضان معارك إثبات الدور والحضور والنفوذ بين الدولتين الخليجيتين اللدودتين.

يتأثر لبنان بالأمر الملكي الخاص بالتصنيفات الأرهابيّة، وبدأت الجماعات ذات الصلة سلسلة من الاجتماعات للتأكد من مدى انعكاساته على مصيرها ومستقبلها. كذلك يتأثر لبنان بالنجاح الذي حققته الوساطة القطريّة في الإفراج عن راهبات معلولا، وأوردت تقارير أمنية معلومات عن محاولات بدأت في صفوف عدد من التنظيمات المسلحة لنقل البندقيّة من كتف الى أخرى. ّ

يمكن القول إنّ مراقبة يقظة بدأت تتولّاها الأجهزة المختصة، وتشمل المناطق التي تشكّل بيئة حاضنة لهذه المجموعات بهدف الإطلاع على جديدها، وضبط إيقاعاتها وتحركاتها، ومعرفة مدى تأثرها سلباً او إيجاباً بالمناخ الخليجي الجديد.

على المستوى الديبلوماسي هناك مَن يجزم بوجود تحوّل جدّي في المشهد الخليجي، يشرف عليه المهندس الأميركي القادر، والمهيمن، والمطلع على كل شاردة وواردة، والمتخصص بطباع الخليجيّين، وعاداتهم، وتقاليدهم، وخصوصياتهم.

وإن ما جرى بين السعودية والإمارات والبحرين من جهة، وقطر من جهة أخرى، لم يفاجىء الإدارة الأميركيّة، وربما تمّ بإيعاز منها لتحقيق سلسلة من الأهداف، أبرزها:

أولاً، القضاء نهائيّاً على فكرة الإتحاد الخليجي، وهو الاقتراح الذي كان قد تقدم به الملك عبدالله بن عبد العزيز.

ثانياً، العمل على تطبيع العلاقات الإيرانية ـ الخليجيّة بإشراف الولايات المتحدة، ودعوة الرياض لتطرية مواقفها المتشددة من طهران.

ثالثاً، البدء بتنفيذ القرار الذي اتخذته الإدارة الأميركيّة بالتنسيق والتعاون مع الاتحاد الأوروبي، والقاضي بمواجهة الإرهاب الذي يضرب في لبنان وعدد من دول المنطقة، وذلك من طريق تجفيف منابع تمويله ودعمه.

رابعاً، عزم الولايات المتحدة على التنوّع في الخليج. سلطنة عمان كانت السبّاقة في فَرض تمايز عن سائر دول مجلس التعاون، الآن جاء دور قطر، ومَن يشرف على هذه العمليّة الجنرال الأميركي في قاعدة العديد في قطر.

في هذه الأثناء، تنصرف القيادة السعوديّة الى الإمساك بالساحة الداخلية أمنيّاً من خلال: انكفاء الأمير بندر بن سلطان عن شاشة الحدث. وصدور الأمر الملكي الأوّل المتصِل بالسعوديّين الذين يحملون السلاح، والمنخرطين في القتال داخل سوريا، او على علاقة بمنظمات إرهابيّة تكفيريّة.

والأمر الملكي الثاني الذي صَنّفَ بعض الفصائل والمجموعات المسلحة بالإرهابيّة. وتوَلّي المستشار الخاص لخادم الحرمين الشريفين، النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء الأمير مقرن بن عبد العزيز، مسؤوليات رفيعة كان آخرها ترؤسه جلسة مجلس الوزراء.

ويستنتج ممّا تقدم أن العاصفة في الخليج ما بدأت لتنتهي بحفلة تبويس اللحى، بل إنّ وراء الأكمة ما وراءها من أهداف لا بدّ من أن تأخذ طريقها الى الضوء، أوّلها أن الوسيط الفعلي هو السلطان قابوس بن سعيد الذي يملك بين يديه ورقة عمل أميركيّة ـ إيرانيّة يعمل على تسويقها، خصوصاً لدى القيادة السعوديّة لكي تبقى واشنطن في الظلّ، وفي منأى عن أيّ محاسبة او معاتبة.

وثاني هذه الأهداف المباشرة بفَكفكة العقد الإيرانيّة ـ الخليجيّة المستحكمة ببعض مفاصل الأزمة السوريّة. أما ثالث هذه الأهداف فهو إعادة توزيع الأدوار في ضوء ما يرتّب لسوريا، وللفلسطينيين، وللأزمة الرئاسيّة اللبنانية من مخارج؟!

الجمهورية

15/5/1403014 تحرير علي عبد سلمان

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك