التقارير

سوريا بين الواقع الميداني المعقد وأصداء التسوية في نيويورك

1281 12:05:00 2013-09-27

 

أقدمت عدة فصائل إسلامية متطرفة، بعضها ينتمي الى تنظيم «القاعدة»، على تشكيل تحالف جديد يرفض الاعتراف بـ«الائتلاف الوطني» المعارض و«الحكومة المؤقتة» المنبثقة عنه، بتزامن مع التصعيد الحاصل ميدانياً بين القوى العسكرية القريبة من «الائتلاف»، وتلك المتشددة إسلامياً.

وشكل الإعلان الجديد لـ 31 فصيلا إسلاميا صدمة إضافية، ستحرك الواقع الميداني صعوداً نحو صدامات بين قوى الشمال الشرقي المسلحة، التي تتنوع انتماءاتها، بشكل ربما يحقق نبوءة كثر من المراقبين الغربيين للصراع في سوريا، وهي تحول الحدود السورية المتاخمة لتركيا إلى «شمال شرقي متوحش» تحكمه «مئات العصابات المسلحة التي لا تستمع لأحد، وتخضع لاعتبارات اقتصادية واجتماعية وعقائدية خارجة عن أية سيطرة».

وفي الخبر الذي سرب أمس الأول، عبر المواقع الخاصة بتلك الفصائل، كما على موقع «يوتيوب»، أعلنت 31 مجموعة إسلامية معارضة، أنها لا تعترف بأية «تشكيلات معارضة في الخارج»، بما فيها «الائتلاف الوطني السوري والحكومة المؤقتة».

وتلا البيان، الذي حمل الرقم «1»، رجل ملتح من خلف مكتب بواجهة زجاجية، يتوسطها مصحف كبير يستند الى لاقط صوت كما يبدو. ودعا البيان «القوى والفصائل الى التوحد من إطار إسلامي واضح ينطلق من سعة الإسلام، على أساس تحكيم الشريعة وجعلها المصدر الوحيد للتشريع، وأن الأحقية هي لتمثليها من قبل من عاش همومها وشاركها تضحياتها من أبنائها الصالحين»، كما دعا «جميع الجهات العسكرية والمدنية لوحدة الصف والكلمة ونبذ الفرقة والاختلاف، وتغليب مصلحة الأمة على مصلحة الجماعة».

ويعقّد الإعلان الجديد المشهد الميداني المعقد أصلا في سوريا، كما يجعل ادعاء «الائتلاف الوطني» بأنه يمثل أطياف المعارضة السورية، أو يمتلك سلطة قرار ميدانية، ميؤوساً منه.

لكن البيان الرقم «1» ليس أكثر من تفصيل جديد في اللوحة العسكرية المشتتة في الشمال الشرقي، خصوصا أن الكلمة الرئيسية ما زالت لتنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش)، والذي تمكن مجددا من بسط سيطرته على مدينة أعزاز شمال حلب، وفق ما نقل ناشطون مقيمون في المدينة، ليل أمس الأول، فيما تستعد مناطق في ريف إدلب، مثل حزانو، لحروب انتقامية بين الطرفين، بعد مقتل القيادي في «داعش» ابو عبد الله الليبي على يد «الجيش الحر» مع 13 آخرين من مرافقيه، وبتنسيق مع إعلان الحرب بين التنظيمين في النهروان في ريف حلب.

في هذا الوقت، ينشغل عدد من الكتائب الإسلامية بحرب أخرى، أطول أمداً، يمثلها طرفا «جبهة النصرة» و«داعش» كما «لواء التوحيد» وأحرار الشام» من جهة، والفصائل الكردية من الجهة الأخرى، كما في مناطق علوك شرقي رأس العين، والتي أسفرت عن مقتل العشرات ليل أمس، وفقاً لمصادر إعلامية كردية.

وتوقع ديبلوماسيون غربيون أن «تمتد أذرع الحرب السورية» إلى جلسات نيويورك السياسية، وإن تناقضت مع الأجواء الموحية بتسوية ما زالت بعيدة. ووفقاً لديبلوماسي، تابع متابعة وثيقة جلسات عمل الجانبين الروسي والسوري، حول «صفقة الكيميائي»، فإن موسكو تتعاطى مع الصفقة «التاريخية» ضمن إطار السعي «لتسوية عامة كبيرة، ربما تتجاوز الملف السوري» ولا تقتصر على تسليم الترسانة الكيميائية مقابل وقف التهديد بالحرب.

ورغم أن ظروف تسوية بهذا الحجم ما زالت غير محققة، يركز الروس جهودهم على تحقيق «جنيف 2» بحضور إيراني، وبأجندة تشمل، إضافة للاتفاق على بنود عريضة مثل «حكم انتقالي كامل الصلاحيات، يحترم الحريات، ويحفظ حقوق الأقليات»، بندا يرى فيه الأوروبيون والروس أهمية كبيرة «ويتمثل ببند لمكافحة الإرهاب الدولي».

ووفقا لديبلوماسي أوروبي يزور دمشق بتكرار، فإن «هذا البند ضرورة وليس تجميلا، خصوصا أن قضية الإرهاب في سوريا باتت تمثل قضية داخلية لحكومات كثيرة في أوروبا» نتيجة التهديد الذي يمثله «الجهاديون» الأوروبيون. وهو ما يعني «إرغام قوى الائتلاف، ومن أمامه الجيش الحر، على الاعتراف صراحة بأن حليف الأمس لا يمكن أن يكون شريكا» في العملية السياسية، في إشارة الى «جبهة النصرة» وباقي التنظيمات الأصولية.

وأمس برز تلميح أميركي لافت على لسان أحد المسؤولين بعد لقاء جمع في نيويورك رئيس «الائتلاف» أحمد الجربا مع وزير الخارجية الأميركي جون كيري، نقل فيه الجربا قلقه من أن «المتطرفين يقومون فعليا بعمل الحكومة (المفترض) الآن» في شمال البلاد.

كما لمّح المسؤول الأميركي إلى إمكانية رفع مستوى المساعدات العسكرية لـ«الحر» في مواجهته لتنظيم «داعش»، بما يتجاوز الأسلحة غير الفتاكة، منوهاً بأن «المواجهة على أشدها بين الطرفين».

وسيلتقي غدا كيري مع نظيره الروسي سيرغي لافروف. كما سيلتقي لافروف في غرفة كواليس مجاورة بنظيره السوري وليد المعلم، وذلك بموازاة عمل راعيي الصفقة «الكيميائية» على نص مقبول لمشروع قرار أممي.

ووفقا للمصادر السابقة يشعر الأميركيون بأنهم «قفزوا عن شجرة الحرب، ليتسلقوا شجرة الكيميائي» بسبب التعقيدات التي يفترض بحثها بشأن هذا الملف. ويشكل «الاعتراف قسراً بشرعية الجهة المقابلة (أي النظام) مشكلة» ناهيك، عن كونه «يفرض الخوض في تفاصيل عملية لا مفر منها».

ومن بين هذه التفاصيل كيفية الوصول لكل المناطق التي تحتوي مخزونات كيميائية، وهي كثيرة، وبعضها وفقا لتصريحات لافروف محاط بكتائب المعارضة لا الحكومة، في إشارة فهمت على أنها لمواقع قرب حلب ما زال الجيش السوري يدافع عنها بشراسة.

ويصبح التخوف الغربي في ذروته، حين يتعلق بـ«المراقبين العسكريين الدوليين الذي سيرافقون فريق الخبراء الكيميائيين أثناء توليهم مهمة تنفيذ الاتفاق»، وذلك من دون أية ضمانة ممكنة لوقايتهم من نيران الحرب العشوائية، ولا سيما في ظل تحالف الفصائل الإسلامية الأخير، واشتداد الحرب بين «داعش» و«الجيش الحر» في الشمال.

26/5/13927

ـــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
آخر الاضافات
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك