قاسم العجرش
أنهى رئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته نوري المالكي جولته الإقليمية على دول الجوار في تركيا، أمس، في «محطة صعبة» على طريق القبول الإقليمي به رئيسا جديدا للوزراء في العراق الذي يحاول تأليف حكومته منذ إعلان نتائج الانتخابات العراقية في (آذار) الماضي.
وحرصت القيادة التركية على أن لا ترفع من منسوب «الحرارة» في استقبال المالكي لعدم الظهور بمظهر الموافق سلفا على ترؤسه الحكومة، بل التأكيد على أنها على مسافة واحدة من الجميع، وأن استقبال المالكي شبيه بالاستقبالات الأخرى التي جرت في الأسابيع الماضية لعدد من القيادات العراقية، كرئيس القائمة العراقية إياد علاوي ورئيس المجلس الأعلى الإسلامي السيد عمار الحكيم ونائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي. وكان المالكي وصل إلى إسطنبول أمس على رأس وفد يضم المتحدث باسم الحكومة وعضو «دولة القانون» علي الدباغ، والمستشار السياسي لرئيس الوزراء صادق الركابي، ووزير التربية وعضو ائتلاف دولة القانون خضير الخزاعي، ووزير التخطيط علي بابان، إضافة إلى القيادي في التيار الصدري بهاء الأعرجي.
والتقى المالكي في إسطنبول بالرئيس التركي عبد الله غل، قبل أن ينتقل إلى أنقرة حيث التقى برئيس الوزراء رجب طيب أردوغان ووزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو. ووصفت مصادر تركية زيارة المالكي بأنها «متأخرة بعض الشيء»، لكنها حرصت على التأكيد على أنه «مرحب به كبقية القوى العراقية»، مبدية حرصها على أن يتم تشكيل الحكومة العراقية بالتوافق بين الجميع.
وقالت المصادر إن تركيا أدلت بمجموعة «ملاحظات» على أداء المالكي في الفترة الأخيرة، محذرة من «التنازلات الكثيرة التي يقدمها في سبيل تشكيل الحكومة»، مشيرة في هذا الإطار خاصة إلى «الملف الكردي»، ورأت أن هذه التنازلات «مبالغ فيها»،
منبهة إلى «مخاطر القيام بتنازلات لفريق على حساب فريق آخر»، معتبرة أنها «لا تحل الأمور بل تزيدها تعقيدا». وفي المقابل، تقول الأوساط عينها إن «تركيا حريصة على الإسراع في تشكيل الحكومة العراقية»، مشيرة إلى أن «الانفتاح التركي على العراق متأخر عن انفتاحها على بقية دول الجوار بسبب عدم وجود حكومة عراقية نتعاون معها».
ووصف كبير مستشاري الرئيس التركي أرشاد هورموزلو اللقاء مع المالكي بأنه «جيد وإيجابي»، مشيرا إلى أن المالكي «طلب أن يزورنا في إطار جولته فرحبنا».
وقال إن المالكي «أكد مرة ثانية على تقدير كل الأطياف العراقية للنظرة التركية حيال الوضع العراقي ووقوفها على مسافة واحدة من الجميع». قائلا إن المالكي أراد أن يوضح للقيادات التركية موقف «دولة القانون» من أن «الجهة التي تمتلك الأغلبية يمكن أن تشكل الحكومة، لكن مقاطعة أي جهة لن تصب في مصلحة العراق وعملية التأليف.
والمفروض أن نتعاون جميعا على إدارة البلاد». ونقل عنه قوله للرئيس التركي: «صحيح أننا تأخرنا (في تشكيل الحكومة) بسبب النظرة الحزبية الضيقة للأمور، لكننا مصممون على الإسراع في تشكيل الحكومة وبمشاركة الجميع». داعيا دول الجوار «إلى أن تكون مثل تركيا على مسافة واحدة من الجميع».
https://telegram.me/buratha