التقارير

المأزق الاستعماري في سورية ! ...تحليل سياسي بقلم : غالب قنديل *عضو المجلس الوطني للاعلام المرئي والمسموع

1709 14:00:00 2012-11-12

 

 

ظهرت في فضاء الحرب العالمية على سورية علامات المأزق المهيمن على التحالف الاستعماري بقيادة الولايات المتحدة الأميركية بصورة تشير إلى انعطافة إستراتيجية جديدة عنوانها الحاسم هو خطة الخروج من المأزق بعد الفشل في تدمير الدولة السورية والنيل من صمود سورية ومن خيارها المقاوم.

أولا: يهيمن على الدوائر الأميركية والغربية الخوف من التحولات الحاصلة في تركيا القوة الإقليمية الرئيسية في حلف الحرب والعدوان على سورية فمعلوم أن تركيا من بين دول الجوار السوري هي العضو في الحلف الأطلسي والدولة المندمجة في الاستراتيجيات الغربية وهي صاحبة القوة العسكرية والاقتصادية الضخمة قياسا إلى جميع الحكومات المشاركة في العدوان

كالسعودية وقطر أو تلك المجاورة لسورية وتستعمل بصورة كلية أو جزئية كمنصات للعدوان مثل لبنان والأردن، بل أكثر من ذلك إن الرهانات الغربية والخليجية تركزت خلال الأشهر الثماني الماضية على إمكانية اجتياح الجيش التركي للأراضي السورية وتعديل ميزان القوى.

ثانيا: اليوم تبدو القوة التركية مستنزفة في مشاكلها الداخلية الاقتصادية والأمنية والسياسية فالمعارضة تشن هجوما سياسيا وبرلمانيا واسعا ضد نهج حكومة أردوغان المتورطة في الحرب على سورية وحزب العمال الكردستاني يقود تمردا شعبيا وعسكريا عنيفا ضد السلطات وملامح الانقسام المذهبي التي أنتجها خطاب أردوغان للتدخل في سورية تنعكس في الداخل التركي بينما الاختناق الاقتصادي يتفاقم و يتصاعد التوتر مع دولتين كبيرتين كروسيا وإيران تمثلان عمقا حيويا لا يمكن الاستغناء عنه بقوة الجغرافيا السياسية والعلاقات الاقتصادية والتجارية الأميركيون يواجهون في المأزق التركي نتيجة الورطة السورية خطرين أحلاهما مر فإما اضطرابات شاملة متعددة المستويات تقوض القوة التركية وإما انعطافة سياسية لتركيا باتجاه التماشي مع روسيا وإيران والانسحاب من حلف العدوان على سورية.

ثالثا: المملكة السعودية التي شكلت عصب خطط الهيمنة الغربية على المنطقة منذ هزيمة حزيران والقوة الهجومية المالية والسياسية والأمنية الدافعة للسياسات الأميركية منذ الستينات عندما تصدرت المواجهة مع الرئيس عبد الناصر، هذه القوة تبدو اليوم بنتيجة الفشل في سورية منشغلة بذاتها بعد تغير بيئتها الإقليمية من العراق إلى اليمن فالبحرين ، وفي ظل الصعود

المتواصل للقوة الإيرانية ، بينما تشتد داخلها الاضطرابات وصراعات النفوذ بين الأمراء المتنافسين على وراثة العرش وحيث يظهر بكل وضوح أن الفشل في سورية يرتد نزاعا متصاعدا داخل الأسرة الحاكمة وصراعا داميا بين أجهزة الأمن وجماعات القاعدة في حين تتواصل الاضطرابات الاجتماعية والسياسية على إيقاع المطالبة بالإصلاح الداخلي.

رابعا: صعود التورط المباشر في دعم الجماعات التكفيرية والإرهابية والقاعدية ضمن سياق الحرب العالمية على سورية يبلغ نهاياته ويرتد في مسار عكسي بنتيجة المعلومات الاستخباراتية الأميركية والأوروبية عن انتشار الجماعات القاعدية والتكفيرية على الأرض السورية وتحول الفصائل متعددة الجنسيات التي حشدها بندر بن سلطان بمعونة المخابرات التركية إلى مختبر منتج لعصابات الإرهاب والتكفير على غرار ما حصل في أفغانستان في الثمانينات وبالتالي ظهور تقديرات أمنية غربية تدعو إلى تفكيك هذه الحالة وسحب اليد من منظومة دعمها الإقليمية.

خامساً : إن الرهان الأميركي على إمكانية رعاية قوى من المعارضة السورية المسلحة بمستوى التصدي لفصائل الإرهاب التكفيري ، هو رهان عقيم و غبي ، فالجماعات الليبرالية العميلة للغرب لا تمون على شيء أصلا من بنية العصابات وهي كذلك ليست لها أي سلطة على أجسام عسكرية وازنة على الأرض يمكن الرهان عليها في التصدي للعصابات.

الخيار الحصري الذي لا بد منه لمكافحة الإرهاب في سورية ولمنع تحوله إلى بؤرة تصدير باتجاه المحيط الإقليمي ونحو الغرب هو التعاون مع الدولة الوطنية السورية ودعم خططها لاستعادة السيطرة على كامل الأراضي السورية وهذا المفهوم الذي تتباه روسيا والصين في حواراتها مع الغرب حول سبل الخروج من الورطة هو الذي سيفرض نفسه في النهاية.

21/5/1112/ تح: علي عبد سلمان

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك