التقارير

تركيا و«خط الجهاد» من آدي يمان إلى حلب

1236 08:44:00 2013-10-05

 

محمد نور الدين

اقتربت المعارك بين التنظيمات الموالية لتنظيم «القاعدة» في سوريا والمنظمات الأخرى، ولا سيما «الجيش السوري الحر»، من الحدود التركية. لم تعد «القاعدة» مجرد توقع أو احتمال، بل أصبحت فعليا «الجار» الجديد لتركيا كما اجمع المحللون في تركيا.

لكن ذلك لم يغيّر كثيراً من نظرة المسؤولين الأتراك الى المسألة، فالحكومة التركية لا تزال تنظر الى كل التنظيمات المسلحة المعارضة في سوريا، بما فيها «جبهة النصرة»، على أنها نتاج ممارسات النظام. ولذلك، لم يتجرأ اي مسؤول تركي، حتى الآن، على وصف تنظيم «القاعدة»، بكل متفرعاته في سوريا، بأنه «ارهابي»، بل اقتصر الموقف على إدراجه ضمن إطار «المنظمات الراديكالية».

ويتحكم في هذا الموقف اكثر من عامل:

الأول، هو ان انقرة لا تزال تحبس نفسها في هدف واحد، هو إسقاط النظام في سوريا مهما كلّف الأمر، وبمعزل عن الطريقة.

أما الثاني فهو ان تنظيم «الدولة الاسلامية في العراق والشام» («داعش») نصّب نفسه عدواً للشعب الكردي في سوريا، ويحارب المسلحين التابعين لـ«حزب الاتحاد الديموقراطي» الكردي. ولتركيا مصلحة في ذلك لمنع نشوء أي كيان كردي في شمال سوريا.

وبرغم التباين الكبير في العلاقات بين أنقرة والرياض حول الملف المصري، وعزل جماعة «الإخوان المسلمين»، فإن انقرة كانت مستعدة لتجاوز الأمر، عندما لاحت فرصة لإسقاط النظام في سوريا، وذلك بعد تهديد أوباما بتوجيه ضربة الى سوريا، فسارع داود اوغلو الى زيارة الرياض لتمتين الجبهة المؤيدة لتوجيه ضربة الى سوريا.

وبرغم الخطر الذي تشكله التنظيمات الأصولية على الاستقرار التركي – بالنظر إلى أن لتلك التنظيمات مشروعاً يتجاوز الأنظمة القائمة ومن بينها النظام التركي – فإن نظام «حزب العدالة والتنمية» لا يزال الراعي الأكبر لمد «الجهاديين» بالسلاح وكل انواع الدعم، وهو يمتنع عن اتخاذ اي إجراء يمنع تمدد الخطر التكفيري و«الجهادي» الى الداخل التركي.

ونشرت صحيفة «راديكال» مؤخراً تحقيقاً مهمّاً عن «خط الجهاد» الممتد في الداخل التركي من آدي يمان الى الحدود السورية، والذي يعكس مدى الحرية التي يتمتع بها «الجهاديون» داخل تركيا، من أجل تجنيد الشبان الأتراك للجهاد في سوريا. وهو بخلاف «خطوط الجهاد» الخارجية الأكبر الممتدة من الشيشان وتونس وأفغانستان عبر تركيا الى سوريا.

وتقول الصحيفة ان «هذا الخط يبدأ في محافظة آدي يمان ويسير الى الحدود السورية مرورا بمحافظات بينغول وباتمان وأورفة وديار بكر». وتضيف ان «جبهة النصرة والقاعدة اتخذت مركزا لها في مدينة آدي يمان نفسها لتجند الشبان بين 18 و30 عاما، عبر مجموعات من 15 شابا يرسلون الى سوريا عبر كيليس وهاتاي (لواء الاسكندرون) المحاذيتين لسوريا».

وتضيف أن أهالي الشبان المختفين يذهبون بأنفسهم الى معسكرات «القاعدة» في سوريا باحثين عن أبنائهم. لكن امراء الحرب حوّلوا الموضوع الى ابتزاز، اذ كانوا يوافقون أحيانا على إعادة الأبناء الى أهلهم مقابل فديات مالية».

ويروي والد أحد هؤلاء الشبان قائلا ان «ابنه كان يستعد لامتحان الجامعة عندما بدأ سلوكه يتغير. يمنع شقيقاته البنات من الخروج ويناقش الوضع في سوريا قائلا: انتم لا تفهمون الاسلام. يجب ان نحارب ونجاهد في سوريا من أجل الإسلام».

ويقول الوالد: «لقد تبين لي لاحقا، بعد المتابعة، ان ابني يشارك في خلية من 5 الى 6 أشخاص يشاهدون خلالها أفلام فيديو تحض على العنف. وقد هددني أحد الأشخاص الذين يتولون إعداد هذه الخلية بعدم تتبع ابنه مرة ثانية. ومن ثم انقطعت أخبار ابني وعلمت لاحقا انه في حلب يحارب الى جانب الجهاديين».

اللافت في كلام الوالد انه أبلغ السلطات الأمنية بالأمر، فأجابوه بأن ابنه راشد، ويحق له ان يفعل ما يشاء. وما كان من الوالد إلا ان ذهب بنفسه الى سوريا وجال في اربعة معسكرات وجد فيها شبانا أتراكا من مختلف المدن التركية، وعندما كان يقول انه جاء من اجل استرداد ابنه، كان أمراء المسلحين يقولون له: «وهل أنت كافر كي تمنع ابنك من الجهاد؟ اغرب عن وجوهنا. إن رأيناك هنا مرة ثانية فسندفنك في الأرض. ابنك وغيره سيبقون هنا 45 يوما لتلقي دورة تدريبية ومن بعدها يمكن لك أن تراه».

ويروي والد آخر انه ذهب الى سوريا ليبحث عن ابنه مع دليل، وقد وجد ان زعماء الجماعة التي كان فيها قد غيّروا اسمه وأصبح «أبو موسى»، ولا يزال في سوريا. وتقول الصحيفة ان محافظ آدي يمان ومدير الأمن فيها قد رفضا إجراء اي مقابلة مع الصحيفة لاستيضاح الأمر.

9/5/13105

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك