الأخبار

فَرِقْ تَسُد

1642 2020-06-30

جهاد النقاش ||   يعلم الجميع مقدار العداء الذي تكنه الولايات المتحدة للحشد، وهي تسعى بشتى الطرق إلى تطويقه وعزله ولو أمكنها حله والخلاص منه لفعلت. وقد مهدت لهذه الغاية وكشفت عن هذا الغرض بأساليب ناعمة أحيانا وخشنة في أحايين أخر، فالقصف المتكرر لقطعات الحشد طيلة حرب التحرير من د١عش بذريعة الخطأ، ثم القصف المتعمد لمخازن الحشد مع عدم تحمل المسؤولية، ثم القصف مع سبق الرصد والتعمد، مرورا باستهداف نائب رئيس الهيئة في حادثة المطار، واستمرارها بعد جريمة الاغتيال، كلها أفعال عدائية صريحة توضح هذه النوايا. وقد استمر ضغطها الناعم من جهة أخرى على السياسيين وصناع القرار في العراق بغية إلغاء الحشد وحله، لكن وقوف الناس خلف الحشد، وإيمانهم بحرصه وحبه للعراق شكل عقبة أمام تحقيق هذا الهدف؛ لذا لجأت إلى مسارات شعبية عبر عملائها وقنواتها ومدونيها، باستهداف وطنية الحشد والتشكيك بنزاهته وجهاده، فضلا عن تقسيمه بغية إضعافه، فكانت التقسيمات التي عملت الولايات المتحدة على ترسيخها في الشارع.  وهذه جملة من التقسيمات التي بثتها الولايات المتحدة في ذهن الشارع العراقي: ١- تقسيم الحشد إلى أفراد وقيادات. ٢- تقسيمه إلى مرجعي وولائي. ٣- تقسيمه إلى حشد سواتر ومكتبي. هذه التقسيمات أو الأقسام وإن كان بعضها بديهي، لكن اندكاكها في الكيان الحشدي، وإيمانها بالهدف الذي قام عليه الحشد، يجعل الجمهور غير ملتفت للتمايز بينها، بل يرى الجميع أعضاءً - وإن تباينت - في الجسد الحشدي الكبير. هذه الرؤية لا تخدم الولايات المتحدة، لذا تسعى بكل إمكاناتها إلى صب قوالب الفرقة، وتعريض جزءٍ من جسد الحشدِ إلى مبضع التوهين والتسقيط وسلب الاحترام، مع السماح للجزء الأضعف من جسد الحشد، الجزء غير القادر على الصمود في وجه المخطط الأمريكي بمفرده، أن يحتفظ بهامش من الاحترام ولو مؤقتا. في التقسيم أعلاه تجد الحملات مسلطة دوما على الجزء الآخر منه، مع التدرع بالجزء الأول، مع أن السواتر مثلا لا يمكن تحقيق النصر فيها بلا إدارة، كما أن الحسم لايمكن تحقيقه بالأفراد دون قيادة. لذا ينبغي الحذر الشديد والنظر بعين الريبة إلى كل دعوى تنطوي في إحدى مقدماتها على التقسيم أعلاه. نعم التقييم والنقد وفرز المسيئ عوامل تقوية وبناء للحشد مطلوبة ومرغوبة، سواء على البناء الشكلي الهيكلي للحشد، أو المضموني في الكوادر، لكن ما ينتهي بالنتيجة إلى ضعف واضح في الجسد الحشدي، وسلب قدرة المواجهة منه، لا يمكن للمنصف أن يحسن الظن به إطلاقا.

 

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك