التقارير

أردوغـــان وطابور الحمقـــى.....تحليل سياسي بقلم/سمير الفزاع

1739 09:15:00 2013-02-11

 

  أردوغان يعيش أكثر أيامه سواداً ، إنه يرى حلم بحجم إمبراطورية يتبخر أمام عينيه . إنه يشاهد طموح بحجم خلافة يتسرب من بين أصابعه ،وينتحر أمام أسوار حلب .

لقد أصبح أردوغان مجرد منظم لمرور العصابات الإرهابية ، ووكيل مبيت لشراذم الإرهاب المنظم ، ووسيط بين قطاع الطرق وذوي المخطوفين . إنه اليوم لص بموقع رئيس وزراء ، يسرق قوت سوريا وصوامع قمحها ووقودها ومصانع حلب . لقد أسقطت حلب مشروع أردوغان في التمدد غرباً ، والتربع على كرسي خلافة يحكم مجموعة من نسخ حزب العدالة والتنمية الذي يقوده في تركيا . لم يعد قادراً على إحتمال هذا الصمود السوري ففقد صبره . فكان رده على مستويين : سياسي وآخر ميداني .

* ميدانيا :

يقال إن ” غزوة دمشق ” الأخيرة بنسختها الخامسة ربما ، إنما جاءت بأوامر تركية وقطرية مباشرة ، والهدف الأساسي منها الردّ على التهميش الأميركي ، ولحفظ مقعد – ولو بالصفوف الخلفية – على طاولة التسوية ، وتعطيل مفاعيل – الدعوة الخديعة – من قبل معاذ الخطيب ، وإرباك الساحة السورية بهجوم يستهدف قلب العاصمة وضواحيها ، وإستعادة مجلس إسطنبول بعد دفنه في الدوحة ، وشدّ عصب المجموعات المسلحة في حلب وريفها تحديداً … ولكن النتائج كانت كارثية . صحيح أن المجموعات الإرهابية المسلحة تمكنت من السيطرة على بعض المواقع لساعات ، ولكن الخسائر كانت ضخمة جداً ، إلى جانب خسارة هذه المواقع التي سيطروا عليها ، بل وخسارتهم لمناطق إضافية في الريف الدمشقي ، بعد فقدان عدد كبير من إرهابييهم ” يقدر المئات ” فلم يعودوا قادرين على الدفاع مطولاً عن قواعدهم السابقة لهذه ” الغزوة ” . في الوقت الذي أتخذ القرار على عَجل بتنفيذ هذه الغزوة ، كانت ” أجهزة أمنية ” سورية مطلعة على هذا القرار ، بل ويقال إن هذه الأجهزة كانت شريكة في وضع بعض تكتيكات ومحاور هذا الهجوم . فقادت هذه القطعان إلى كمائن محكمة أدت إلى مصرع ” 1000 ” إرهابي منهم تقريبا ، وهو رقم يوازي ثلث القوة المهاجمة تقريبا ، وإلقاء القبض على عدد معتبر من عناصر وقادة هذه المجموعات الإرهابية . فكانت بحق ” الملحمة الكبرى” ، ولكن على غير هوى أردوغان وصحبه والمجموعات الإرهابية المسلحة .

* سياسياً :

يحاول أردوغان وحزبه الهروب الى الأمام من مصير سياسي بات محتوما . مصير مفاده أن حزب العدالة والتنمية سيحكم تركيا لوحده للمرة الأخيرة . ولن يكون بعدها قادر على إحراز هذه الأغلبية المريحة والتفويض شبه المطلق الذي حصل عليه في انتخابات العام المنصرم . يعاني اردوغان من مشاكل داخلية كبرى ، مثل علاقته المتوترة مع الجيش والمؤسسة الأمنية . فقبل أيام إستقال ” 110 ” من ضباط القوات الجوية التركية إحتجاجا على إقالة المئات من زملائهم وحبس حوالي ” 10% ” من كبار قادة الجيش التركي بلا محاكمة منذ مدة طويلة . ومشاكله مع الإدارة الأميركية حول هذا الموضوع تحديداً ، ومشاكله مع الأكراد وتطلعاتهم القومية ، وأقليات دينية كبرى أخرى ، وعلاقته المتوترة مع كل جيرانه الأقربين ، وعدد مهم من البعيدين … وسوف يكون إنتصار سوريا في حربها على أعدائها ، وخروجها بقيادتها الحالية ، وخصوصا بقاء الرئيس بشار حافظ الأسد رئيساً للجمهورية ، الضربة القاضية لأردوغان وحزبه ، بل الضربة القاضية لكل ” الربيع الإخواني ” .

فبعد وزير خارجيته ” أوغلو ” الذي قال في اليوم الاخير للمؤتمر الدولي حول الامن في ميونيخ ” يقول البعض انه يجب ان يكون هناك حوار بين النظام والمعارضة ، لكن ذلك طريق خاطىء . لا يمكن ان يكون ذلك حلا ” . قال أردوغان بعد أن أصبح خبيراً في النوايا ، ومفسراً لمقاصد كلام معاذ الخطيب وأحلامه ، قال ” إن الخطيب أعلن استعداده للحوار مع النظــام من دون (الرئيس) بشار الأسد . لقد حرّفت التصريحات بطريقة توحي انه سيتــفاوض مع الأسد . قطعا معاذ الخطيب لا يريد الحــوار مع الأســد . لا يوجد مثل هذا الشيء . لكن يمكن الجلوس مع مكوّنات أخرى في النظام السوري ، وهذا ما قالتــه لقاءات جنيف . وهذا ما توصلت إليه لقاءات جنيف . حتى الروس نظروا بإيجــابية إلى ذلك . بعد ذلك تم تحريف الموضــوع والقوى المعــارضة لا يمكن أن تقول نعم للحوار مع الأسد ” . حقاً لقد فقد الرجل كامل لباقته ودبلوماسيته ، يل وفقد أعصابه وعقله . فبعد ” التقريع والبهدلة ” التي أرسلت بها وزارة الخارجية إلى كلّ من أردوغان وأوغلو بسبب ” تحريض ” اردوغان سوريا لمهاجمة ” إسرائيل ” رداً على الغارة ” الإسرائيلية ” على موقع جمرايا ، وبسبب رفض داود اوغلو مبادرة الخطيب الحوار مع النظام السوري . حيث إعتبرت الناطقة بإسم الخارجية الأميركية ” نولاند ” أن مواقف اردوغان وداود اوغلو تحريضية ومعرقلة . إثر كلّ ذلك ، جاءت كارثة ” الملحمة الكبرى ” لتوسع من جراح أردوغان وزمرته ، ولتضيق الخناق على عنقه سياسياً أكثر وأكثر ، ولتجعل مصيره السياسي وكامل طاقمه ، بل وحزبه مرهوناً بسوريا وقراراها وإرادتها . ويل لك أردوغان ، إنك الآن تقف في طابور طويل تولت سوريا إرساله إلى التقاعد المبكر . طابور فيه بوش الصغير وكولن باول وشيراك وبلير وساركوزي ورايس وهيلاري … وصدقني لن تكون أنت آخر هذا الطابور ، فما زال للحمقى بقية .

1/5/13211

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك