أظهرت لقطات فيديو نشره موقع أمريكي على الإنترنت مؤخراً، أن مصورين صحفيين استشهدا إلى جانب عدد من المدنيين عندما استهدفتهم مروحية أمريكية مقاتلة من طراز أباتشي بسلاحها من عيار 30 ملليمتراً في هجوم شنته الطائرة عام 2007، والذي أسفر عن مصرع ما بين 12 و15 عراقياً.
وقتل بالهجوم المصور، الذي كان يعمل لوكالة رويترز للأنباء، نمير نورالدين في الهجوم الأول، بينما قتل الصحفي الآخر، وهو سعيد جماغ، بعد أن حاول مدنيون إنقاذه وإبعاده عن الطريق، في أحد أزقة حي بغداد الجديدة بالعاصمة العراقية.
وبث الشريط موقع "ويكيليكس" WikiLeaks، الذي قال إن الشريط مازال سرياً، ويظهر بوضوح عملية قتل المصور الصحفي التابع لرويترز والمدنيين الذين حاولوا إنقاذه.
يشار إلى أن موقع ويكيليكس متخصص بنشر الوثائق المجهولة، وأشرطة الفيديو وغيرها من المواد الحساسة والسرية.
وفي لقطات الفيديو، كان طاقم المروحية المقاتلة يطلب الحصول على إذن بإطلاق النار على الحافلة الصغيرة التي حاولت إنقاذ "المسلحين" المصابين، وبينهم المصور، بحسب ما توصل إليه الجيش الأمريكي لاحقاً.
وبحسب التحقيق الأمريكي حول الحادثة، فقد أخطأ طاقم المروحية المقاتلة بهوية المصور، معتقدين أنه يحمل سلاحاً، وذلك خلال قيامها بمهمة البحث عن مسلحين أطلقوا النار على قوات أمريكية.
وفي تعقيب على الفيديو، قال المتحدث باسم الجيش الأمريكي، شون تيرنر، في تصريح مكتوب : "هذا الحادث المأساوي خضع للتحقيق في ذلك الوقت (2007) من قبل الوحدة المعنية به، وخلص إلى أن القوات المتورطة به لم تكن تدرك وجود الصحفيين، وأن كل الأدلة المتاحة حينها كانت تدعم ما توصلت إليه تلك القوات بأن التجمع البشري كان لمسلحين وليس لمدنيين."
وقال تيرنر: "نحن نأسف لسقوط مدنيين، غير أن هذا الحادث خضع للتحقيق الفوري، ولم تكن هناك أي محاولة للتغطية على أي مظهر منه."
ووجد تقرير صدر عام 2007 حول الحادثة أن طاقم المروحية المقاتلة "لم يكن لديه أي سبب لإفتراض أن أحد المراسلين الصحفيين يمكن أن يكون مرافقاً لقوات معادية."
يشار إلى أن مجموع الصحفيين الذين قتلوا في العراق خلال سبع سنوات من الحرب بلغ 139 صحفياً، منهم 120 من العراقيين، بحسب جمعية حماية الصحفيين، وسقط 16 صحفياً منهم على أيدي القوات الأمريكية.
وحول شريط الفيديو، قالت جمعية حماية الصحفيين، إن الشريط الأخير، والذي بثه الموقع الأمريكي الاثنين "يثير تساؤلات وشكوك حول تصرفات وسلوك القوات الأمريكية، ومدى شمولية ومصداقية التحقيق الذي أتبع حينها."
على المخاطر الهائلة التي تحيط بتغطية مناطق الحروب."
وقال ديفيد شليزنجر، المحرر المسؤول بالوكالة في بيان إن الفيديو الذي نشره موقع ويكيليكس يعد دليلاً واضحاً على المخاطر التي ينطوي عليها العمل الصحفي في مناطق الحروب والمآسي المترتبة عليه.
https://telegram.me/buratha