التقارير

النيويورك تايمز: قطر ربما تفقد زعامتها كـ (راعٍ) للملف السوري...بقلم توماس فريدمان

1310 08:16:00 2013-03-18

 

تساؤلات عدة طرحها الكاتب الاميركي تومان فريدمان المختص بشؤون الشرق الاوسط ، يتحدث عن ان هناك تحولا جديدا حول فقدان قطر لتأثيرها ودورها كلاعب رئيس في الملف السوري،

بعد ان كان لها الدور الاساسي بالوساطة او صرف الرواتب للمعارضة وحتى التمويل المالي لما يسمى " الجيش السوري الحر" ويطرح الكاتب  هل بدأ سحب البساط من تحت قدمي قطر في المسألة السورية؟ على اعتبار ان الإمارة الصغيرة أبلغت معاذ الخطيب توقفها عن دوافع رواتب أعضاء الائتلاف السوري المعارض الذي يتزعمه ورواتب المسلحين ونفقات الحرب الأخرى. إن صح هذا الخبر، فهذا معناه أن الحديث عن تورط قطر في دعم الجماعات المسلحة المتشددة بات في حكم المؤكد. من جهتها فإن قطر سربت معلومات تكشف عن استيائها بسبب مبادرة الخطيب التي دعا من خلالها إلى حوار سياسي مع جهات من النظام السوري. لقد تصرف الخطيب وحده من غير العودة إليها، كونها راعية المعارضة السورية بكل أنواعها.

غير أن ذلك الزعم لا ينفي حقيقة أن قطر باتت متهمة بدعم الإرهابيين في ليبيا ومالي. لقد كشفت التحقيقات عن علاقة ما تربط بين قطر وبين من نفذوا عملية احتلال القنصلية الاميركية في بنغازي والتي نتج عنها مقتل السفير الاميركي في ليبيا. ولكن هل تورطت قطر فجأة من غير سابق تمهيد في علاقة مريبة بتنظيم القاعدة في ليبيا؟ وهل كانت علاقتها بالإسلامويين المتشددين في مالي هي بنت ساعتها، أي حين صار أولئك المسلحون يشكلون خطرا متعاظما في تلك المنطقة؟

الدور الذي كانت تلعبه قطر منذ سنوات بات مكشوفا خلال السنوات الأخيرة. لقد أوُكلت إليها وظيفة ضبط الحركات الإسلاموية، أو ما تُسمى بتيارات الإسلام السياسي. وكما يبدو فإن قطر كانت قد توهمت أنها ستنجح في المهمة التي فشلت فيها الولايات المتحدة. أي أنها ستبقي تلك التيارات والحركات تحت سيطرتها المحكمة. غير أن ما جرى في بنغازي وفي مالي قد وضع نهاية للأوهام القطرية.

وإذا ما كانت قطر لم تعترف حتى اللحظة بفشلها، فإن الغرب ممثلا بالولايات المتحدة صار يشعر بالخطر الذي يمثله استمرار قطر في وظيفتها السائبة، حيث صار المال القطري يتسرب إلى الجماعات المسلحة التي تشكل خطرا على مصالحه. لذلك فقد تم الإيعاز مباشرة إلى القيادة القطرية بأن تكف عن لعب ذلك الدور.

في المسألة السورية ما من جهة عربية في إمكانها أن تحل محل قطر سوى السعودية التي كان وزير خارجيتها يسبق الجميع إلى الدعوة إلى التدخل الخارجي في سوريا لإسقاط النظام الحاكم وإلى تسليح المعارضة. وإذا ما كان تعاظم الدور القطري قد دفع السعودية إلى اللجوء إلى الصمت، فإن انعاش دورها هذه المرة سيكون لإغراض مختلفة عن تلك الإغراض التي كانت تسعى قطر إلى إنجازها. لقد صار العالم بطرفيه المتناقضين في شأن المسألة السورية على اقتناع بأنه ما من حل للنزاع إلا عن طريق الحوار السياسي. وكما يبدو فإن السعودية وإن سبقت الجميع إلى الدعوة إلى إسقاط نظام بشار الأسد لم تدخل طرفا في حكاية تسليح المعارضة بشكل مباشر، لذلك يمكنها أن تكون مكانا للقاء مفترض بين قوى المعارضة وجهات من النظام.

قبل أكثر من عشرين سنة نجحت السعودية في إنهاء الحرب الأهلية في لبنان في مؤتمر الطائف. حينها أطل المجتمعون من خلال نوافذ الطائف على لبنان جديد. لقد تم في الطائف تصنيع لبنان جديد. غابت قوى سياسية إلى الأبد وظهرت قوى سياسية جديدة، سيكون لها دور في صياغة شكل لبنان المستقبلي. أهذا ما سيحدث لسوريا؟ طائف جديدة تعاد فيها صياغة المشهد السوري. فسوريا في واقع الحال لم تعد تشبه سوريا التي يعرفها السوريون. سوريا التي تغيرت ستكون على استعداد للقبول بالصورة التي سيقترحها الآخرون عليها لتكون صورتها. المزيج الطائفي سيتحلل إلى عناصره الأولية وسيفكك الموازاييك السوري ألغازه الخفية أمام العالم. ولكن هل ستنجح السعودية في تطبيق المعادلة اللبنانية على الأرض السورية؟

يظل الجواب عن هذا السؤال رهينا بقدرة النظام على استيعاب ما تعرض له من صدمات والتفاعل معها إيجابيا. واقعيا فإن النظام لم يعد اليوم سوى طرف من أطراف المعادلة التي تشترك أطراف كثيرة في صياغتها. ستكون الأمور ميسرة لو قبل النظام بموقعه الجديد، كونه طرفا من بين أطراف عديدة يحق لها تقاسم السلطة. أما إذا تمسك النظام بـ"الشرعية" فإن الأوراق كلها ستعاد إلى المحرقة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك