شدد وزير الخارجية ابراهيم الجعفري على ضرورة قيام منظمة التعاون الاسلامي بتبني مشروع لدعم العراق والدول الاسلامية التي تتعرض لهجمات ارهابية، فيما كشف الامين العام للمنظمة اياد أمين مدني عن طرح مبادرة للقادة العراقيين بعقد اجتماع في مكة المكرمة في السعودية لجمع الطوائف الدينية وحل الخلافات وتعزيز الوحدة".
وقال الجعفري في مؤتمر صحفي مشترك مع مدني عقد في العاصمة بغداد "بحثنا بشكل مفصل مع الامين العام للمنظمة ضرورة ان تتبنى المنظمة مشروعا لدعم اي دولة تتعرض للارهاب والان العراق يتعرض لهجوم ارهابي وهناك ضرر فادح فعلى المنظمة ان تبادر بالوقوف على هذه الظاهرة لاسعاف العراق واعطائه ما يستحقه من دعم وان توجه المنظمة رسالة الى انها لن تترك اي بلد يتعرض للتهديد وانما تدعمه ومن دون شك جاءت مساعدات لكنها لا تتناسب مع حجم التحديات".
ولفت الى ان "هجمة الارهاب التي يتعرض لها العراق والعالم الاسلامي هي الاشرس لاستباحته الدماء والحرمات وتمس السيادات وتأتي بافواج من المقاتلين من عشرات الدول التي تهدد ايضا بلدانهم فبدأت من سوريا وانتقلت الى العراق واليوم نراها تنتقل الى دول اوربية مثل فرنسا".
وأشار وزير الخارجية الى "التحرك الدولي ضد الارهاب وعقد مؤتمرات في جدة وباريس ونيويورك ولكن لا نقول ان التجاوب كان بحجم التحدي وعندما نطلب الدعم ليس من باب الترف لان العراق اليوم يقاتل نيابة عن العالم وهؤلاء جاءوا من بلدان من خارج العراق ويهددون ايضا بلدانهم".
وأضاف الجعفري ان "دور المنظمة مهم في تعزيز وحدة الصف وهناك مشتركات تجمع افرادها وهي كثيرة ونستطيع من خلالها مواجه التحديات الارهابية ونأمل ان يكون تحديا موسميا يذهب ادراج الرياح بمرور الزمن وان نواجه التحديات التي تريد شق وحدة الصف والكلمة".
واعرب الجعفري ان "تأخذ المنظمة الاسلامية دورها في الاستفادة من الثروات المتعددة التي حبى بها الله بها العالم الاسلامي حيث يملك ثلثا احتياطي النفط في العالم فضلا عن الكم السكاني والموقع الستراتيجي وكل هذه الاهداف وغيرها ملقاة على عاتق هذه المنظمة".
وأضاف ان "الجميع ينظر بانه حان الوقت الى ان يحترم العالم الاسلامي موقعه بين بلدان العالم ويتمتع بثرواته المادية والمعنوية من خلال القدرة العلمية وروح التعايش والاخوة بين ابناء المذاهب المختلفة ونتطلع الى مزيد من الزيارات للامين العام للمنظمة حتى نساهم ونعزز المصلحة للشعب العراقي".
من جانبه عد الامين العام لمنظمة التعاون الاسلامي اياد امين مدني زيارته للعراق واللقاء بالاطراف الدينية والسياسية بـ"الايجابية والمثمرة".
وقال مدني "زيارتنا للعراق كانت مفيدة للغاية وبعثت فينا التفاؤل والامل وستظل المنظمة في سياق ما يجمع كلمة دول الاعضاء الممتدة من جاكارتا شرقا والى السنغال غربا وما يجمع تلك الدول هو الهوية والثقافة المشتركة والقناعة الكبرى التي يمثلها الاسلام من العدالة والمساواة والاخوة".
وحول سؤاله عن سبب تفاؤله هذا على الرغم من عقد مؤتمرات دينية واسلامية على المستوى الاقليمي والدولي دون الخروج بنتائج تنعكس ابجابا لحد ما على الاوضاع في العراق أجاب مدني ان "الجديد في الامر هناك الارادة السياسية في العراق التي تتبلور وبوضوح بان خطر التناحر والفكر المتطرف هما من اهم التحديات التي نواجهها كمؤسسات وافراد وهي مسؤولية مشتركة والجميع يتحملها".
وأضاف "ما نراه في العراق هو وجود هذه الارداة السياسية التي هي مفتاح في كل قرار وتوجه نظري يتم الاتفاق عليه فان كل دعوة جديدة لابد ان تردفها هذه الارداة السياسية فهي المركب الذي نخرج به للعمل الواقعي كما ان هناك قناعة شعبية في ضرورة تجاوز هذه الازمة التي تهدد وجودنا وكياننا وثقافتنا وهذا ما يدفعنا في التفاؤل وما سيحدث سيتجاوز الامنيات وتكون خارطة عمل يتم تحقيقها على ارض الواقع".
وتابع ان "هذه الزيارة للعراق تأتي في سياق واجبات الامين العام للمنظمة في زيارة دول الاعضاء والاستماع للقيادات السياسية والانصات منها في كيفية عمل وأوليات المنظمة وتشكيل مستقبلها كما انها تتيح فرصة ثمينة لتعرف جهاز الامانة العامة للمنظمة للساحة المحلية وما يدور حولها من متغيرات".
واكد امين عام منظمة المؤتمر الاسلامي "اننا حرضنا على لقاء كل من يمثل وجهة نظر المشهد العراقي والتقينا برئيس الاساقفة المسيحيين لويس ساكو وبرئيس الوقف السني والشيعي والتقينا بالمرجع الديني الاعلى اية الله العظمى السيد علي السيستاني كما التقينا برئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني ورئيس حكومة الاقليم نيجيرفان والتقينا برئيس الجمهورية فؤاد معصوم ونائبه اسامة النجيفي ورئيس مجلس النواب سليم الجبوري ورئيس الوزراء حيدر العبادي ووزير الخارجية ابراهيم الجعفري".
وبين مدني ان "كل هذه اللقاءات اعطتنا الفرصة بان نستمع لتفاصيل الوضع في العراق وكيف تطور منذ 2003 واهم ما لمسناه من خلالها بان الجميع يشعرون بان العراق الان في لحظة تفاؤل ومنعطف يسير به لغاية منشودة في عراق قوي موحد متماسك يملك قراره وارادته الوطنية ويتسع لكل مكوناته في تحمل مسؤولياتها وتحصل ما لها من حقوق".
وأكد "لا شك ان ارادة الدول الاعضاء هي المواجهة والتصدي لخطر الارهاب كما ان موقف المنظمة وتوجهها هو التشديد على محاربة هذه الظاهرة وتفكيكها والانتصار عليها ولكن لابد من فهم سياقاتها فالسياق السياسي يفرز مثل هذه الظواهر كما ان البيئة الاجتماعية توفر المناخ المناسب لنمو مثل هذه الظاهرة وكذلك الجانب الاقتصادي الذي يسهم في انتشار مثل هذه الافكار".
ولفت الى "ضرورة الانتباه ايضا للجهات التي تستغل مثل هذه الحركات لتحقيق اجندات سياسية "مشددا على "ضرورة التصدي للارهاب ونحن في المنظمة الاسلامية نحن على قناعة تامة بان هذه التحديات الكبرى التي تواجههنا كتحدي لدول الاعضاء هناك ايضا تحدي مذهبي قد تنطلق منه خطابات طائفية".
وتابع "كما ان هناك تحد يواجه طلبة العلم وعلماء الامة فيجب ان لايكون هناك طريق لهذا الفكر المتطرف وان يدعي شرعية اسلامية وان لا يتكأ على اي مقولة او يدعي بانه يملك اي شرعية ولابد من التصدي لما يدعيه من انه فكر يعبر عن الاسلام باي صورة من الصور".
وكشف الامين العام لمنظمة المؤتمر الاسلامي اياد امين مدني عن طرحه مبادرة للقادة والمسؤوليين العراقين لعقد اجتماع يجمع الطوائف العراقية الدينية في مكة المكرمة في السعودية.
وبين مدني ان "المنظمة استضافت عام 2006 في مكة المكرمة اجتماعا بين علماء عراقيين من السنة والشيعة وانبثقت عنه وثيقة في غاية الاهمية ركزت على المشتركات ووضعها في المقدمة واليوم طرحنا على المسؤولين في العراق بان يكون هناك اجتماع اخر قد نسميه مكة/2 يكون في مكة المكرمة او في اي مكان اخر لتقريب وجمع الشمل وتقليل الفجوات وتجاوز ما يؤكد عليه البعض من اوجه الاختلاف فان ما يجمع المسلمين بطوائفهم ومذاهبهم واماكنهم التي تشكل واقعهم هو الاغلبية".
ولفت الى ان "منظمة التعاون الاسلامي وفي اجتماع قمة استثنائية عقدت في مكة المكرمة قبل اشهر اتخذت بالاجماع على مستوى القمة انشاء مركز للحوار بين المذاهب الاسلامية "مؤكدا ان "هذا المركز سيرى النور في القريب العاجل ويكون مقره في المدينة المنورة [في السعودية] لما تملكه من صفة تجمع الشمل وتنفتح لجميع المكونات".
وأكد مدني ان "المنظمة تعمل جاهدة على انشاء المنظمات وجمع القنوات التي توفر مثل هذه الفرص في اللقاء في طرح فكر يوحد ويجمع ويتجاوز هذه الخلافات حتى لايسمح للاختلاف والاقتتال الطائفي ان يكون سرطانا يأكل جسد الأمة من داخلها ونحن مع كل دعم لاي حوار وتقارب واخذ الدور الذي من شأنه ان يوحد الامة الاسلامية".
https://telegram.me/buratha