التقارير

وفاة نايف تجدد الصراع وتعجل الثورة

1754 08:40:00 2012-06-20

 

كان يحسب أنه على بعد خطوات من عرش المملكة لكن الموت كان أقرب إليه، رحل الامير نايف بعد أشهر من استتباب ولاية العهد له، ليفجر موته الصراع من جديد بين أمراء آل سعود على شهوة الحكم، وليترك غيابه فراغا أمنيا اعتاد أن يفرضه لسبع وثلاثين عاما بقضبته الحديدية، كيف قرأ المحللون نبأ وفاة ولي العهد السعودي، وما تأثيرها على دفع الثورة في بلاد الحرمين؟

 

بعد ساعات من وفاة ولي العهد الامير نايف بن عبد العزيز نشرت صحيفة القدس العربي تقريراً عن أبرز المرشحين لولاية العهد واحتمال تجدد الصراع داخل السرة الحاكمة حيثفتح إعلان المملكة العربية السعودية لوفاة ولي العهد وزير الداخلية الأمير نايف بن عبد العزيز الذي كان يعالج في أحد المستشفيات في جنيف،الباب مجدداً على صراع ولاية العهد داخل العائلة الحاكمة في المملكة التي تعتبر أهم مصدر للنفط في العالم.

وشكل العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز في عام 2007 هيئة البيعة، المكونة 35 أميراً من أبناء وأحفاد الملك عبد العزيز، برئاسة أكبر الأبناء سناً بعد الملك وولي العهد، الأمير مشعل بن عبدالعزيز، علي أن تتولي مهمة اختيار ولي العهد.

 

ويرى مراقبون ان الخلافات تكمن في اختيار ولياً للعهد اضافة إلى اختيار وزيرا للداخلية، وقالت مصادر داخل العائلة الحاكمة في السعودية لـ"القدس العربي" أن الأمير سلمان بن عبد العزيز وزير الدفاع الحالي ورغم انه الاقرب لولاية العهد الا ان هذه المصادر قالت ان العاهل السعودي يريد اختيار امير شاب من العائلة.

ورجحت هذه المصادر أن الحديث يدور في أروقة العائلة الحاكمة عن أن يتم تجاوز الأمير سلمان لولاية العهد ويتم اختيار الأمير أحمد بن عبدالعزيز (وهو سديري وثاني أصغر أبناء الملك الراحل عبد العزيز بعد الأمير مقرن رئيس الاستخبارات)، والذي يشغل منصب نائب وزير الداخلية لولاية العهد، وأن يتم تعيين الأمير محمد بن نايف الذي يشغل منصب مساعد وزير الداخلية ونجل ولي العهدالراحل نايف بن عبد العزيز محل والده كوزيراً للداخلية.

ويرى مراقبون أنه اذا في حال تم تعيين وزير الدفاع السعودي الحالي الأمير سلمان بن عبدالعزيز في منصب ولي العهد، فإن ذلك سينتج عنه تعينات وتغيرات كثيرة في صفوف الأمراء.

الجدير بالذكر إن كانت أنباء تتحدث عن أن ولي العهد السعودي الأسبق والراحل الأمير سلطان بن عبدالعزيز كان يدفع قبل وفاته لتعيين الأمير سلمان نائباً ثانياً، وأنه كان يفضل تعيين الأمير سلمان في هذا المنصب عوضاً عن الأمير الراحل نايف بن عبد العزيز.

ومنذ مرض الأمير سلطان الذي سبق وفاته يبدو أن حدة التنافس في أوساط الأمراء الكبار قد تصاعدت، حيث بدأ كل جناح يعزز مواقعه، ويتطلع إلى الوصول إلى مواقع أعلى في حال شغور أي منها.

وكان الأمير طلال بن عبد العزيز أحد إخوان العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز أثار جدلاً نادراً بالسعودية حول الخلافة بعد تعيين الأمير نايف نائبا ثانياً لمجلس رئيس الوزراء انذاك.

وطالب الأمير طلال بـبضرورة أن يتحول هذا المنصب (الذي يجعل من الذي يشغله في الدرجة الثانية من حيث أحقية الخلافة) إلى منصب لتصريف الأمور.

 

وتناقل الإعلام تقريراً نشرته صحيفة الوفد المصرية سلطت فيه الضوء على دنو الربيع العربي من اجتياز الحدود الى داخل المملكة لاسيما بعد وفاة الامير نايف ويذكر التقرير أنالأسر الحاكمة في شبه الجزيرة العربية لها تاريخ من النزاع الداخلي، آل الصباح في الكويت،آل نهيان في أبو ظبي، آل ثاني في قطر وآل القاسمي في الشارقة، جميعا عزلوا أو قتلوا بعضهم البعض، لا سيما الأسرة المالكة في السعودية لكن السؤال الذي يطرح نفسه الآن: "هل ستشعل وفاة الأمير نايف بن عبد العزيز فتيل النزاع من جديد بين أمراء "آل سعود"؟.

كشفت وثائق نشرها موقع "ويكيلكس" أن الملك عبد العزيز واجه أوائل القرن العشرين معارضة قوية من أبناء عمومته من فرع سعود الكبير في الأسرة الحاكمة، وتقريباً مزق عزل الأمير فيصل لأخيه الملك سعود عام 1962 المملكة أجزاء، والنزاع داخل الأسرة كان وسيبقى أكبر خطر محتمل على استقرار نظام الحكم في المملكة العربية السعودية.

فـ"آل سعود" حزب سياسي بالإضافة إلى عائلة، وكما هو الحال مع أي حزب سياسي هناك دائما صراعات داخلية ونزاعات سياسية ، وخلافات الأسرة الحاكمة حاليا تتركز على دور الأقدمية في الخلافة، والسياسة تجاه إسرائيل، وخفض التعويض الملكي.

 

واعترف بذلك الأمير سلطان ولى العهد السابق قبل وفاته لكن جاء نبأ وفاة الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود عن عمر يناهز الـ 78 عامًا مفاجئاً بالنسبة للسعوديين، فقد كان ولى العهد بعد وفاة الأمير سلطان العام الماضي، لكن وفاته المفاجأة تثير الشكوك حول تجدد النزاع داخل الأسرة المالكة السعودية من جديد.

وتشير التكهنات التي نشرتها شبكة "روسيا اليوم" إلى أن شقيق الأمير نايف الأصغر الأمير سلمان بن عبدالعزيز، الذي يشغل الآن منصب حاكم منطقة الرياض، سيخلفه في منصب ولي العهد، لكن إلى أى مدى سيكون هذا الاختيار مقبولا ومرحبا به داخل الأسرة المالكة بعد وفاة ولاة العهد واحدًا تلو الآخر، وفراغ الساحة أمام أمراء الأسرة الشبان ممن يمتلكون طموحات ومطامع جديدة.

أصبح موضوع تحول الاجيال مطروحًا أكثر مع رحيل سلطان، وبعد الأمير نايف هناك مجموعة من الأمراء المرشحين ينتمون الى جيل جديد.

حيث يعد أولاد الملك فيصل من هذا الجيل، لكنهم ليسوا من المرشحين الأقوياء، فخالد مثلا، وهو أمير مكة، ويبلغ من العمر 70 عاما، هو أحدهم، لكن "آل فيصل" لم يكونوا مرغوبين عند نايف، وبوفاته فتح المجال أمامهم من جديد، إلى أن يغلقه سلمان مرة أخرى اذا صدقت التكهنات بولايته العهد.

ومن جانب آخر، في ظل تداعيات ما حدث من ثورات عربية وتأثيرها على السعودية فقد جعل ربيع الثورات العربية الذي شهد الإطاحة بعدد من الزعماء، ومطالبات بالإصلاح قادها جيل الشباب، حكام السعودية يشعرون بأنهم محاصرون.

 

وأصبح العالم مليئًا بالاعداء، حيث أطلق ربيع الثورات العربية العنان لقوى لا يمكن السيطرة عليها وليس بمقدور أي بلد عربي تحصين نفسه ضدها.

خلاصة القول إن السعودية محاصرة، وشعور الملك عبدالله يقوده الى اتخاذ موقف الدفاع، لكن قد يكون للصعود المرتقب لجيل الشباب دورًا في ثورات الشباب العربي وبصماته على "آل سعود".

كذلك علقت الناشطة والكاتبة المصرية نوارة نجم على وفاة الامير نايف ولتبصر في احدى تغريداتها على تويتر، ثورة سعودية حتمية حيثهاجمت نوراة نجم الأسرة الحاكمة في المملكة العربية السعودية "آل سعود"، وتكهنت بوقوع ثورة في السعودية بعد وفاة ولي العهد الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود.

وقالت نجم عبر مجموعة من التغريدات عبر موقع "تويتر" للتواصل الاجتماعي:"الثورة قربت في الجزيرة العربية على فكرة، مدام نايف مات يبقى الثورة قربت، كلها فترة وجيزة وعبد الله يموت.. بعدها خلاص.. آل سعود بح من الجزيرة..وحيهيموا على وجوههم في الصحرا ويلبسوا برقع عشان محدش يقفشهم ان شاء الله".

 

هذه القراءات التي واكبت الساعات الأولى لوفاة طاغية الداخلية وقبيل أن يوارى الثرى، تقدم اشارات قوية لما سيخرج الى العلن بعد مضي مراسم العزاء فالصراع على أحقية الحكم شب بعد وفاة سلطان نهاية العام الماضي ليهدأ على مضض لكن دون أن تنطفئ جذوته في نفوس المتصارعين، فهل ينهي التنازع الداخلي على السلطة الحكم المطلق لآل سعود أم أن ثورة تنتهز صراع الأمراء هي الأسبق لاسقاط الطغاة؟؟.

....................

17/5/620

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك