التقارير

إيران وسورية - على أجندة روبرت ميلر في "إسرائيل"!

1356 06:21:00 2012-12-01

بقلم -المحامي محمد احمد الروسان* عضو المكتب السياسي للحركة الشعبية الأردنية*

حراك سياسي- دبلوماسي- أمني- استخباري-عسكري(ترتيبات ما!)محموم ومأزوم, يجري في المنطقة بفعل محور واشنطن- تل أبيب, بشكل عامودي وأفقي وبالاتجاهات الأربع, لمناقشات جديّة لسيناريوهات جديدة مع إعادة إنتاج للسابقات من السيناريوهات, إزاء ملفات المنطقة الساخنة وعلى وجه الخصوص ملف البرنامج النووي الإيراني, ومن خلفه ملف المجال الحيوي الإيراني الإقليمي, مع ملف آسيا الوسطى استراتيجياً وعلاقات الفدرالية الروسية به, وعبر طرحه في مسار علاقات موسكو- واشنطن- بكين لجهة إيران وسورية, مع إعادة بناء ملف الصراع السني- الشيعي في المنطقة وتنميطه من جديد, ودفع الأشباح البشرية المخابراتية الدولية للقيام بعمليات استهداف دموي ضد الشيعة العرب والمسلمين في العراق, اليمن, باكستان, دول الخليج, عبر إثارة الفتن المختلفة, فهي تشي إلى تلك السيناريوهات المتعلقة في إعادة تنميط الصراع بالمنطقة على أساس أنّه صراع شيعي- سني.

كل ذلك يجري على قدم وساق, لرفع مستوى التعبئة السلبية الفاعلة في الأوساط الشيعية, واستغلال وتوظيف ذلك ضد الأوساط السنية, مع تهيئة الساحة اللبنانية من جديد بعد فشل البناء السياسي والعسكري، على ملف اغتيال العميد وسام الحسن, لتنفيذ الفصول والملفات الأكثر أهمية في سيناريو الصراع الشيعي-السني, انّه فيلم من إنتاج المخابرات الأمريكية والبريطانية والمخابرات الإسرائيلية, والبطل فيه بعض منّا – نحن العرب، بالاشتراك مع ممثلين من مجاميع مخابرات دولية معادية.

كذلك يبحث هذه الحراك لمحور تل أبيب- واشنطن ومن تقاطع معه من دول المنطقة, السيناريو الفرنسي المفترض في عسكرة حوض المتوسط, ومسألة التعاون بين ضفتي المتوسط على أساس اعتبارات أجندة عسكرية يجري حالياً ترتيب محتوياتها, عبر جدول أعمال حلف الأطلسي المتوسطي الجديد وعلاقاته مع جل ملفات المنطقة الحيوية الساخنة، ومنها الملف السوري.

كما يستهدف هذا الحراك, مسألة منظومة صواريخ الدفاع الجوي الروسية AS300 لإيران, وان كان نجح هذا الحراك في إيقافها حتّى الآن, لكنه لم يستطع إلغائها, كون الأمر يتعلق بمصداقية روسيا كقوّة كبرى إقليمية وعالمية تحرص موسكو عليها حرصها على أمنها القومي, وهي جزء من مجالها الحيوي والأممي لا يمكن للفدرالية الروسية أن تضحي بها على"مذبح" تحسين العلاقات مع واشنطن والغرب الأوروبي, باعتبار أن روسيا الفدرالية دولة أوروبية لكنها أقرب إلى الشرق (إلينا نحن العرب والمسلمين) منها إلى الغرب.

ومع ذلك قامت الولايات المتحدة الأميركية في مرحلة ما, بدفع حلفائها بالتقدم بطلب لشراء صواريخ الدفاع الجوي الروسي ليس فقط من طراز AS300 لا بل منظومة صواريخ متطورة من طرازAS400 وهي جيل جديد من AS300, تحت عناوين تحديث وتجديد وتطوير منظومات دفاعها الجوي.

الولايات المتحدة الأميركية و"إسرائيل" دولة العصابات, دولة الإرهاب المنظّم, دولة(أزعر الحي المدلّل), دولة عقلية القلعة في التفكير والمبادرة, كما يصفها الملك عبد الله الثاني دوماً- وانّه على حق مثلما نحن ننطق وهم ينطقون- هاتان الدولتان من عملتا جاهدتين,على صناعة وتضخيم وعولمة "فوبيا" القدرات النووية العسكرية الإيرانية, وتنميط الخطر الإيراني النووي والصاروخي لجهة العالم العربي وخاصة دول الخليج النفطية, ثم أدخلت واشنطن على المنطقة صناعات عسكرية جديدة, هي صناعة المعارض العسكرية المتطورة في منطقة الخليج خاصةً والشرق الأوسط عامة, وعبرها بدء بعقد صفقات بيع منظومات الأسلحة المختلفة والعتاد العسكري الأميركي بمليارات الدولارات, ثم تأتي واشنطن- ولا أقول على خجل أو حياء - ومن معها بخطاب سياسي دبلوماسي آخر مختلف على شاكلة الآتي : إن هدف الدبلوماسية الأميركية هو منع سباق تسلح في المنطقة ! إنها مفارقة عجيبة مخجلة بعيدة عن سمات أخلاق الدول المتحضرة والمتقدمة والتي تحترم نفسها .

هي من تدفع إلى سباق تسلح محموم مأزوم عبر"فوبيا"الأزمات في الخليج والمنطقة من أجل عيون مجمّع الصناعات الحربية الأميركية ليس إلاّ.

المستهدف في جزء من هذا الحراك الصهيو - أمريكي المتعدد في المنطقة, بعد الفدرالية الروسية كما ذكر آنفاً هو الصين، لحث دول الخليج النفطية بتنشيط العلاقات الاقتصادية المختلفة مع بكين, وتنظيم بروتوكولات تجارية معها بأرقام مالية ضخمة من العملات الصعبة, والتأكيد لها /أي للصين/ بأنّها/ أي الدول العربية النفطية/ سوف تلتزم بتوريد احتياجاتها النفطية, كل ذلك محاولة أخيرة من قبل واشنطن لحث الصين للموافقة على تغيير موقفها من سوريا و إيران.

بالمقابل تعتبر بكين أنّ النفط العربي الخليجي, ورقة بيد أميركا وهو غير مضمون بتدفقه بوتيرة واحدة, وسوف يخضع باستخدامه كورقة مساومة أمريكية ترفع في وجه الصين الكرت الأحمر, وفي أيّة مساومات لاحقة سواءً لجهة النفوذ الأميركي في آسيا الوسطى حيث النفوذ الصيني ولجهة العلاقة مع موسكو, أم لجهة الملف النووي الإيراني وتداعياته وملف التسوية السياسية في المنطقة، والموقف الصيني من الحدث الاحتجاجي السوري.

وتقول بعض المعلومات أن هدف زيارة مدير الأف بي أي روبرت ميلر لإسرائيل مؤخراً بزياره غير معلنة, هو من أجل إخطارها بشكل واضح وحاسم, بأنّ واشنطن لا تملك في الوقت الحالي أي خطة عسكرية حاسمة ضد إيران ومنشآتها النووية.

8/5/1201

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك