استقبلت مدينة سامراء امس وفدا رسميا وشعبيا من جميع المحافظات، فيما ابدى اهالي المدينة استعدادهم لتقديم الخدمات لزائري الروضة العسكرية في الوقت الذي اعلن فيه رئيس المجلس الاعلى للاعمار ان اعمال البناء في الروضة العسكرية ستنتهي في نيسان المقبل.
وقال وزير النقل عامر عبد الجبار في تصريح لمراسل "الصباح" في المدينة: تنفيذا لتوجيهات رئيس الوزراء نوري المالكي، نظمت وزارة النقل رحلة للمواطنين الراغبين بزيارة مدينة سامراء والروضة العسكرية حيث استقبل اهالي المدينة، الوفد بالترحاب وتقديم الخدمات، تعبيرا عن لحمة العراقيين ونبذ العنف الطائفي.
واضاف الوزير الذي ترأس الوفد ان 480 مواطنا يمثلون مختلف مدن البلاد نقلوا بواسطة 12 حافلة تابعة لوزارة النقل الى المدينة، اضافة الى الوفد الحكومي الذي ضم ممثلين عن وزارة النقل وهيئة اعمار مدينة سامراء والوقفين السني والشيعي.
واشار عبد الجبار الى ان الرحلة التي نظمتها الوزارة تشمل زيارة مدينة سامراء ومدينة بلد اضافة الى تقديم وجبة طعام بأسعار زهيدة، مبينا ان مكاتب نقل الركاب في جميع المحافظات تسجل حاليا اسماء الراغبين بزيارة المدينة على وفق برنامج اسبوعي اعدته الوزارة.
من جهته قال قائممقام قضاء سامراء محمود خلف في حديث لـ"الصباح" ان زيارة الوفد الى المدينة فتحت بابا جديدا من العلاقات بين اهالي سامراء والمدن الاخرى، وتاكيدا على عمق الروابط بين افراد المجتمع، مشيرا الى ان شيوخ عشائر ووجهاء المدينة كانوا على رأس المستقبلين فيما فتحت بيوت اهالي المدينة لاستضافة الزائرين.واشاد خلف بالجهود التي تبذلها قيادة عمليات سامراء في بسط الامن وتوفير الاستقرار في المدينة والقضاء على الزمر الارهابية والخارجين على القانون، فضلا عن تأمين الحماية للطرق المؤدية الى المدينة.
واكد المسؤول المحلي ان مشروع المصالحة الوطنية اثمر بشكل واسع في عودة العوائل المهجرة وتنفيذ المشاريع الخدمية والاستثمارية، فضلا عن اعمار المدينة بالافادة من التخصيصات المالية التي اقرتها الحكومة، الى جانب اشراك مجالس الاسناد والعشائر العراقية في دعم القوات الامنية وفرض القانون ومطاردة فلول الارهاب .
وفي سياق متصل، قال امر لواء العسكريين، أحد تشكيلات قوات الشرطة الوطنية، العميد رعد اسماعيل في اتصال هاتفي مع "الصباح" امس ان القوات الامنية منتشرة على طول الطرق التي تربط مدينة سامراء بالمدن المجاورة. وأكد العميد رعد ان الارهاب بدأ ينحسر في المنطقة، مشيرا الى ان القوات الامنية توفر الحماية للزائرين وللشركات العاملة في اعمار الروضة العسكرية وتنفيذ المشاريع الخدمية في المدينة.
على صعيد متصل أعلن رئيس المجلس الأعلى للاعمار في مجلس الوزراء ان اعمال البناء في الروضة العسكرية ستنتهي في نيسان المقبل، مشيرا الى ان العمل يتواصل حاليا لتثبيت الركائز الرافعة للقبة وفتح اساس جديد للمنارة الى جانب الانتهاء من بناء الاواوين في السياج المحيط بالمبنى.
وأكد رئيس المجلس الاعلى للاعمار حق الحكيم انتهاء المرحلة الاولى من عملية اعادة اعمار الروضة العسكرية باستثناء توثيق اللقى ودراسة الاثار والتخطيطات السابقة لبناء الروضة وارجاعها الى سنوات استخدامها.وقال الحكيم ان العمل يتواصل لانهاء بناء الاروقة والجدران والقبب في الجدران المحيطة بالروضة موضحا ان العمل سيبدأ قريبا في الزخرفة الداخلية بالمرايا من خلال الاستعانة بأمهر الفنانين العراقيين في هذا المجال.
وبين رئيس مجلس الاعمار ان عدد العمال في الروضة يبلغ 200 عامل وفني يمثلون معظم مناطق البلاد بينهم 20 عاملا من مدينة سامراء وان العمل يتواصل بداومين صباحي ومسائي من اجل الاسراع بافتتاح الروضة، لافتا الى ان عدة وفود من المسؤولين والزائرين قدمت الى الروضة وأدت مراسم الزيارة واطلعت على سير اعادة الاعمار.
وبشان الاضرار التي لحقت بالقبة وسبل اعادة تاهيلها قال: ان القبة واساساتها قد تضررت بشكل كبير وان الجهد الفني والهندسي انتهى من بناء الركائز الحاملة لها فيما تم صب الاطواق التي تتكون منها القبة على الارض تمهيدا لتثبيتها فوق الركائز وبناء جسمها بشكل كامل على وفق القياسات السابقة.
اما في ما يتعلق بالمنارة فاكد انها متضررة بسبب بنائها دون اساسات توازي ثقلها مشيرا الى ان اللجنة الفنية والهندسية ستفتتح اساسا جديداً لها لاعادة بنائها بالقياسات السابقة وعلى وفق التصاميم الهندسية المتطورة.
وتوقع ان الروضة العسكرية ستفتتح امام الزائرين في نيسان المقبل مع بقاء اعمال الديكور والتغليف بالكاشي الكربلائي والجدران الثانوية والبناء بالطابوق المذهب واعمال الزخرفة قيد التنفيذ التي قد تستمر عددا من الاشهر التي تلي ذلك التاريخ.
واكد الحكيم ان اعادة اعمار الروضة تسير بشكل متواز مع تطوير سامراء بالافادة من تخصيصات رئيس مجلس الوزراء للمدينة البالغة 25 مليون دولار، موضحا انه تمت احالة ستة مشاريع خدمية في المدينة الى التنفيذ تشمل فتح طرق جديدة وخدمات بلدية وبناء مدرستين.
يذكر ان الروضة العسكرية في سامراء قد تعرضت الى تفجيرين الاول في 22 شباط عام 2006 وطال القبة الرئيسة فيما تسبب التفجير الثاني في 17 حزيران 2007، بهدم منارة الروضة واحداث اضرار في الرواق الخارجي والداخلي وتشقق في الجدران وقلع عدد من الابواب واضرار اخرى في الزخارف والسقوف الثانوية
https://telegram.me/buratha