اجمع سياسيون وشخصيات مشاركة في المؤتمر الثاني للمصالحة الوطنية الذي عقد في بغداد امس ويختتم اليوم، على اهمية هذه الخطوة في تحقيق الوفاق بين مكونات الشعب العراقي من خلال توسيع المشاركة في العملية السياسية التي تجري في العراق وفق الثوابت الوطنية التي تقوم عليها من اجل خلق جو سياسي هادئ بعيدا عن التشنجات التي تعرقل مسيرة العراق الجديد . وشددوا على اهمية استثمار التحسن الامني الذي تشهده البلاد في تحقيق انفراج سياسي يخدم مصالح الشعب العراقي ومسيرته الديمقراطية، لاسيما ان الباب مازال مفتوحا على مصراعيه لمن يريد الانخراط بمشروع المصالحة الوطنية الذي اطلقه رئيس الوزراء نوري المالكي قبل اكثر من عام والذي حقق نتائج مهمة على الصعيد السياسي والامني من خلال الاستقرار النسبي في البلاد، بعد تنفيذ خطة فرض القانون وتشكيل مجالس الصحوات في مختلف مناطق البلاد .
واكد النائب عباس البياتي ان مؤتمر المصالحة الوطنية ركز على 3 محاور وورقة وطنية من 10 مبادئ اساسية لوضع المسيرة السياسية على الطريق الصحيح، مشددا على امكانية ان يشكل المؤتمر عاملاً مشتركاً بين الجميع لتوحيد المواقف ضد الارهاب والتصدي له وتشكيل 4 لجان فرعية من اجل المساهمة بالافكار وتبادل الاراء بشان جميع المواقف .واشار الى ان مقاطعة بعض الجهات التي كانت ترفع شعار المصالحة لن تفشل المؤتمر وان هذا الموقف يرسل رسالة خاطئة للشعب العراقي، خصوصا ان المقاطعة لن تسهم سوى بارباك العملية السياسية ضمن محاولة الضغط السياسي، مبينا ان الجديد في المؤتمر سيسهم بتوسيع قاعدة المشاركة في العملية السياسية، موضحا ان البلاد بحاجة الى جو سياسي هادئ لدعم التحسن الامني وان مقاطعة مثل هذه التوجهات لن تجدي نفعا .
اما الشيخ احمد عبد الغفور السامرائي رئيس ديوان الوقف السني فقد بارك انعقاد المؤتمر واصفا اياه بـ"الخطوة الصحيحة" .وتمنى السامرائي "نجاح المؤتمر داعيا الله لأن يوفق الجميع من اجل النهوض بالمسؤولية الوطنية تجاه العراق وشعبه"، مؤكدا دعمه لاي عمل يسهم او يدعو الى تحقيق المصالحة الوطنية .
ويقول مستشار رئيس الوزراء صادق الركابي: ان المؤتمر يعد الخطوة الثانية في عملية المصالحة الوطنية التي اطلقها رئيس الوزراء نوري المالكي، خاصة ان المصالحة الوطنية هي صيرورة وليس حالة عملية فقط من خلال كونها تعبيراً عن الاستمرارية والتواصل والتكافؤ في الايام المقبلة .واشار الركابي الى ان الحكومة تتطلع الى ان تكون هناك خطوات اضافية للخطوات التي تم تنفيذها من اجل انجاح مشروع المصالحة الوطنية .
واكد الشيخ همام حمودي عضو مجلس النواب ورئيس لجنتي مراجعة الدستور والعلاقات الخارجية في البرلمان، ان المؤتمر تاكيد على اجماع مختلف القوى السياسية على طريق الوحدة الوطنية، وان الفرصة مازالت سانحة امام الجميع للدخول في هذا المشروع من اجل الوصول الى توسيعه، معتبرا اياه مؤشرا على ارادة جادة من قبل الحكومة والقوى السياسية لتحقيق المصالحة .وابدى الشيخ حمودي استغرابه من غياب بعض القوى السياسية، واصفا هذا الغياب بانه طعنة موجهة لمفهوم المصالحة الوطنية الذي يجب ان يدعم من جميع الاطراف من اجل ايقاف سفك الدماء ووضع الحلول للمشاكل التي تواجه البلاد.
بدوره اعتبر محمد ناجي السامرائي النائب عن المجلس الاعلى ان المؤتمر يعد استمرارا لمسيرة المصالحة، خاصة ان بعض الاطراف مازالت خارج المشروع، مبينا ان الباب مازال مفتوحا بعد التحولات التي جرت من خلال الانفتاح الاكثر والاكيد للمصالحة الوطنية وانطلاق الصحوات في اكثر من محافظة، وان نجاحها بحاجة الى ان ينظم مؤتمر يعبر عن المرحلة الجديدة .
اما جنان العبيدي عضو مجلس النواب فقد اشارت الى ان المؤتمر يعد استكمالا لجهود المصالحة الوطنية ومحاولة التقريب بين القوى السياسية على اختلاف انتماءاتها، موضحة ان المرحلة الحالية وبعدما تحقق نوع من الاستقرار الامني بحاجة الى استقرار سياسي يمهد الطريق امام العراق للانطلاق نحو البناء والاعمار، كما ان المصالحة والمكاشفة ستصب في مصلحة العملية السياسية ومعالجة بعض المشاكل التي تواجه البلاد، لافتا الى ان اغلب القوى السياسية حريصة على الوصول الى جو من المصالحة الوطنية، خاصة ان هذا الامر مطلب شعبي واسع.
اما نصير الجادرجي امين عام الحزب الوطني الديمقراطي فوصف انعقاد المؤتمر الثاني للمصالحة الوطنية بالمهرجان الذي جمع القوى السياسية المختلفة، قائلا: ان النتائج المثمرة للمصالحة تتم من خلال اللقاءات الثنائية والجانبية .واشار الجادرجي الى ان مبدأ المصالحة امر جيد اذا ما تم وفق اسس محددة لا تكون على حساب الشعب فالتنازلات مطـلوبة، ولكن لا تتم على حساب مصالح الاخرين، موضـحا ان الحزب الوطني الديمقراطي سـيقدم خلال الفترة المقبلة اراء محددة باتجـاه تحـقيق المصالحة الوطنية .
من ناحيته اكد زهير الفقير ممثل صالح المطلك رئيس الكتلة العربية للحوار الوطني، ان كتلته لم تقاطع مؤتمر المصالحة الوطنية، وان التصريحات التي صدرت من البعض لا تعبر عن رأي الكتلة . مشددا على "ان حضوره جاء للتأكيد على ان البقاء دون مصالحة وطنية لن يصل بالبلاد الى بر الامان كاشفا في الوقت نفسه عن مشاركة اطراف من خارج الحكومة ومن خارج العملية السياسية دون ان يفصح عن هوية المشاركين" .
ويؤكد الشيخ صباح الشمري رئيس مجلس اسناد صلاح الدين ان المؤتمر كان ناجحا في اهدافه الوطنية التي اجتمع من اجلها عشرات السياسيين والشخصيات العراقية المؤمنة بالمصالحة الوطنية بين جميع فئات الشعب .وقال: ان انسحاب بعض القوى من المؤتمر لا يخدم العملية السياسية فيبدو ان البعض يسير وراء مصالح معينة من اجل عدم بناء البلد الذي اصبح الان محط اطماع كثير من الدول، لافتا الى ان المؤتمر سيناقش عدة افكار تدفع من اجل ان تتضمنها التوصيات من خلال معالجة قضية المهجرين واعادتهم الى مناطق سكناهم، بالاضافة الى امن المحافظات وضم عناصر مجالس الاسناد والصحوة الى الاجهزة الامنية بغض النظر عن تحديد النسب وحسب الحاجة والتقييم .
ويشير بختيار امين وزير سابق وسياسي مستقل الى اهمية تحقيق المصالحة الوطنية بين العراقيين بدون نسيان القصاص من المتورطين بدماء الابرياء من العراقيين .
اما مستشار رئيس الوزراء لشؤون العشائر الدكتور عبود العيساوي فأكد مشاركة أغلب رؤساء مجالس الاسناد البالغة نحو 32 مجلساً بعموم البلاد في المؤتمر، خاصة رئيس مجلس الاسناد في الموصل فواز الجربا ورئيس اسناد شمال شرق بغداد الشيخ منذر الساكني وسعدون الكلابي رئيس اسناد جنوب بغداد واسناد تلعفر وشمال الصويرة وغيرها .وبين ان نحو 80 % من عناصر مجالس الاسناد سيتم دمجهم في الوزارات الخدمية حسب الشهادات، بالاضافة الى ان 20% منهم سيدمجون في القوى الامنية مع مراجعة قاعدة البيانات، موضحا ان المؤتمر سيبحث مسألة استيعاب مجالس الصحوة ضمن مجالس الاسناد التابعة للحكومة من اجل الاشراف عليها وتوفير مستلزماتها الضرورية
https://telegram.me/buratha