تحقيق بقلم الزميل احمد الحلفيقضاء المجر الكبير من اكبر اقضية محافظة ميسان من حيث المساحة وعدد السكان ، تبعد عن المركز (30) كيلو متر تقريبا ، سميت بالمجر نسبة الى نهر المجر الذي يقسم القضاء الى قسمين ، وسمي بـ (شكارة الحسين) والذي اطلق هذه التسمية السيد محسن الحكيم (قدس) ، تحده من جهة الجنوب ناحية العدل وناحية الخير ومن الشمال مركز المحافظة ومن الشرق قضاء قلعة صالح ومن الغرب قضاء الميمونة وناحية السلام ، يبلغ عدد سكانه (100) الف نسمة ، أسس قبل اكثر من (100) عام .
كما قلنا ان القضاء يقسمه نهر المجر الى قسمين ، قسم يسمى (المجر) وفيه الاحياء القديمة والتي منها (السراي والبدراوي وحي الحسين وحي قصب السكر الغربي والشرقي) وقسم يسمى (اليرموك) وفيه الاحياء الجديدة ومنها (حي المعلمين والزهراء و14 رمضان وحي الحسن العسكري والشرطة الشهداء والجمعيات) ، ويحتوي على (15) قرية تقريباً، وكان القضاء يشهر بزراعة الشلب والحنطة والشعير.
توجد في القضاء ثلاثة مصانع مهمة وهي (مصنع قصب السكر ومصنع الورق ومصنع المشروبات الغازية) ، اشتهر المجر بخياطة العباءات الرجالية حيث يعتبر القضاء المصدر الرئيسي لهذه المنهة لما يمتاز محترفيها بالمهارة والفن والدقة في خياطتها وحيث انها من المهن القديمة قدم القضاء وسوقها الذي بناه السيد (وادي سوادي) في العهد العثماني، ومن المهن القديمة والتي زامنت خياطة العباءة وهي (العطارية) طب الاعشاب والتي اول من عمل بها في القضاء هوالحاج حسين دوسي وكذلك الحاج كاظم جبر ولازالت مستمر الى الان يزولها ابناء الحاج حسين.
اهوار القضاءالمجر قضاء يشتهر بكثرة مناطق الاهوار والتي منها (الصحين ، ابو صبور ، الصيكَر ، النكَارة، الجدي ، ابو شذر). حيث كانت تلك الاهوار مصدر مهم من مصادر التنمية والتجارة حيث انها كانت مصدر للثروة السمكية والطيور المهاجرة وغيرها من الحيوانات وايضا كانت تشهر بالقصب والبردي والذين يدخلان في صناعة العديد من الصناعات قبل لن يبادر النظام البائد بتجفيف تلك الاهوار عام (1992)م واستمر بالعملية حتى عام 1998حتى أصبحت الاهوار صحراء قاحلة سكنتها الذئاب والثعالب بدلا من طيور الماء والأسماك وكلاب البحر وتغير النبت فيها من القصب والبردي الى الأثل والشوك والعاقول، حيث باشر النظام الصدامي بعمل تجزئة الاهوار بعدة سدود ليسهل تجفيفها، ويمكن بيان خطوات عمل سدة ترابية تبدأ من قرية ابو صبور شرقيا وتتجه نحو الغرب حتى قرية الصحين ثم تتجه نحو الجنوب الغربي حتى نقطة تقع في شرق قرية الجدى حوالي كيلومتر واحد. بعدها تتجه نحو الجنوب لمسافة 40 كم حتى تلتقي مع حافة نهر الفرات في نقطة عند خطي 696 شرقي. ثم تتجه جنوبا لمسافة 18 كم الى نقطة عند خطي 697 شرقي- 341 شمالي، ثم تتجه نحو الجنوب الشرقي ماره بقرية ام السباح ثم تتجه نحو الشرق لتنتهي في نقطة قرب قرية المكطاع.جهاد ومجاهدينوحدثنا السيد بنيان سلمان قائلا : ان عمليات الجهاد والبطولة والتي امتاز بها (المجراويين) وشهدت لهم سوح الوغى بذلك كثيرة والتي من خلالها الكثير من الدماء والشهداء والمضحين والذين خلدوا من خلال مواقفهم وجهادهم ومن هؤلاء: ـ الشيخ عبد المنعم الفرطوسي عالم جليل وشاعر حسيني كبير ، درس في النجف الاشرف، مبلغ في مواسم التبليغ وفب مناطق الاهوار ، لم يتركه ازلام النظام البائد فتمت مراقبته لتحركاته ونشاطه فترك البلاد مهاجرا وتوفي خارجها ، له مؤلفات عديدة منها (ملحمة اهل البيت (ع)). ـ حجة الاسلام والمسلمين الشيخ رياض الباوي من الرجال الذين كرسوا حياتهم للعلم والجهاد ، هاجر البلاد اثر ملاحقات رجال النظام البائد الى الجمهورية الاسلامية الايرانية ، اكمل دراسته الدينية في حوزة قم المقدسة ، وله اخت مجاهدة استشهدت على ايدي الزمرة البعثية الكافرة ، لقبت بــ (كوثر المجر) تغمدها الله في فسيح جناته.ـ حجة الاسلام والمسلمين السيد محمد يحيى الحلو احد وكلاء السيد ابو القاسم الخوئي (قدس) ، شارك في الانتفاضة الشعبانية المباركة ، اكمل دراسته الدينية في الجمهورية الاسلامية الايرانية في مدينة قم المقدسة ، له مؤفات كثيرة .ـ وايضا هناك الدكتور خضير الخزاعي الذي كان احد معلمي القضاء ونتيجة نشاطه وتحركاته وتوعيته الشباب المؤمن هاجر الى الجمهورية الإسلامية الإيرانية ومن ثم الى إحدى الدول الأوربية حيث اكمل دراسته الأكاديمية.
بيوتات المجر ومن البيوت المجراوية والتي اشتهرت بأقامة المأتم والمواكب الحسينية حتى في عهد النظام البائد ومنها: بيت سيد سروط و بيت سيد يحيى محمد الحلو وبيت الحاج آبراهيم الجبير وبيت يعقوب العطيه حيث حدثنا الأخ محسن عبد الزهرة قائلاً : أن هذه البيوتات وغيرها الكثير ممن بقي مستمراً على إقامة تلك الشعائر في زمن النظام المقبور وبصورة سرية رغم كل المخاطر ولكن أبوا إلا أن يحيوا ذكرى أبو عبدالله الحسين (ع) متحدي إزلام النظام وأعوانه .
وعن الشعراء والقراء أجابنا الأخ محسن : من الشعراء كريم زهراوي وعبد الحسين فريج وجليل المالكي ومن القراء نجم غزيله ومحمد شنيشل وصبيح زبون و محمد راضي وأضاف قائلاً بعد سقوط النظام العفلقي كثرت المواكب الحسينية حتى وصلت إلى (20) موكب حسيني إضافة إلى المجالس التي توسعت وإخذت طوابع عديدة كلها تصب في بيان أهداف ومبادئ ثورة الإمام الحسين (ع).
المجر اليوم واخيراً فأن المجر اليوم تعاني من مشاكل لا تعد ولا تحصى حيث حدثنا السيد فاضل كاظم قائلاً: أضرب لك مثالاً على المشاكل التي نعاني منها فمثلاً حي السراي والذي أنا أحد أعضاء مجلسه البلدي نعاني من نقص الخدمات منها : شبكة الماء التي تجاوز عمرها الخمسين سنة والتي لا تعمل بالشكل الصحيح مما تسسب في وصول مياه ملوثة إلى منازل الحي ، ومجاري الصرف الصحي لا توجد بل توجد مجاري مكشوفة أي (ظاهرية)، كثرة النفايات ، الشوارع غير مبلطة، علماً أن الحي من أقدم أحياء القضاء ويسكنه أكثر من (400) عائلة.
وهنا شاركنا الحديث العديد من الأخوة أن هذه المشاكل لا تخص الحي فقط بل معظم مناطق وأحياء القضاء ومن خلالكم نوجه هذه الكلمات : أن أغلب مسؤلي المحافظة والذين هم على قمة الهرم هم من أهالي القضاء وإلى الأن لا نلاحظ أي تغيير أو زيارة للاطلاع على الأوضاع المزرية والمأساوية التي يعاني منها القضاء فنكرر ونقول إلى هؤلاء السادة والمسؤولين لقد سأمنا المماطلة والتسويف فإلى متى نبقى على هذه الأوضاع.وحدثنا جمع اخر حيث قالوا : نحب ان نضيف ان القضاء يعاني ايضا من الفساد الاداري في دائرتي الرعاية الاجتماعية والسفر والجنسية والتي اهلتنا بمعقبيها وبطأ عملها ، محطة مياه مقابل حي الجمعيات تعمل اكثر اذا غذيت بساعات اكثر ، وايضا هناك ابوب لصرف المياه في المحافظة لصرف المياه الثقيلة يصب في نهر دجلة ويمر بنهر المجر وهذا مما يؤدي الى مخاطر كثيرة ، نهر المجر الذي من الاهمال والنفايات .
https://telegram.me/buratha
