التقارير

سوريا : معركة عالمية الأبعاد.......

1168 07:50:00 2012-07-31

تشتد أحداث سوريا عنفا ودموية وتدخل مفترقا استراتيجيا مصيريا يتجاوز النظام والمعارضة إلى القوى العالمية : الغرب وتركيا وإسرائيل وأتباعهما من العرب وتحديدا السعودية وقطر من جهة ، وروسيا والصين وإيران من جهة ثانية . مشهد يعيد العالم إلى أجواء الحرب الكورية ( 1950 _ 1903 ) . نفس الاصطفاف مع فوارق خفيفة

في المظهر لا الجوهر . قدوم سفينتين صينيتين قاصدتين سوريا ، إحداها تحمل شحنة أسلحة ، قرب المشهدين من التشابه . الصين الشديدة التحفظ في تحركاتها العسكرية في الأحداث العالمية ؛ تتجاوز هنا الموقف السياسي

الصلب في تأييد سوريا إلى الدعم العسكري ولو في نطاق التسليح . معركة سوريا وراءها تحولات استراتيجية كبرى ستصيب مواقع كثيرة في العالم ، وهذا يؤهلها للاتساع في القسوة والدم ، والامتداد الزمني . الفوز فيها يعني الكثير للفائز ، والخسارة تعني الكثير للخاسر . وهي قد لا تنتهي بحل وسطي مثلما انتهت الحرب الكورية؛ حيث ظهرت كوريا الشمالية الشيوعية المرتبطة بالصين والاتحاد السوفيتي ، وكوريا الجنوبية المرتبطة بأميركا والنظام الرأسمالي في الاقتصاد . في سوريا لن يكون مكان لهذه الوسطية لملابسات جغرافية وسياسية تفترق عن ملابسات الحرب الكورية . هنا إسرائيل وضمان بقائها ، والأتباع العرب وتأمين المصالح الغربية بتأمين نظمهم ، وهنا قرب المنطقة من الغرب ، والمخططات الغربية ضد روسيا مباشرة وضد الصين تاليا ، وإن كانت أحداث

الحرب الكورية قد استهدفت الصين بحكم الجوار الجغرافي إلا أن الخطر الغربي ضد الصين متوقع بقوة لا تقل عن قوته في ذلك الحين ، ويؤكد هذه القوة التركيز الأميركي العسكري على المحيط الهادي في الوقت الحالي .

الصراع الآن في سوريا مباراة دموية على الكأس . إما أن يأخذها هذا الفريق أو هذا الفريق . لا توجد كأسان ،

ولا تنصيف لهذه الكأس . وهذا وراء رفض المعارضة السورية المقاتلة لأي حل سلمي مع الدولة السورية ، ويحرضها على رفضها الغرب وتركيا والأتباع العرب . إنهم يعرفون أهمية هذه المعركة وضرر الوسطية فيها

على مشاريعهم المعلن منها والمضمر ، لذا يدفعون بكل ما تسمح به الظروف حتى الآن من قواهم لكسبها في حسم واضح يتمنونه على هيئة ما حدث في ليبيا .ويوما بعد آخر يكتشفون فداحة أخطاء تقديراتهم . صمود الدولة السورية وصلابة تأييد أنصارها في روسيا وإيران والصين والعراق وحزب الله أيقظهم متأخرين إلى أن ما أنجزوه في ليبيا كان في نزهة لا مُتاح لتكرارها في سوريا . وهذا يُمِيل كفة الميزان لجانب سوريا وأنصارها.

إنها مع أنصارها في موقف دفاع ، وأي كسب للمدافع يحسب كبيرا مهما صغر ، ثم هو على أهبة للتضحية أكثر

من المعتدي . والمعتدون مهما كبرت مصالحهم وترابطت أقرب دائما إلى التخاذل والتملص من التبعات مع تزايد

صعوبة إنجاز المهمة وتضخم تكاليفها . طول النفس سيحسم هذه المعركة ، ولن يجدي في حسمها " وثبة قط " إسرائيلية لتدمير أسلحة الدمار الشامل السورية أو الاستيلاء عليها ، ولا سيطرة على حي في هذه المدينة أو تلك

تحققها المعارضة . واضح أن خصوم الدولة السورية ينطحون بقرونهم صخرة صلبة . يقول الصهيوني الخبيث

كيسنجر : " لا يمكن تحطيم سوريا إلا من الداخل " . الداخل حتى الآن أبعد ما يكون عن التحطيم ، والتدخل الخارجي الشامل غير ممكن لكثرة المخاطر والموانع . والمعركة تشتد عنفا ودما وحرقا وخرابا ، وحسمها عالمي الأبعاد .

2/5/731

ـــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك