في صباح ذلك اليوم خرج الطفل منتظر من داره ليذهب كعادته الى دار جده القريبة من منزلهم ليرى اعمامه ويلعب مع اولادهم ،لم يكن يعرف ان القدر بانتظاره وان النفوس الشريرة اعدت له مصيره المحتوم ولم تعد لديه فرصة لرؤية جده لاخر مرة او الجلوس في احضانه ،ولم تكن العائلة تعرف انه الوداع الاخير لصغيرها وهي التي كانت تحلم له بمستقبل زاهر ولم يات في خاطرها انه سيدفع ثمن مايملكون ،
بعد مرور فترة من الوقت اراد افراد العائلة الاطمئنان عليه واطعامه وجبة ما بين الصباح والظهيرة او كما يسميها العراقيين (الضحوية )وجرت الاتصالات فيما بين العائلتين الاهل والاجداد هنا كانت الصدمة وفوجئ الجميع بعدم وصول الطفل الى بيت جده تبادل الجميع القلق والخوف وتوجهت الاتهامات بالاهمال الاسري للجميع خاصة الام التي عجزت عن الكلام والاب الذي لم يتصور يوما ان منطقة سكناه التي حوته صغيرا وثم ابنائه ممكن ان يحصل فيها ماجرى،
وبدات رحلة البحث في الازقة وبيوت الاقارب والمستشفيات والمراكز وكل مكان ممكن ان يجدوه فيه الا ان البحث لم يثمر عن نتيجة ،في اليوم التالي تلقى الوالد اتصال هاتفي من رقمين مختلفين طلب المتصل دفع فدية مقدارها ثمانون الف دولار مقابل اطلاق المجني عليه واخباره ان الطفل محتجز لديهم، اجراءات التاكد والتسليم طلب الوالد من المختطفين التاكد من سلامة الطفل وصحة وجوده لديهم ،وافقوا واخبروه ان لايبلغ مركز الشرطة والا فقد ابنه وانهم سوف يقوم المختطفين بتعليق صورة للطقل في ساحة قحطان باليرموك وهو يرتدي الملابس التي خرج بها يوم الاختطاف
،ذهب الوالد وشاهد صورة التقطوها للطفل وهو محتجز لديهم بالهيئة التي خرج بها ،بعد تاكده من وجوده لديهم بدات مرحلة التفاوض وتوصلوا الى تسويته بمقدار 25000 الف دولار ،تم الاتفاق على احضار والد المجني عليه للمبلغ مقابل بناية محكمة البياع سابقا بسيارة حددها الجناة وتمت عملية تسليم الاموال في اليوم المحدد، مرت الساعات ولم يتم احضار الطفل او الدلالة على مكان وجوده وانقطعت الاتصالات بين الوالد والجناة ولم يردو على اتصالاته مختتمين العملية باغلاق هواتفهم،
بلغ الوالد المركز الموجود في المنطقة وعن طريق متابعة ارقام الهاتف تبين ان احد الارقام يعود لوالدة احد الجناة والاخر اشتراه الجاني قبل الحادث من مكتب بيع ليكون بذلك صاحب المكتب دليل على الجناة وشاهد،الاعتراف والعثور على الجثة ثم تتبع الجناة والقبض عليهم من قبل القوات الامنية وجاء في اعترافهما التفصيلي في دور التحقيق امام المحقق وقاضي التحقيق باشتراكهما بعملية الخطف وابتزاز ذويه لدفع فدية كونهم من ميسوري الحال، ثم قتلا الطفل كي لايصبح شاهد عليهما ويقوم بتعريف اهله بالجناة كونهم من سكنة المنطقة ومعروفين من قبل الاهل،
وجاء في روايتهم للحادث انهم قاموا بضرب الطفل على راسه ففارق الحياة ووضعت جثته تحت اكوام النفايات في غرفة المخزن في العمارة القريبة من دار المجني عليه والتي يسكنها شقيق احد المتهمين وتم سكب مادة على الجثة الا ان انتشار رائحة التفسخ في المكان بينت انها في حالة تفسخ متقدم جدا"
وضبطت السلطات التحقيقية مبلغ ثلاثة عشر الف واربعمائة دولار لدى المتهم الاول ومبلغ عشرة الاف دولار بحوزة الاخر وهو مبلغ الفدية التي تقاسماها،دونت افادات المدعين بالحق الشخصي والشهود ومن الادلة المتوفرة عن الخطف وقتل المجني عليه واخفاء جثته والاتصال بذويه لدفع الفدية وضبط المبلغ واعترافاتهم في دور التحقيق والمحاكمة ومحضر الكشف على محل الحادث ومرتسمه والتقرير التشريحي للجثة وتصوير المجنى عليه وارسال الصورة لوالده من قبل الجناة كانت جميعها ادلة كافية لتجريمهما وتحديد عقوبة بمقتضاها لهم .
العقوبة والحكم
حكمت محكمة جنايات الكرخ على المتهمين (ط،ح)و(م،ي)بالاعدام شنقا لكل منهما حتى الموت استنادا للمادة الثانية/1-3-8 من قانون مكافحة الارهاب وبدلالة المادة الرابعة /1 من القانون المذكور استدلالا بالقرار 86 لسنة 1994 لعدم اكمالهما سن العشرين من عمرهما .
تعليق المحرر:اثبتت هذه القصة المؤلمة خسة الجناة بعد ان كان ضحية فعلتهم الجبانة طفل بريء بعمر الزهور وهو ابن منطقتهم وبالنهاية نالوا جزائهم العادل بعقوبة الاعدام شنقا حتى الموت نتمنى من ذوي الاطفال عدم ترك ابنائهم يتجولون بمفردهم حفاظاً على ارواح ابنائهم.
https://telegram.me/buratha