أطلق مغردون سعوديون هاشتاغا جديدا بعنوان: لو ما كان عندنا نفط، للتعبير عن آرائهم في الوضع داخل المملكة من خلال الإجابة عن سؤال: ماذا سيكون حال السعودية لو لم يكن لديها بترول؟ وقد جاءت حملة المغردين على تويتر مليئة بإيحاءات سياسية ناقدة للوضع العام في المملكة. وتأتي الحملة عقب صدور دراسة جديدة تؤكد أن السعودية، وخلال أقل من عقدين، لن تكون قادرة على تصدير النفط.
وثمة تنبؤات أخرى صدرت في العام 2012 عن بنك “سيتي غروب”، تؤكد أن السعودية قد تصبح مستوردة للنفط بحلول عام 2030 في حال استمر استهلاك النفط محليا في الزيادة بنسبة ثمانية في المئة.
والسعودية تستهلك حاليا جميع إنتاجها من الغاز الطبيعي، وتخطط لاستخدام الطاقة النووية، غير أن ذلك يعد حلا غير مناسب بسبب قلة الخبرات.
وتشير التقديرات إلى أن احتياطي السعودية يبلغ 265 مليار برميل، وظلت المملكة تملك أكبر احتياطي نفطي في العالم حتى أعلنت فنزويلا أنها قد زادت الاحتياط المؤكد لديها إلى 297 مليار برميل في يناير سنة 2011.
واستبعد خبراء اقتصاديون، داخل المملكة، النظرية، مؤكدين أنها لا تستند إلى دراسات علمية دقيقة.
«استبعد خبراء اقتصاديون، داخل المملكة، نظرية نفاد النفط، لأنها لا تستند إلى دراسات علــمية دقيقة»وقال رئيس مركز السياسات البترولية والتوقعات الاستراتيجية راشد أبانمي تعليقا على تقرير “سيتي غروب” إن “هذه المقولة مبالغ فيها إلى حد كبير لوجود عدة تغيرات ستطرأ في سياسة الدول النفطية، ولكن مثل هذه الدراسات مبنية على الاستهلاك المفرط في الاستخدام للطاقة النفطية والبترول المحلي، وهي تمثل تنبيها إلى ضرورة الترشيد والاستهلاك المحلي كونه تجاوز المستويات المسموح بها”.
ويقول مغردون “لو ما كان عندنا نفط لأصبحنا من أفقر دول العالم ولولا القرآن نزل بلغتنا لكنا أجهل الناس! وكان اسم الدولة: المملكة العربية الطفرانة
فيما قلل بعضهم من أهمية وجود النفط على الأرض السعودية”.
وأكد أحدهم “بعض الدول ما عندها نفط وعايشة، وجود النفط ليس أهم من وجود خالق الكون المعطي الرازق وهاهم أجدادنا عاشوا وماتوا بلا نفط”.
وقال آخر “رغم وجوده فنحن لم ننهض ولم نتطور رغم أن المسؤولين صاحون ولا يشربون خمرا عكس الدول المتقدمة التي تشرب وتفقد عقلها ورغم هذا تتطور”.
وفي ذات السياق غرد آحدهم “إحنا حاسين بوجوده علشان (حتى) ما نتصور دولتنا من دونه؟ لن يفتقد وجوده إلاّ من وُلد وفي فمه ملعقة من ذهب”.
وسخر مغردون من مساعدات السعودية لبعض البلدان العربية خاصة، وقال مغرد “لولا وجود النفط ما كنا نعرف المغرب ولا لبنان ولا الأردن ولا هم يعرفوننا، وكان ما شفنا هاشتاغ الراتب ما يكفي الحاجة وكان فقس بيض الحبارى”.
ووصلت التعليقات إلى لبنان، حيث أكد مغرد “لو ما فيه بترول، ما راح يكون فيه 14 آذار، وكنتم رأيتم سعد الحريري حلاقا أو كاشيرا في محل إكسسورات وماكياج”.
بل أكد بعضهم أن المغرب واﻷردن “كانا تبرعا للسعودية بكم مليار”.
وانتقد مغردون رجال الدين وقالوا “لو ما كان عندنا نفط ما كان عندنا جامية.. فقد نبتوا على رائحة البنزين”.
وقال مغردون “لولا النفط لكان عبدالله بن محمد بن إبراهيم بن عبداللطيف آل الشيخ رئيس مجلس الشورى، خرّاز نعال، وصالح اللحيدان، (رئيس مجلس القضاء الأعلى سابقا وعضو هيئة كبار العلماء) خبّازا، والعبيكان راعي عطاره ولكان سعد البريك وعائض القرني فتحا محل عطارة.. وزاد مغرد ساخرا “العمل يليق بهم”.
ووظف مغردون “لكان المذيع الخاص بالملك عبدالله، سليمان العيسى (الله يرحمه) باع مساويك عند وزارة الإعلام. ولكان المفتي فاتح عيادة للرقية الشرعية يترزق منها، ولكان ما فيه سلفية، لأن أساس السلفية الفلوس”.
ولم تسلم الهيئة من تهكم المغردين، حيث كتب معلق “لو لم يكن لدينا نفط لرأيتم الهيئة (هيئة الأمر بالمعروف) راكبين الخيول والحمير، وعليها استيكر (شعار) الهيئة، يطاردون المعاكسين في سوق عكاظ، ويبحثون عن المتبرجات”. و”لكان جمس الهيئة (سيارات) مجرد حنتور، ويغنون واركب الحنتور.. اتغطوا”.
وسخر مغرد “كنت أنا الحين في سيريلانكا عامل نظافة، إذا بلدي وفيها نفط وما لقيت وظيفة كيف لو كان ما فيها نفط”.
وسخر آخرون “لو بلدنا ما فيها نفط كنا نطلع في ناشيونال جيوغرافيك في برنامج حياة أهل البادية، بيوتنا عبارة عن خيام، نروح المدرسة بجمل، هذا إذا كان فيه مدرسة أصلا”.
وفي نفس السياق سخر آخر “كنت الحين ممتطيا صهوة جوادي ذاهبا إلى القوم، وكان الشعب يطالب بنصيبه من النياق”.
وانتقل بعضهم إلى انتقاد الوضع السياسي الداخلي، وقال مغرد لو لم يكن لدينا نفط “لكان لدينا حكومة نظيفة منتخبة ولكان اسم البلد، يبدأ بـ(الجمهورية) وينتهي بـ(الديمقراطية) ولما عرفت أميركا أين نقع على الخارطة”.
وقال آخر “لو ما عندنا بترول، كنا عملنا ثورة لكرامتنا لأنها (خاربة خاربة) ولما كان هناك سجن سياسي، ولا في تمييز بين المواطنين”بحسب “العرب اون لاين” .
واستحوذ وضع المرأة السعودية على نصيب من التغريدات، وكتبت مغردة “لو ما كان لدينا نفط لسقنا السيارة دون أن يتهموننا بالفساد، ولأكرمنا الضيف ولا أحد قال لنا خلوة”.
وتنبأ مغردون بالأوضاع التي سيكون عليها بعض المتنفذين في الدولة، وغردت إحداهن “لو لم يكن لدينا نفط لكانت أميرة الطويل (زوجة الوليد بن طلال) تحلب النوق وكلها قمل، ولكانت الجوهرة آل سعود تشتغل خطّابة في منفوحة، وعلى كل زواج تأخذ 5 ريالات”.
وسخر مغرد “ولكانت منال الشريف (فتاة قادت سيارتها فاعتقلت) تسوق حصانا، ولا أحد يقدر يقول لها شيئا؛ أو يلقونها على ناقة وهي تقول: صرنا نسوق بحرية”.
النفط السعودي
◄ تمتلك السعودية احتياطيا نفطيا يبلغ 265 مليار برميل
◄ خلال أقل من عقدين، لن تكون السعودية قادرة على تصدير النفط
◄ بحلول عام 2030، السعودية قد تصبح مستوردة للنفط
وولّد مغرد “ولكان جارنا الأمير الفلاني، يرسل لنا ولدا، يدق الباب الظهر ويقول: أمي أرسلتني تقول هات من جيراننا بصل لغدانا!”
ولكان “الأمير *** يسرق الغنم؛ والآخر مزارعا يسرق المحصول”.
وقال ناشط “لو ما كان لدينا نفط لما سمعنا تريقة (سخرية) العالم (عندهم بترول وينتظرون صدقة حافز، ولطمة ساهر، ولولاه لكان يخلون إبراهيم العساف (وزير المالية) وزيرا للأعلاف، ولرأيت كل الوزارء يتهاوشون ويبون (يريدون) المنصب”.
وكتب آخر “لو ما عندنا بترول لكان للقبيلة كلام ثاني، وما راح يكون دورها مقصورا على مهرجانات الإبل والشعر والعرضة، ولما كان فيه ام رقيبة لمزايين الإبل، وسعر الناقة خمسة ملايين ريال”.
فيما رأى معلقون أنه لولا النفط لكانت السعودية مقسمة “يعني الشرقية دولة؛ ونجد دولة؛ والحجاز أيضا. أما الجنوب فسيكون تابعا لليمن”.
وسيطرت “الثورة” على بعض التغريدات، إذ قال بعضهم “لو ما عندنا بترول، كان سوّينا (عملنا) ثورة، وتدخلت دول الخليج وطرحت مبادرة خليجية للتسوية”.
فيما أكد بعضهم “لو ما كان عندنا نفط لصرنا نفطا للأجيال القادمة”.
6/5/140303
https://telegram.me/buratha