رياض غازي احمد، شاب من مواليد 1982 أنهى دراسته الاولى في احدى قرى بلدة الوجيهية التابعة لمدينة المقدادية والتحق بمعهد المعلمين المركزي في مدينة بعقوبة ليتخرج معلما يساهم في اشاعة النور بين ابناء قريته فضلا عن مهنة الزراعة التي ورثها عن اسرته، الا ان هذا الامر بالتأكيد لا يروق للمجرمين الأفاقين من ابناء البعثوهابية وابنتهم غير الشرعية دولة العراق الاسلامية.
في ظهيرة يوم قائض من ايام شهر آب (5/8/2006) رجع رياض من بستان اهله، فاستغل وجود الكهرباء ليأخذ قيلولة قصيرة تذهب عنه تعب النهار فخلد الى النوم حتى دون أن يتناول غذاءه خشية انقطاع الكهرباء..
كان رياض تعبا جدا في ذلك النهار، وما ان وضع رأسه على المخدة حتى ذهب في نوم عميق، وجاء ابنه الوحيد كي ينام في احضانه ،الا ان زوجته سحبته كي لا يزعج الاب التعبان وكانت العائلة في باحة الدار منشغلة في امورها اليومية ولم يدر في بالهم ان المجرمين من البعثوهابية قد تسللوا خفية من الطرف الاخر للمنزل مستصحبين معهم مستلزمات الموت والفناء كعادتهم منذ 1963.
دقائق قصيرة واطبقت سماء المنزل على الارض وهوت الغرفة التي ينام فيها رياض عليه، لم تعرف العائلة ما حدث، الا انهم اسرعوا الى الغرفة المهدمة فشاهدوا النيران والادخنة تتصاعد، بشكل او اخر نجحوا في اطفاء الحرائق وانتشلوا رياض من تحت الانقاض، ولكن اي رياض هذا الذي انتشلوه؟ ابنهم الشاب المليء حيوية ونشاطا اصبح جزءا من الانقاض ، واجزاء مقطعة حالها حال الامتعة والاغراض والعفش المحترقة، ولكن ما الذي حدث؟ لا احد من العائلة يدري، الان ان الجيران الذين اسرعوا الى النجدة اخبروهم بان شابا ملثما خرج من الساحة الخلفية لمنزلهم مسرعا وامتطى دراجة نارية كانت تنتظره وتوارى عن الانظار سريعا.
اسرعت العائلة الى نقل ابنهم الى مستشفى بعقوبة (حوالي 20 كم عن بلدتهم الوجيهية)، ولكن اي مستشفى؟ فالارهابيون يسيطرون على الطرق الخارجية المؤدية اليها فضلا عن ان المخلصين والحريصين من ملاكاتها تم تهجيرهم، فمن الذي يهتم برياض، قررت العائلة نقله الى بغداد رغم صعوبة الموقف والنزيف المستمر، العناية الربانية شاءت ان يصل رياض الى احد مستشفيات مدينة الصدر وفيه رمق من الحياة، اسرع الاطباء ومساعدوهم الى انقاذ ما يمكن انقاذه، ادخلوه الى صالة العمليات فورا، اخرجوا مئات الشظايا من جسده، اوقفوا النزيف وبدأ البتر الاضطراري لما قطع من جسده، ساعات طويلة قضاها رياض في صالة العمليات بينما كان الانتظار والترقب يقتل زوجته وامه، وخرج الطبيب الجراح من الصالة يبشر العائلة بان رياض استجاب للعملية وانه حي يرزق الا انه لن يعود كما كان، سجدت العائلة لله الف سجدة ،(انها ضريبة الولاء ويجب ان ندفعها) قالتها ام رياض للطبيب المعالج.
وبعد فترة علاج وتضميد استغرقت اكثر من شهر ترك رياض المستشفى وخرج ولكن على كرسي للمعوقين وبتر في مفصل اليد اليسرى والرجل الايسر وكسور في الرجل الايمن وفقد للبصر والسمع تماما.
هل انتهت المأساة الى هنا؟ كلا لم تنته، وانما بدأت الصفحة الاخرى التي كانت اكثر ايلاما وقساوة، فقد شرع التكفيريون بالحملة الشاملة للتقتيل والتهجير!! ولان اسرة رياض هي من الاسر الصفوية والرافضة حسب وصف التكفيريين لها، فعليها اما مواجهة الموت مرة اخرى او الهجرة الى ارض الله الواسعة! ولكن هل ما زالت ارض الله واسعة فعلا!!!! (وين نروح رياض، حتى فلوس الكروة ما عندنا، نروح للمحافظ فهو ابن ولايتنا، بلجي يشوفلنا جاره) قالتها زوجته بحرقة ترافقها دموع مسالة على وجنتيها!!! رفض رياض هذا الطرح تماما مشيرا الى انه سيذهب الى مدينة الغرباء والشهادة، الى كربلاء المقدسة، ولكن هل انتهت مشكلة رياض في كربلاء؟
كلا بالتاكيد، يقول رياض "منذ 4 اشهر ولم استلم راتبي لانه ببساطة في مديرية تربية ديالى، وانا لا امتلك همرا! لذلك لا استطيع الوصول الى ديالى، ثم اني اسكن في بيت من التنك في منطقة تسميها ادارة محافظة كربلاء بالمتجاوزين على ارض الدولة!!! تصوروا انا الذي تعوقت من اجل هذه الدولة، وانا الذي تم الاستيلاء على داره وبستانه، امسيت متجاوزا على الدولة واراضيها، ترى هل انا من الواق واق؟ هل الخلل فيّ ام في هذه الدولة؟ ام في ملاكاتها؟ ترى هل بامكانك ان توصل صوتي هذا الى اولي الامر؟
محمد العزاوي ـ مكتب الاعلام المركزي للاتحاد الوطني الكوردستاني
https://telegram.me/buratha