قال سماحة الشيخ جلال الدين الصغير في خطبة الجمعة : إن من الواجب علينا الألتفات الى الطلبة وتلبية اساسيات الراحة لهم لتأدية دورهم العلمي المهم ، وانتقد في الوقت نفسه الوضع الذي يعيشه الطلبة في الجامعات العراقية من عدم توفر الكهرباء وشحة الماء الصالح للشرب مما يحتم على كل طالب شراء الماء من ماله الخاص وإضافة عبيء مادي آخر على كاهله عدا ما يسببه هذا الوضع من فقدان التوجه التام الى الدراسة وطلب العلم في الوقت الذي تمتنع وزارة التعليم العالي والجامعات عن صرف الأموال لحل هذه المشكلات رغم توفرها لديها .
وتحدث سماحته عن المرحلة القادمة قائلا : نحن مقبلون على استحقاق مرحلتين في غاية الحساسية الخطورة هما انسحاب القوات الأجنبية من المدن العراقية والأنتخابات التشريعية القادمة ، وان حديثي ليس عن من سننتخب وانما هو عن شيء أعظم من ذلك ، فالشيء الذي اريد أن ألفت الأنظار اليه في الأستحقاقين الخطرين يجب ان نضع أمرا ثابتا أمام أعيننا وهو ( من يتصور ان اعداء الشعب العراقي الذين قاتلوه خلال السنوات الستة الماضية وخلال العقود التي سبقتها بأن هؤلاء الأعداء قد ابتعدوا عنهم وبأنهم لا يفكرون بالعودة فهو مشتبه تماما وواهم، ومن يتصور بأننا تخلصنا من شبح الحرب الطائفية والحرب الأهلية وأن نلغي احتمالات وقوعها مرة اخرى فهو مشتبه تماما ) .
ان الأعداء المتربصون بنا موجودون دائما ولن يتخلوا عن احلامهم وطموحاتهم بالرجوع والعودة وهم يحملون حقدا أكبر وارادة أكثر لقمع هذا الشعب . فلو نظرنا الى ما جرى من حادث اغتيال الشهيد حارث العبيدي لكفانا عبرة وعظة في أن هؤلاء المجرمون يتربصون بنا الدوائر ولن يتخلوا عن سحق هذا الشعب وقتل ارادته وبكل الوسائل ، وهم لا يكتمون ذلك ونحن منذ البداية قلنا بأن عملية القتل تمت من خلال التحالف القذر بين البعثيين والتكفيريين وبالفعل فإن الأعتقالات التي تمت والقاء القبض على العقل المدبر لأغتيال الشهيد العبيدي تبين أنه لم يكن بعيدا لا عن التكفيريين ولا عن البعثيين ، وبما اننا عرفنا أن الأمور تجري بهذه الطريقة فمن الواجب ان نفكر مالذي سيجري علينا نحن . وقتل الشيخ حارث العبيدي في يوم الجمعة بعد الصلاة مباشرة وفي بيت الله يعطينا صورة عن أن هؤلاء لن يتخلوا عن اجرامهم ولم يتخلوا عن أي وسيلة لقتل هذا الشعب ، فما جرى في البطحاء وفي بغداد الجديدة وفي مدينة الصدر وفي مدينة الحرية وفي الدورة وغيرها كله دلائل على استمرارهم في طريق الجريمة .
وأضاف الشيخ جلال الدين الصغير : نحن لسنا ضعافا ولكننا نحذر كي لا نخدع لأن هؤلاء يريدون بإجرامهم الوصول الى نتائج سياسية ، وأحيانا تكون النتائج السياسية غير مرئية للناس في الوقت الذي يغرقون فيه بمشاكل صغيرة وهمومهم ويتركون المشكلة الكبيرة ويتم نسيانها . وفي قضية اغتيال الشيخ العبيدي نلاحظ أن الأعلام البعثي لم يثر اي ضجة حول الحادث وتعامل معه بشكل اعتيادي لماذا هل كان الشهيد العبيدي نكرة ؟! ، كلا فهو نائب وعضو في جبهة ورئيس كتلة نيابية وقتل بطريقة تبعث على التعظيم ولكن لم غاب الاعلام البعثي عن هذه الجريمة؟!!.وأكد سماحته على المرحلة القادمة من انسحاب القوات الأجنبية وموعد الأنتخابات التشريعية القادمة التي يتم على ضوءها تغيير الحكومة والنواب وبالتالي فإن مقدرات الشعب ستصبح بمن يأتي ويستلم المهمة . لذا يجب أن نحسب حاسبنا لمن يجب أن يأتي و من لا يأتي فالنظام الدستوري قد حدد الكتلة الأكبر هي التي تحكم هذه المقدرات وهنا يتم حساب من يقدم أكثر ويمنع الشر أكثر من غيره .
وحذر سماحته من التدخلات الخارجية لمنع الشعب من فرض ارادته في الأنتخابات القادمة مستشهدا بما جرى في الأنتخابات اللبنانية حيث قال ( هناك دولة واحدة صرفت مليار دولار للحيلولة دون اختيار اللبنانيين لمن يريدون ولنان لا تعادل محافظة من محافظات العراق ، فمالذي سيقدموه لنا سوى عسل فيه سم أو سم مغلف بالعسل حيث أن الحقد متأصل في نفوس البعض . وقد قال احدهم اننا اعطينا صدام 30 ملياراً ليقف الموقف الذي نريد، والآن مستعدون لتقديم مئة مليار دولار لنحقق الغاية ذاتها ) . فلا البعثيين ولا القاعدة لديهم قدرة ذاتية وانما قدرتهم من الأموال الطائلة في بنوك الدول المجاورة لا أبالغ في الوصف ولكن هو هذا التشخيص الصحيح ، فلا يهم أن يأتي زيد أو يذهب عمر ولكن ما يهمهم هو مآربهم ومصالحهم ، لذا عليكم أن تتوقعون من الآن حملات التشويه والتنكيل ومحاولات الأفشال والأعاقة وعليكم أن تضعونها امام اعينكم وستشتد هذه الحملة في الأشهر القادمة حيث سيأتون بصورة الحريصين على مصالحكم والمتألمين لوضعكم .
وفي شأن الأئتلاف العراقي الموحد قال سماحة الشيخ الصغير : تعلمون ان لدي الكثير من الملاحظات على الحكومة وعلى الأداءات وانا من أكثر المنتقدين والمتحدثين بهذا الشأن وخصوصا في صلاة الجمعة لأنني هنا امام للصلاة وبعيدا عن كل المسميات والمناصب ، فالأئتلاف قد حقق الأجندات الأساسية التي وضعها لنفسه ومن أهمها أخذ السيادة الكاملة للعراق والاقضاء على الفتنة الطائفية حيث ان القضاء على الأرهاب وتحقيق الأمن هو الهدف الأول لأن لا اعمار ولا انجازات بدون أمن . إضافة الى كتابة الدستور التي فتحت الباب للتداول السلمي للسلطة . وهناك أمر مهم ان التغيير الذي حصل في العراق لم يكن شاملا وانما تم تغيير العناوين الرئيسية للحكم اما باقي التفاصيل في دوائر الدولة فهي على حالها مما أوجد الأخفاقات وتفشي الفساد الأداري والقضاء على هذه العوامل المعرقلة ليس بالأمر السهل .
وأضاف سماحته : ان هناك طرح كبير ومهم ومتفاؤل جدا وسأكون احد الداعمين والحماة لهذا الطرح ، حيث تم التحدث مع عدد من الشركات الكورية الجنوبية والبرازيلية وقسم من الشركات المانية والأتفاق معها لتقديم عروض لحل مشكلة بناء ثلاث مائة وخمسون الف وحدة سكنية ولا ندفع لها أموالا عاجلة، وانما تسدد مبالغها المقدرة سبعين مليار دولار اما بالمقايضة بالنفط أو الغاز وإما بالدفع الاجل ، مما يعني ان المحافظات ستشهد طفرة نوعية وبدفعة واحدة اضافة الى توفر فرص العمل بشكل كبير اضافة الى ان اموال هذه الشركات سيتم صرفها في السوق العراقية ويتضمن الأتفاق على انجاز العمل خلال سنتين فقط يبنى خلالها ما يقرب من ثلاثة الاف مدرسة اضافة الى عشرات المستشفيات وعشرات الكليات ومحطات كهرباء ومشاريع اخرى . مما يعني الأبتعاد عن الفساد والمفسدين في دوائر الدولة لأن المشاريع التي تنجز لا تقع تحت سيطرتهم ولا تصرف اموالها من خلالهم .
وأكد سماحة الشيخ جلال الدين الصغير على قوة العراق وقدرته على مواجهة التحديات قائلا ك ( انا اجزم وبالضرس القاطع اننا اقوياء جدا بوحدتنا وبتكاتفنا مع الأجهزة الأمنية وحماية بعضنا البعض . ونحن نعلم ان هناك من يحاول الرجوع بنا الى ملفات التهجير والى مربعات اولى ولكننا لن نسمح له وايادينا قويه , فالقوات الأمريكية كانت في السابق هي من يتولى التعامل مع هؤلاء ونحن نعرف ان الكثير من اجراءاتهم لم تكن سليمة ولكن قواتنا الآن قادرة وأتحدى هؤلاء ان يصمدوا امامنا وامام قواتنا الأمنية وقدرة شعبنا على الرد وإنني ومن منطق المسؤولية أحذر وأنذر كل من تسول له نفسه أن يحاول العودة بنا إلى المربعات الأولى بأننا لن نتهاون في التعامل مع هؤلاء وسنقطع يد كل من يمد يده ليعبث بأمن السنة والشيعة، وأمن العراقيين بكل أطيافهم، وانصح بضرورة الاعتماد على المظلة العراقية فهي جامعة للجميع وخيرات العراق تتسع لكل العراقيين بكل أطيافهم من خلال تفعيل العملية السياسية الدستورية.
.ومن جهة اخرى فقد نبه سماحته الى المخططات التي تحاك ضد العراق بقوله : ( ان العدو سيعمل بكل قوة لضرب وحدة القيادات مع قواعدها الشعبية ، فقد حاولوا استغلال الهفوات وبعض المشاكل لتشويه الصورة والسمعة وخلط الأوراق ، وسترون في المستقبل القريب ظهور مراجع جدد وعمائم جديدة وقنوات جديدة وسوف تنفق عشرات المليارات على الفضائيات المغرضة ليخدعوكم ويحرفوكم عن الطريق الصحيح ، فالذي خدعكم مرة سيخدعكم عشر مرات والذي كذب عليكم مرة سيكذب عليكم عشر مرات . ونحن نراهن على وعي الشعب العراقي الذي جرب طوال الفترة السابقة فكان أعظم من كيد المجرمين ووساوس الشياطين ) .
ودعا سماحته الحكومة الى تحكيم الدستور في العمل لأن عدم تطبيق الدستور في المسائل الخلافية يخلف آثارا سلبية ، وان اي انتهاك لحقوق الأنسان يجب ان يحاسب المنتهك لها مهما كان مقربا لأن حقوق الأنسان العراقي مصانة وفوق كل شيء واذا كان هناك تعذيب في بعض السجون او المعتقلات فأنا واثق من أن السيد رئيس الوزاراء والمسؤولون المعنيون يتصرفون بحزم تجاه مرتكبي تلك الأنتهاكات، وهم لاشك من مخلفات ثقافة القمع والعنف التي رباها حزب البعث ونظامه الإجرامي، وهذه واحدة من عواقب الاختراق البعثي في الأجهزة المنية .
https://telegram.me/buratha