علي الطويل
فاليقبلوا بالتفاوض سنجلس معهم فورا....التفاوض افضل لنا وافضل لهم ...لانريد الحرب مع ايران بل نريد التفاوض . جمل ترددت على لسان المسؤولين الامريكيين في اليومين الماضيين وبشكل يستجدي عملية التفاوض حيث يبدو ان الامور لاتسير وفق ماخطط له صناع السياسة الامريكية ، والذين يحكمهم هوس المال وحماية اسرائيل اكثر من مصلحة الشعب الامريكي ، فبعد اللهجة الحادة ومن اعلى سلطة للقرار في الولايات المتحدة الرئيس ترمب في الاسبوع الماضي والاعلان عن تحريك حاملة الطائرات الامريكية العملاقة الى الخليج ونبرة التعالي بمظهر المنتصر الذي يحكم العالم ، نرى ان الخطاب قد تغير بصورة مفاجئة وبشكل جذري ، فما الذي حدث ياترى؟
ان الذي يراقب بعناية طريقة تعامل القيادة الايرانية مع التصرفات الامريكية وعلى مدى اكثر من ثلاثة عقود لايتفاجأ بما يحدث ، فالايرانيين صناع لعلم السياسة والادارة ، ونضيف اليها خبرة عقود من الصراع السياسي مع الولايات المتحدة انتج هذا النفس الطويل والحكمة بالتصرف ، فاذا مااضفنا اليها رصانة وقوة النظام الاسلامي فاننا سنقف امام عملاق اداري وسياسي ثابت ومترسخ لايمكن ان يهزم ، هذا ببساطة واقع الحال الذي تعيشه الجمهورية الاسلامية في هذا الوقت ، وان امريكا ومن معها تدرك هذه الحقيقة وتعيها جيدا كما انها تدرك ان الحرب مع الجمهورية الاسلامية هي حرب خاسرة لاتجني منها الولايات المتحدة سوى الخسائر الفادحة في كل المستويات ، كما انها سوف تخسر ولامد طويل رصيدها المالي الذي تعتبره من احتياطاتها ، وهو دول الخليج السائرة في فلكها فالحرب ستكون وبال على هذه الدولة وبالتالي ستخسر مرتين ،
ان مظاهر القوة التي ابدتها الجمهورية الاسلامية في المجال العسكري والانتاج المتكرر لاحدث الاسلحة الاستراتيجية وكذلك استعراض هذه القوة امام الاعداء ، وماتصوير حاملة الطائرات الامريكية في عرض الخليج دون ان يكتشف ذلك من الجانب الامريكي الا بعد عرضها من قبل الحرس الثوري الا ابرز مظاهر هذه القوة خلال هذه الايام ، وكذلك الصمود الذي ابداها الشعب الايراني المعروف باصطفافه عند الشدائد وعند تعرض الوطن الى اخطار، بعد ان كانت واشنطن تراهن على انهيار الجبهة الداخلية الايرانية ، وحكمة القيادة الايرانية وعدم اتخاذ قرارات انفعالية كلها عوامل ساهمت في تراجع صناع السياسة الامريكية عن حدة الخطاب، واستدارت عجلة تصريحاتهم باتجاه التفاوض ولا غير التفاوض الثنائي مع الجمهورية الاسلامية.
ولكن هل ستقبل ايران بذلك ؟ فايران التي صمدت هذه الفترة الطويلة ولم تفرط بموقعها الثابت امام الولايات المتحدة ، اذ انها تكاد تكون الدولة الوحيدة في العالم تقف بوجه امريكا وتقول لا ، اشك كثيرا انها ستخضع للضغوط مهما اشتدت ، لان طهران اعلنت ومنذ فترة ليست بالقصيرة وعلى لسان جميع مسؤوليها ، من اعلى الهرم قائد الثورة الاسلامية الى رئيس الجمهورية ووزير الخارجية وغيرهم ان لاتفاوض مع الولايات المتحدة ، وقد اشتهرت لاءاتها الثلاث ، لاتفاوض مع الجانب الامريكي ، ولا تفاوض في ظل العقوبات الامريكية ، ولا مساومة على الحقوق السيادية للبلاد ، ونحن بصدد تحليل الصراع الامريكي مع الجمهورية الاسلامية ، قد نخالف الكثير في ان النتيجة الحتمية ستكون في صالح الجمهورية الاسلامية التي اثبتت جميع ميادين الصراع مع امريكا وان الاسباب التي توضحت في سياق هذه الكلمات كافية لدعم هذا الرأي ، ولكن البعض الذي ابهرته مظاهر القوة الفارغة للولايات المتحدة ، ان الامريكان امام حكمة القيادة وقوة ومنعة القوات المسلحة الايرانية والحرس الثوري ، ومن خلال التجارب الكثيرة في هذا الصراع الطويل فانهم ليسوا مؤهلين لصراع طويل وسيتخلون عن اهدافهم المعلنة وسيتراجعون كثيرا ، وستثبت الايام ذلك وان طالت قليلا
https://telegram.me/buratha