تولي وزارة الموارد المائية مشكلة سد الموصل اهتماما "بالغا" وكانت دوما" تبحث عن إيجاد الحل الجذري للمشكلة وقد توصلت مؤخرا" إلى إيجاد الفكرة المناسبة القابلة للتنفيذ بضوء التقنيات المتاحة عالميا" والتي يمكن تطويرها لتلائم أسس سد الموصل والتي تعتمد على تقنيات حديثة ومتطورة جدا" والتي تستخدم للمرة الأولى في العراق والعالم حيث اعدت الوزاره دراسات وإتصالات والتي لا زالت مستمرة لحد الآن لغرض وضع حلول جذرية لمشكلة أسس السد ومنها إنشاء جدار قاطع في مقدم السد وبعمق اكثر من (200م ) لغرض إيقاف عملية الرشح حيث تم الاتصال بعدد من الشركات العالمية المختصة في مجال انتاج معدات الحفر وتنفيذ الجدران القاطعة للسدود وحاليا الوزاره في طور التفاوض (مع اثنتين من الشركات المؤهله فنيا" والقادره على تنفيذ حجم العمل المطلوب في سد الموصل) لمناقشة التفاصيل الفنيه الخاصه بالموضوع
ولغرض الاتفاق على الشروط التعاقديه واسلوب تنفيذ العمل علما انه من المؤمل المباشره باعمال الحل النهائي لمشكلة اسس سد الموصل في بداية العام المقبل ويذكر ان سد الموصل الذي تم إنشاؤه من النوع الركامي الإملائي ذو لب وسطي طيني على نهر دجلة يقع على بعد 50 كم شمال مدينة الموصل في محافظة نينوى والهدف من إنشائه سد الموصل هو خزن المياه بحجم ( 11.11 مليار متر مكعب ) وتوليد الطاقة الكهربــائية حيث تبلغ الطاقة الكهربـــائية المشيدة ( 750 ميكاواط ) من السد و (60 ميكاواط ) من السد التنظيمي و(240 ميكاواط ) من البحيرة وتطوير الثروة السمكية إضافة إلى استغلال البحيرة للري والإغراض السياحية.
إن مشكلة سد الموصل ليست جديدة حيث انها مشخصة منذ انجاز السد ودخوله الخدمة عام 1986 وتكمن المشكلة الاساسية في التردي المستمر في أسس السد التي تحتوي على تكوينات الجبس والانهايدرايت التي تذوب بتاثير خزن المياه في البحيرة مقدم السد والتي ينتج عنها بروز بعض الظواهر كالخسفات والرشح مما يستوجب المعالجة المستمرة لتقوية هذه الأسس وهذا الواقع يتطلب الاهتمام بالامكانية التنفيذية للمعالجة حيث تولي الوزارة والهيأه العامة للسدود والخزانات الاهتمام العالي بموضوع سلامة السد من خلال تعيين مجلس خبراء عالمي لسد الموصل والتعاقد مع جهات متعددة لإجراء الدراسات والمسوحات الجيوفيزيائية والنماذج الهيدروليكية وتطوير عملية تنفيذ التحشية بأحدث الأساليب المبتكرة عالميا" وتحسين نوعية الأمزجة المستعملة وتوفير المستلزمات الضرورية لضمان استمرارية أعمال التحشية للمحافظة على سلامة السد.
وقد تم اتخاذ جملة من الأمور العاجلة والمهمة ذات العلاقة بالجوانب الفنية والإدارية وأخذنا بنظر الاعتبار التوصيات الفنية الهندسية لتحسين وضعية السد بما فيها عملية التحشية التي كانت تجري قبل سقوط النظام بإمكانيات ضعيفة ( باستخدام عدد قليل من الحفارات) أما في الوقت الحالي فأن أعمال التحشية تجري باستخدام (24) حفارة جديدة وباعتماد اساليب علمية وفي ضوء تحريات جيوفيزيائية وجيورادارية حيث يتم تحليل نتائج تلك التحريات لغرض تحديد مناطق التكهفات والضعف وكذلك المسوحات الجيوديسية التي تجري على منشآت جسم السد ميدانيا" بواسطة أجهزة قياسات متطورة بالغة الدقة لرصد حركة الأسس وتم تخفيض منسوب الماء في بحيرة السد لغرض حماية جسم واسس السد علما ان المعالجات الجارية منذ فترة إنشاء السد ولحد تأريخه تتضمن التحشية ( حصرا" ) وهي أعمال ترميمية فقط ولا ترقى إلى المعالجة النهائية للمشكلة وتبقى حالته حرجة , وهذا هو سبب المعالجات المستمرة طيلة الفترة الماضية على مدى أكثر من ربع قرن إلا أن هذه المعالجات الترميمية هي التي حافظت على السد من الانهيار وجعلته يعمل بحالة سليمة.
https://telegram.me/buratha