" الأخبار " ديالى من اياد البياتي - فيما ادناه رسالة استلمتها عبر البريد الالكتروني من صديق موثوق مازال صامدا في احدى بلدات محافظة ديالى , وهو على اطلاع واسع بمجريات الامور في مدن المحافظة , يورد فيها جزءا من الحقائق المرة التي لمسها هو شخصيا في الاونة الاخيرة عن الاساليب الخبيثة التي تسلكها القوات الامريكية المحتلة في مدن محافظة ديالى وتكشف زيف اداعاءاتها بمحاربة الارهاب والقاعدة كما يصرخون ليل نهار عبر وسائل الاعلام المحتكرة لصالحها ,وبالتاكيد هناك المئات من هذه القصص ,لكن الصديق اورد هذا الجزء على ان يوافينا بالكثير منها في الايام القادمة.
واننا اذ ننشرها أدناه دون اي تغيير فيها , سوى حذف عبارات الاشادة بعملنا الدؤوب كما يصفها الصديق وكذلك اسمه وعنوانه , نأمل من الجهات المعنية عدم المرور عليها مرور الكرام ,بل دراستها ومطابقتها وتمحيصها ثم اتخاذ قرارات مناسبة بشانها ,لاسيما دولة رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة والسادة وزراء الدفاع والداخلية ,ونستقبل تعليقات الاخوة القراء والمهتمين ,فضلا عن القصص المماثلة من ابناء محافظتنا المنكوبة على الايميل التالي ( aboaeu57@hotmail.com ).
الاخ الاستاذ اياد البياتي المحترم السلام عليكم وبعد هذه قصص ونماذج من اساليب القوات الامريكية المحتلة في مكافحة الارهاب في ديالى ,نرجو ايصالها الى الحكومة ومكتب اسناد ديالى ومجلس انقاذ ديالى الوطني ومجلس النواب العراقي والى كل من تعتقد بانه يستطيع تصحيح الاوضاع ,وعساها تعينك في اعداد تقرير صحفي على اقل تقدير مع تحياتي . المخلص ؟؟؟؟؟
من قصص مأساتنا في ديالى لنفترض منذ البداية ان ما سأرويه ، قصة من الخيال وليس من الواقع ، ولها الكثير من مثيلاتها في واقع عراقنا المحتل . تقول القصة ان ثمة مترجم او مقاول يعمل مع قوات المحتل تم تكليفه وفقا لصفقة تجارية بشراء 17 سيارة (خصوصي ) نوع (اوبل) , وعلى الرغم من ان هذا الرجل قد استغرب ان يطلب منه شراء هذا النوع من السيارات كونها لا تخدم جيش المحتل في أي مجال لكن اغراء الصفقة دفعه لاتمامها دون مزيد من الاسئلة . وبعد ان احضر السيارات قام بتسجيل ارقام اللوحات اما اوراق السنوية فقد فوجئ بأن الطرف الثاني لم يطلبها منه لذا احتفظ بها جميعا ، وبعد مرور بضعة ايام فوجئ باحدى تلك السيارات في كراج منزله ! وحين سأل عمن احضرها قال له اخوه لقد اعطاني الامير؟ هذه السيارة ، وعلى الرغم من علمه المسبق بأن اخوه يعمل مع مايسمى بتنظيم القاعدة الا انه لم يستوعب المفاجئة فتحدث مع اخيه بكل ماجرى وابرز له المستمسكات التي تثبت صحة روايته ، وهنا نشب عراك بين الاخوين واتهم كل منهما بالعمالة للمحتل سواء من طريق مباشر او غير مباشر ونتج عن العراك الذي استخدم فيه السلاح اصابة الاخ المترجم بطلق ناري في يده او ساقه ، وبعد ان هرب الاخ المترجم لجأ الى بعض الوجهاء من ابناء عشيرته وسرد عليهم القصة كاملة وابرز لهم الوثائق التي تثبت صحة روايته قام هؤلاء بقتل الاخ الثاني الذي يعمل مع ما يسمى بتنظيم القاعدة .
الى هنا انتهت القصة التي افترضنا منذ البداية انها قصة خيالية ، ومثلها هناك الكثير من القصص التي يتناقلها اهالي ديالى بشكل خاص فمثلا نحن نسمع عن خطة امن ديالى من عدة اشهر وقد تم تأجيل العمل بها لعدة مرات وكان اخرها التأجيل الذي حصل في يوم 15/6/2007 ويقال بأن السبب يعود الى عدم توفر قادة لهذه العمليات !! لكن هناك من يقول بأن هناك الكثير من القادة الذين يمتلكون المواصفات المطلوبة لكنهم يرفضون العمل وفقا لاسلوب المحتل بسبب وجود الكثير من القصص (الخيالية !!) عن الفخاخ التي ينصبها المحتل للقوات العراقية . ومن هذه القصص على سبيل المثال ان قوة مشتركة من قوات الحرس الوطني والامريكان قامت قبل شهرين تقريبا بعملية مداهمة لبعض الارهابيين الذين تمركزوا بين اشجار البساتين الكثيفة في المقدادية وبعد ان تمركزت قوات المحتل في منطقة آمنة طلبوا من قوات الحرس الدخول الى العمق لالقاء القبض على من اسموهم بالارهابيين مدعين بأنهم سيتمركزن في هذه النقطة للاسناد والدعم ولكن وبمجرد دخول القوات العراقية الى العمق انسحبت قوات المحتل واتت الطائرات لتضرب القوات العراقية ، وعلى اثرها قام اكثر من 600 فرد من تلك القوة العراقية بترك الخدمة ، وعلى الرغم من ان هؤلاء الذين تركوا الخدمة لم يعودوا اليها الى حد هذه اللحظة ولحق بهم آخرون الا اننا نفترض بأنه مجرد قصة خيالية لا اكثر .
ايضا يمكن ملاحظة ان الوضع الأمني تدهور خلال الاشهر القليلة الماضية بينما تنامت القصص (الخيالية) المشابهة لقصتنا هذه ويقال بأن من ضمن اسباب التدهور ان الكثير من الضباط قد ساءت العلاقة بينهم وبين قوات الاحتلال فلم يعد اغلبهم ينفذ الاوامر خوفا على البقية الباقية من جنوده او شرطته ، ووصل الامر الى حد المكاشفة بهذه الحقائق بين الطرفين ، في اجواء من التوتر والغضب ، لكن يبدو ان الخاسر الأكبر في هذه المعادلة الصعبة هو المواطن الذي لم يعد يجد طريقة للتغلب على هذا الواقع المجنون سوى بتبادل القصص (الخيالية) والا كيف يعقل ان تكون امريكا العدو الاكبر للارهاب هي الراعي الاكبر له ؟ وماهي مصلحتها في الابقاء على هذه الموازنة القلقة ، وهل حقا بأن بقاء الوضع على ماهو عليه الان هو الضمان الوحيد لبقائها في العراق ؟! .
https://telegram.me/buratha