وانبثقت عن الحملة (لجنة الدفاع عن أور) التي تضم عددا من مثقفي الناصرية وممثلي بعض المؤسسات الثقافية ، وقامت بإطلاق حملة إعلامية وإصدار بيانات وتصريحات مطالبة بـ " فك أسر " مدينة أور ، رمز الحضارة السومرية ، من الوجود العسكري الأمريكي.
يبدو ان هذه الحملة أثمرت حاليا عن نتيجة ايجابية في هذا الشأن ، اذ جرى الاتفاق بين الجانبين العراقي والأمريكي على تسليم المدينة الاثارية في اور إلى هيئة الآثار العراقية ممثلة بدائرة آثار ذي قار ، وان تكون حماية المنطقة من مسؤولية قوة حماية الآثار التابعة لمديرية حماية المنشآت الحيوية ، في حين تتولى قوات من الجيش العراقي حماية المناطق المحاذية لتلك المدينة الاثارية.
وقال مدير دائرة آثار محافظة ذي قار عبد الأمير الحمداني للوكالة الوطنية العراقية للأنباء /نينا/ : " ان إعادة انتشار القوات متعددة الجنسيات يعني رفع الحواجز ومراكز المراقبة على الطرق المؤدية إلى أور ، كما ان قسما من المنشآت العسكرية لتلك القوات تقع بمحاذاة الجهة الشرقية لتل (الدكدكه) وهو جزء من المدينة الاثارية ".
واضاف :" انه ووفقا لمعلومات المسح الميداني المتوفرة ، كان في المدينة رصيف الشحن الذي استعمل لنقل البضائع من والى مدينة أور في نهاية الألف الثالث قبل الميلاد ، حينما كان نهر الفرات يجري بجوار المدينة القديمة قبل ان يغير مجراه باتجاه الشرق ". يشار الى ان نهر الفرات يقع حاليا على مسافة 17 كم إلى الشرق من مدينة أور.
في مقابل ذلك حددت القوات الأمريكية منتصف شهر نيسان المقبل موعدا نهائيا لنقل ورفع وإزالة الحواجز ونقاط التفتيش القائمة في الطريق المؤدي إلى أور.
كما يتضمن الاتفاق ، بحسب الحمداني " قيام دائرة آثار ذي قار بتسلم بنايتين تقعان في مدينة أور ، تكون الأولى مقرا للحراس المدنيين وعناصر قوة حماية الآثار، في حين تخصص البناية الثانية لمراقبة آثار أور من قبل فريق الآثاريين والمختصين للشروع بعملية تصوير وتوثيق وجرد الأضرار التي لحقت بالمدينة جراء التأثيرات البشرية والمناخية طيلة العقود الأربعة الماضية ".
واوضح :" ان الجانبين العراقي والاميركي اتفقا خلال اجتماعهما التنسيقي الذي عقد في الناصرية اخيرا ، على عقد اجتماعات دورية كل شهر تحضرها من الجانب العراقي جهات عدة من بينها هيئة الآثار ممثلة بدائرة آثار ذي قار باعتبارها الطرف الذي يتحمل المسؤولية الفنية والإدارية والقانونية ، وكذلك مدير قوة حماية المنشآت الحيوية في ذي قار والتي تضم قوة حماية الآثار ، المسؤولة عن توفير الحماية الميدانية المباشرة لمدينة أور ".
وتابع :" كما يضم الجانب العراقي مدير دائرة العمليات في الفرقة العاشرة بالجيش العراقي ، المسؤولة عن حماية المناطق المحيطة بأور ، فيما يمثل الجانب الأمريكي ضابط من الشرطة العسكرية بالإضافة إلى مسؤولة قسم العلاقات والإعلام في القوات الأمريكية بالناصرية ".
ورجّح ان تقوم هيئة الآثار العراقية باحاطة مدينة أور بسور خاص لحماية المواقع الأثرية وتسهيل الإجراءات المتعلقة بالصيانة الوقائية للمعالم الاثارية الشاخصة من قبيل الطبقة العليا لزقورة أور وحارة المعابد (دب-لال-ماخ) ومعبد (نن-ماخ) فضلا عن شواخص المقبرة الملكية والقصر الملكي المعروف بـ (أ-كور-ساج) سيما وانها مبنية بالآجر الطيني.
على صعيد متصل ، أشار الحمداني إلى " وجود اتفاق مبدئي بين هيئة الآثار العراقية ووزارة الثقافة الإيطالية لتأهيل وترميم متحف الناصرية ، ويتضمن كذلك إنشاء مخازن لحفظ الآثار ومختبرات ومكتبة وقاعة محاضرات ملحقة بالمتحف ".
وبيّن انه " وبعد إجراء عمليات الصيانة المتضمنة رفع التربة ومعالجة الجدران ، يمكن الحديث عن فتح مدينة أور بشكل مقنن أمام الزوار ".
يذكر ان مدينة أور والمنطقة المحيطة بها تتعرض بين فترة وأخرى لإطلاق عدد من القذائف والصواريخ من قبل مسلحين مجهولين تستهدف القوات الأمريكية المرابطة بالقرب من المدينة الاثارية. وكان آخر قصف تعرضت له مدينة اور التاريخية بتاريخ 22 كانون الثاني الماضي
https://telegram.me/buratha