التقارير

بعد يوم دامٍ ..عراقيون يسيرون بشوارعهم وشهادات وفاتهم في جيوبهم تحت رحمة مفجرين مجهولين

1541 01:06:00 2014-01-17

غداة يوم من أشد أيام العراق عنفا ودموية منذ شهور عاد سيل المارة والسيارات إلى شوارع بغداد اليوم الخميس حيث يسير الناس وهم يدركون أن الموت قد يختطفهم في أي مكان وفي أي وقت.

فقد انفجرت ثماني قنابل على الأقل في العاصمة أمس الاربعاء واستشهد  نحو 40 شخصا وأصيب 88 آخرون كما وقعت هجمات أخرى خارجها رفعت عدد الشهداء في شتى أنحاء البلاد إلى 78.

وقال رعد محمد وهو يصف مع مساعده قطع غيار الالات ثانية على أرفف متجره الذي لحقت به اضرار في أحد التفجيرات في حي الكرادة "نحن خائفون حتى في بيوتنا لاننا لا نعرف العدو.

"لا نعرف من يستهدفنا. لسنا في حرب نعرف فيها من نقاتله. لقد فقدنا الشعور بالأمان. أحيانا تمر أيام يكون الأمن فيها بخير ثم تعقبها هجمات لا تكل على مدى أيام."

وتتدلى ألواح ملتوية من الصاج المعرج من واجهة المتجر المفتوحة على الشارع. ويسير المارة دون التفات إلى بركة الدماء على أسفلت الشارع.

وقال محمد "نحن نسير في الشوارع وشهادات وفاتنا في جيوبنا. ويخالجنا دائما شعور بأننا لن نعود الى بيوتنا. المشكلة ان كل واحد منا له أسرة.. زوجة وأطفال عليه إطعامهم فكيف يعيشون دوننا."

وبرغم التفجيرات وحوادث القتل شبه اليومية فلا بديل لمواطني بغداد الذين يبلغ عددهم سبعة ملايين نسمة عن رعاية شؤون حياتهم.

وتعلن جماعة الدولة الإسلامية في العراق والشام المرتبطة بالقاعدة الارهابي مسؤوليتها أحيانا عن التفجيرات ولاسيما تلك التي تتضمن هجمات انتحارية على وزارات أو أهداف مهمة لكن كثيرا من التفجيرات لا يعلن أحد مسؤوليته عنها.

وقال رجل من المارة في منتصف العمر اكتفى بذكر اسمه الأول عادل "كل يوم عندما اغادر البيت اقول لزوجتي ماذا تفعل اذا مت.

"أخاف أن اخرج بزوجتي وأبنائي. بل إنني افكر في منع ابني من الذهاب الى المدرسة خوفا من تعرض المدرسة لتفجير."

وتقول الأمم المتحدة إن ما يقرب من تسعة آلاف شخص استشهدوا في أعمال عنف في العراق العام الماضي كلهم مدنيون ما عدا 1050 شخصا.

ومن بين من تستهدفهم حملة التفجيرات أفراد الجيش والشرطة والمدنيين ومقاتلي العشائر الموالين للحكومة وهي تهدف فيما يبدو إلى دفع ميليشيات أخرى إلى الرد وإعادة العراق الى هاوية الحرب الطائفية المفتوحة.

ولا تجد مثل هذه الحسابات مكانا في أذهان سكان بغداد الذين لا يريدون مثلهم مثل الناس في كل مكان سوى مزاولة عملهم والراحة وارسال أبنائهم الى المدرسة وهم يعرفون انهم سيعودون الى البيت سالمين.

ويبتسم الرجال ويتبادلون النكات وهم ينتظرون في شمس الشتاء الواهنة دفع ثمن ما اشتروه من فواكه وخضراوات من منصة في السوق. وتدفع امرأة متشحة بالسواد عربة طفل أمام لعب معروضة على رصيف الشارع. ويزدحم الشارع كالمعتاد بالسيارات التي تطلق أبواقها بين الحين والاخر.

وقال فاضل النيداوي الذي يبدو في الاربعينات من عمره "صحيح ان الوضع الامني غير مستقر لكن الناس كما ترى يخرجون ويعيشون حياتهم."

وأضاف "بعد كل هجوم يزيل الناس آثاره ويرفعون الأنقاض ثم يعودون إلى مباشرة شؤونهم كالمعتاد. لقد اعتاد الناس ذلك.

"من يريدون إيذاء العراق عليهم ان يعيدوا النظر فلن يفلحوا."

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
رأي
2014-01-17
|"بعد كل هجوم يزيل الناس آثاره ويرفعون الأنقاض ثم يعودون إلى مباشرة شؤونهم كالمعتاد. لقد اعتاد الناس ذلك." وهذه هي المشكلة اعتياد الظلم والذلة
آخر الاضافات
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك