التقارير

تداعيات الغارة الصهيونية على مركز البحوث العلمية في سورية..؟ ..... بقلم : كفاح نصر

1688 08:24:00 2013-02-01

خيّمت حالة من الهلع على المستعمرات الصهيونية تحسباً من قيام قطر بتزويد خالد مشعل بغازات كيماوية سامة (سرّبها حمد ليلاً)، وتدافع الصهاينة للحصول على أقنعة واقية، واعترف بنيامين نتنياهو بأن جيشه غير قادر على تدمير المشروع النووي السعودي، في حين استنفرت جامعة الدول العربية وقرّرت تشكيل قوة عربية للرد على الاعتداءات الصهيونية على السعودية وقطر، وقام رجب أردوغان بالطلب من سورية منع تسلل الصهاينة إلى تركيا عبر سورية، وطالبها بقطع علاقاتها من الناتو والكيان الصهيوني، واستنكر قيام الصهاينة بقصف موقع تركي انطلاقاً من الأراضي السورية، فيما دان المغرب نشر صواريخ الباتريوت في سورية لأنها تستهدف صواريخ رجب طيب أردوغان الموجهة إلى الكيان الصهيوني، فيما طالب رئيس جمهورية البحرين الفلسطينيين واللبنانيين بوقف تصدير البترول لروسيا وسحب إيداعاتهم من روسيا احتجاجاً على الدعم العسكري الروسي للكيان الصهيوني، فيما غرّد مفتي سورية خارج السرب ودعا للدعاء على الولايات المتحدة التي تزوّد السعودية وقطر بالسلاح بوجه الأطماع الصهيونية بالمنطقة، وقال محمد مرسي: نستغرب الموقف الإيراني من البرنامج النووي السعودي وصمتها على البرنامج النووي الصهيوني!!.

ربما العبارات السابقة هي عكس الواقع ولكنها واقع الحال اليوم لمن يتابع إعلام النفط، فحمد آل ثاني الذي افتتح سفارة صهيونية في بلاده وأكبر قاعدة عسكرية أمريكية يتساءل: لماذا جبهة الجولان منذ أربعين عاماً لم تشهد حروباً، متناسياً أن سورية لا تقاتل الكيان الصهيوني فحسب بل ومن خلفه الناتو وعربان الخليج الذي هو منهم، ومتناسياً أيضاً أن سورية فقط تعيش حالة حرب باردة مع الكيان الصهيوني وتقاتل بإمكاناتها المتواضعة لخلق توازن رعب مع هذا الكيان الغاصب المدعوم مالياً من قطر قبل الولايات المتحدة، بل انتخابات الكيان الصهيوني جرت بالمال القطري، وفي حين يحصل الكيان الصهيوني على مليارات الدولارات مساعدات من مال النفط العربي في واشنطن، يساعد العرب الجيش العربي السوري بإرسال جواسيس صهاينة وإرهابيين وهابيين يدمرون نقاط قوته ودفاعاته الجوية!!.

والجدير بالذكر بعد الغارة الصهيونية يبادر عملاء الكيان الصهيوني وبشكل خاص في قطر وتركيا ودون إدانة الغارة الصهيونية بالسؤال: لماذا لم تقم سورية بالرد، وتبدأ سيمفونية السخرية من عبارة "نحتفظ بحقنا في الرد"، ويقول هذا الكلام بشكل خاص شركاء الكيان الصهيوني، ويعتقد الأغبياء أن قليلاً من الحرب النفسية ستغيّر الواقع، معتقدين أن سورية ستقوم بالرد في الوقت الذي يريده العدو، متناسين أن سورية أصلاً تعيش حالة حرب مع العدو الصهيوني والجيش العربي السوري في حالة قتال مع أدواته على الأرض، ولكن هذا الخرق الصهيوني وقبله الخرق في دمشق واغتيال القائد الجهادي عماد مغنية سيرتد على الكيان الصهيوني، والرد سيكون أكبر بكثير من الجريمة. وإذا كان العدو الصهيوني حتى الساعة دفع ثمن اغتيال القائد عماد مغنية مئات المرات ودفع ثمن خرق الأجواء السورية عبر تركيا مئات المرات والثمن الذي سيدفع على تدمير سورية عبر أدوات إسرائيل على الأرض أو عبر الغارة الصهيونية سيكون أكبر بكثير مما يتوقع العدو، وأكثر من ذلك الرد سيشمل العدو وأدواته.

بطبيعة الحال العدوان الصهيوني الأمريكي الوهابي العثماني قائم على سورية منذ ما يقارب السنتين، وتعرّضت كل مراكز البحوث العلمية في حلب وريف دمشق للهجمات المتكررة، ولم يكن هجوم طائرات الاحتلال هو الهجوم الأول على مراكز البحوث العلمية في سورية، واستهداف دور سورية في دعم المقاومة لم يقتصر على ضرب مركز بحوث علمية له علاقة بالمقاومة، بل أكثر من ذلك وصل إلى إرسال إرهابيين من غزة إلى شمال سورية لإثارة نقمة الشعب السوري على المقاومة وبرفقه التلفزيون الصهيوني، بل وصل الاستفزاز الصهيوني إلى رفع خالد مشعل الذي آوته سورية وهُدّدتْ بسببه سنوات طويلة لرفع علم الاحتلال الفرنسي لسورية في وسط غزة، وتحويل قطر الداعم الأكبر للكيان الغاصب وممول حملة اليمين المتطرف الصهيوني إلى بطل قومي، فالاستفزازات الصهيونية بحق سورية ليست جديدة، بل الاستفزازات الصهيونية تجلّت بأبشع صورها وخصوصاً حين قامت العصابات الصهيوهابية بحرق ونهب القمح السوري وحرق الأقطان وضرب أبراج ومحطات الكهرباء، ولكن ما لم يقرؤه العدو الصهيوني جيداً ولن يفهمه أن الجيش العربي السوري وبإمكاناته المتواضعة وموازنته التي لا تعادل مساعدات واشنطن للجيش الصهيوني لازال صامداً، ولم يبكِ جندي سوري كما بكى جنود النخبة في جنوب لبنان، وأكثر من ذلك مازال مرعباً وقادراً على حرق المنطقة بكل ما تعني الكلمة من معنى في حال حدث عدوان على سورية.

نعم الحرب لازالت مستمرة والاستفزاز الصهيوني ليس أول استفزاز وقد لا يكون الأخير، ولكن الحروب لا تقاس بوسائلها بل بنتائجها، وإذا لم تكن البطولة بدخول عصابات "الجيش الحر" إلى مناطق مدنية وكانت البطولة حين بدأ الجيش بتحرير هذه المناطق، فكذلك ليست بطولة ضرب مركز بحوث علمية غدراً من الأراضي اللبنانية والهرب، بل البطولة ستكون لاحقاً حين يدفع الكيان الصهيوني ثمن جريمته كما دفعت عصاباته الثمن، ومن يتوهم أن هذه الغارة ستغيّر الواقع متوهم مثله مثل من يظن أن هذه الغارة ستمر مرور الكرام، نعم نحتفظ بحق الرد وربما عملاء الكيان الغاصب يسخرون من كلمة "نحتفظ بحق الرد"، ولكن من طلب منهم أن يقولوا هذه الكلمة يدرك جيداً أن الرد مضاعف، وكما دفع ثمن اغتيال الشهيد عماد مغنية مئات المرات ولم يحدث الانتقام سيدفع كثيراً وسيكون الرد على مستوى الجريمة!!.

3/5/13201

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك