التقارير

هل تتوسع الحرب ضد سورية إلى إقليمية واسعة؟

1465 06:29:00 2012-08-11

 

التقارير / براثا نيوز

في 25 شباط من عام 2007 قال الصحافي الأميركي المعروف في مجال التحقيقات؛ سيمور هيرش، رداً على سؤال حول ما إذا كانت الولايات المتحدة ستعتمد نفس السيناريو الذي اتبعته ضد الاتحاد السوفياتي السابق في أفغانستان في دعمها للمجاهدين الأفغان، فأجاب: المبدأ هو نفسه؛ عدو عدوي هو صديقي، في الحرب ضد السوفيات اعتُمد على السعوديين من خلال بندر، ومرة أخرى يلعب بندر دوراً ويساعد الولايات المتحدة في التنظيم، فالحكومة الأميركية اتخذت قراراً بأنها ينبغي أن تتحرك ليس فقط ضد إيران، إنما أيضاً ضد حزب الله، والرئيس السوري بشار الأسد، وخلاصة ما أريد قوله: إنهم ذاهبون إلى حرب ضد هؤلاء.

وأكد هيرش أن أموراً كثيرة تحصل وستحصل حول العالم، وفي منطقة الشرق الأوسط تحديداً، تقف الولايات المتحدة وراءها.. ومنها مسألة المال.

ويشير قائلاً: لطالما كانت هناك علاقات مع المجموعات "الجهادية"، فالأمير بندر طمأن الأميركيين وقال لهم: لا تقلقوا، فالمجموعات الجهادية في لبنان ليست ضد أميركا، إنما هي ضد نصرالله، وضد بشار الأسد، وضد إيران. وفي 31 كانون الأول 2011، نقلت مجلة "فورن بوليسي" الأميركية عن مسؤولين في الإدارة الأميركية (لم تفصح عن هويتهم) قولهم، إنه بعد العديد من الاجتماعات التي عقدتها الإدارة الأميركية لمناقشة الأزمة السورية، بدأ مكتب الأمن القومي الأميركي بالإعداد لعملية سرية، لإيجاد خيارات تهدف إلى تقديم الدعم والمساعدة للمعارضة في سورية.

وتشير الخيارات المطروحة، وفق المجلة الأميركية، إلى إمكانية فرض ما سمّته الإدارة الأميركية ممراً آمناً على طول الحدود السورية - التركية المشتركة، والقيام بتوسيع دائرة المساعدات للمسلحين الذين وصفتهم بـ"الثوار"، والانخراط أكثر في المعارضة السورية داخل وخارج البلاد، وتشكيل مجموعة اتصال دولية، وتعيين منسق خاص للعمل مع المعارضة السورية؛ على غرار ما حدث في ليبيا.

ونسبت المجلة إلى أحد المسؤولين الأميركيين المطّلعين على الحدث قوله إنه يتم الآن النظر في الخيارات المتاحة حول سورية، خصوصاً بعد وجود اعتراف داخلي بأن العقوبات المالية والاقتصادية المفروضة على القيادة السورية لن تؤدي إلى إسقاط النظام، وبالتالي تحوّل التركيز حالياً إلى دعم المعارضة السورية بشكل مباشر. وفي نفس التاريخ، كشفت المجلة الأميركية مع صحيفة "يديعوت أحرنوت" عن إجراءات يجري اتخاذها بشكل سري لمساعدة المعارضات السورية بالمال والسلاح والتجهيزات اللوجستية، وإن هذه الإجراءات يقودها رئيس شعبة الشرق الأوسط في مجلس الأمن القومي الأميركي، مشيرة إلى أن طاقم هذه الوزارات صغير لمنع تسريب المعلومات، ومن بين أعضائها: الدبلوماسي فورد هوف، الذي عمل مع جورج ميتشل؛ المبعوث الأميركي السابق للسلام في الشرق الأوسط، والآن أصبح مكلفاً للاتصال بين الإدارة الأميركية وبين أعضاء المعارضة السورية.

وفي هذا السياق، أكد ستيفن هايدمن؛ عضو معهد الولايات المتحدة الأميركية للسلام في الشرق الأوسط، في حديث متلفز بنفس التاريخ، هذا المخطط، كاشفاً عن وجود عدة توجهات أميركية ستظهر في عام 2012، أولها زيادة الدعم للتمرد المسلح، مع زيادة التنسيق والفعالية، وتوسع العمليات العسكرية ضد النظام السوري، من خلال عمل المسلحين على الأرض السورية، مع ضغوطات وعقوبات تفرضها الجامعة العربية على سورية. بأي حال، فمنذ 17 شهراً وسورية تواجه وحدها نحو 85 دولة وتحقق انتصارات، وبالتالي لم يسجَّل أن أزمة إقليمية أو دولية شهدت هذا الكم الهائل من التدخل والقصف الإعلامي والنفسي من أطراف دولية عديدة ضد طرف واحد هو سورية.

ومع ذلك، ثمة كثير من متطرفي العالم والعرب يحرضون ويعملون ضد الدولة الوطنية السورية، فتحت عنوان "مخاطر عدم التحرك في سورية"، حرّض مقال مشترك لثلاثة من أعضاء في مجلس الشيوخ الأميركي هم: جون ماكين، وجوزف ليبرمان، وليندسي غراهام، ضد سورية قبل أيام قليلة، ورأوا أن "اشتداد القتال داخل سورية، وتجديد المعارضة دعوتها للعالم طلباً للمساعدة، لا يتناسبان مع تدخل إدارة أوباما وقيم الولايات المتحدة ومصالحها"، أي يريدون تدخلاً أشد وأشرس، وإذ رأى هؤلاء الثلاثة أن المعارضة أصبحت في الأشهر الأخيرة أكثر قدرة، إلا أنهم أكدوا أن نظام الرئيس بشار الأسد هو أبعد ما يكون عن الانتهاء.

واعتبر "الشيوخ" الأميركيون الثلاثة أن الجلوس على هامش المعركة في سورية من شأنه أن يساعد في تحديد مستقبل الشرق الأوسط "يهدد مصالح أمننا القومي ومكانتنا الأخلاقية في العالم". ثمة حقيقة أمام كل هذا الواقع، وهي أن هناك صموداً ومواجهة أسطورييْن للقيادة والجيش والشعب السوري جعلا الأميركيين والبريطانيين والصهاينة يؤسسون لوحدة حرب نفسية ضد سورية، مساحتها إعلام عربي وعالمي يفبرك ويطبخ ويحرّض ضد الدولة الوطنية السورية، في نفس الوقت الذي رُصدت فيه المليارات لشراء الذمم والضمائر، والخيانة أيضاً، من أجل انشقاقات عن الوطن الأم، ووصلت الأمور إلى حد عرض المغريات المذهلة على وزراء ودبلوماسيين وضباط من أجل خيانة وطنهم وإعلان الانشقاق، وحينما لم يتجاوب الكثيرون مع هذه الدعوات والإغراءات، بدأت أعمال التهديد والإجرام ضد عائلات كثيرة من المسؤولين.

وكان لافتاً مؤخراً إعلان مندوب سورية الدائم في الأمم المتحدة؛ السفير بشار الجعفري، ومن على منصة الجمعية العامة، أن تهديدات بالقتل والتشهير وُجّهت ضد عائلته. وتفيد المعلومات أن السعودية وقطر عرضتا على الوزير وليد المعلم مئات ملايين الدولارات، ولما رفضها هُدِّد بقتل أولاده وأفراد من أسرته. إلى ذلك، فقد عُلم أن ملايين الدولارات حاولوا أن يغروا فيها اللواء المتقاعد إبراهيم صافي من أجل إعلان انشقاقه، ولما رفضها هُدد أيضاً بقتل عائلته، وفعلاً اغتيل نجله فراس على طريق المطار..

وغيرها الكثير من الحكايات والأمثلة على حجم الهجمة ضد سورية. إذاً، ثمة هجوم متعدد الأضلاع والتوجهات ضد الدولة الوطنية السورية، وتشير المعلومات إلى تهديدات خليجية وغربية لكل مواطن سوري موجود فيها، فالسعودية بدأت تهديد كل سوري يعمل في أراضيها بتركيب تهمة له قد تصل إلى حد قطع الرقاب بالسيف إن لم ينخرط في الحرب ضد وطنه، وقطر تهدد العاملين السوريين فيها بأفظع مصير إذا لم ينخرطوا في عمليات القتل ضد أبناء وطنهم، والدول الغربية باتت كدول متخلفة في محاولاتها تهديد السوريين من طلاب وعمال ورجال أعمال إذا لم ينقلبوا على دولتهم الوطنية.

بشكل عام، إنها حرب أطلسية بتمويل عربي - خليجي كامل، وبمشاركة تركيبة ميدانية مباشرة ضد النظام الوطني التقدمي الذي يقوده الرئيس بشار الأسد في سورية، ولم يعد جائزاً لحلفائه مجرد التأييد وكشف أبعاد وأخطار هذه المؤامرة القذرة، بل لا بد من الانخراط الفعلي في إجهاض هذه الحرب وكسرها وقهرها والتغلب عليها، وهناك أشكال عديدة ومتنوعة لمشاركة سورية في معركة المصير القومي، فهل تشكل زيارة مبعوث المرشد الأعلى للثورة الإسلامية في إيران؛ سعيد جليلي، إلى دمشق، بداية لرد فعلي وعملي، حيث لن "يسمح بكسر الضلع الأساسي (سورية) في محور المقاومة"، حسب قول جليلي؟ وما هي الرسائل التي حملها وزير الخارجية الإيرانية علي أكبر صالحي إلى أنقرة؟ وبأي لهجة أُبلغت لأوغلو؟ ثم هل سيكون اجتماع طهران بداية للرد العملي؟ وهل ستكون زيارة الرئيس أحمدي نجاد إلى مكة المكرمة لحضور القمة الإسلامية، رسالة لبعض المتآمرين على سورية؟

5/ 5/ 811

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك