اولاً: نجاحه في تعبئة العراقيين في مواجهة النظام
ثانياً : تحقق شيء كبير في التشكيلات العسكرية والجهادية في مقارعة النظام
ثالثاً : حصول المجلس الاعلى على اعتراف وعلاقات واسعة مع الدول الاقليمية ودولية
رابعاً : ومن الامتيازات المهمة ، تحقيق تحالفات سياسية وطنية كبرى واسعة
خامساً : والبدء ببناء العراق الجديد ، والتحليل الدقيق للاوضاع واسباب عدم الاستقرار في العراق
سادساً : بناء كوادر وخبراء من مؤسسات مختلفة سواءاً كانت اجتماعية او علمية او عسكرية وغيرها .
كما تضمنت كلمة سماحته الكثير من المضامين الهامة التي تسلط الضوء على حركة المجلس الاعلى والاوضاع العامة في البلاد وسبل النهوض بالمهام والتكاليف
وفيما يلي نص الحديث :
اوله مسكوالصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى اله الطيبين الطاهرين واللعن الدائم على اعدائهم اجمعين من الاولين والاخرين الى قيام يوم الدين .
في البداية لابد لنا جميعاً ان نذكر المجموعة الطيبة المجاهده والعزيزة من اخواننا الذين فارقونا وسبقونا وارتحلوا وهم ثلة من الاخوة الذين كانوا معنا في الدورة الثامنة وهم سماحة السيد محمد باقر الحكيم ، والسيد نوري الصواف والسيد الصافي والاستاذ الفاضل الشهيد علي العضاض والاخ المجاهد الفاضل العزيز وائل عبد الوهاب والمجاهد ابو ميثم الصادقي والمجاهد عزيز مجيد عبد علي الجياشي (الحاج ابو ايوب) والاخ الفاضل المجاهد محمد جواد الزبيدي وسماحة ابو حيدر الشوكي والاخ سماحة حجة الاسلام والمسلمين الشيخ حسين البشيري وسماحة حجة الاسلام والمسلمين المجاهد والمناضل الشيخ محسن الحسني ( رضوان الله تعالى عليهم جميعاً ) نقرأ على ارواحهم الطاهرة سورة الفاتحة تسبقها الصلاة على محمد وال محمد )
اللهم كن لوليك الحجة بن الحسن صلواتك عليه وعلى ابائه في هذه الساعة وفي كل ساعة ولياً وحافظاً وقائداً وناصر ودليلاً وعيناً حتى تسكنه ارضك طوعاً وتمكنه فيها طويلاً .
(ربنا افرغ علينا صبراً وثبت اقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين ربنا لاتؤاخذنا ان نسينا او اخطانا ، ربنا ولاتحمل علينا اصراً كما حملته على الذين من قبلنا ، ربنا ولاتحملنا ما لا طاقة لنا به واعفوا عنا واغفر لنا وارحمنا انت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين) .
تحية وثناءالسلام عليكم ايتها الاخوات وايها الاخوة الاعزاء ورحمة الله وبركاته ارحب بكم اشد ترحيب ، واقوى ترحيب ، على موقفكم ، انتم اعضاء الهيئة العامة للمجلس الاعلى ، في الدورة التاسعة ، واشكر ، واعتز وافتخر بشجاعتكم ، وعزيمتكم وقوتكم وايمانكم واصراركم على ان يعقد هذا الاجتماع التاريخي في العراق وفي بغداد وفي مثل هذه الظروف ، ولاننسى هذا الموقف لانه موقف تحدي وموقف ايماني للمواصلة على الطريق ، واسال الله سبحانه وتعالى بمنه وكرمه ولطفه ان يتقبل منا ومنكم وان يرحمنا جميعاً . ونحن نتواجد في بغداد ونشترك في هذه الدورة والتي حملت اسم ( دورة شهيد المحراب ) ، السيد محمد باقر الحكيم ، والذي كان حاضراً في الدورة الثامنة ، كان حاضراً ومتواجداً ، وفاعلاً ، وهذا اول اجتماع ، نراه خالياً من وجود شهيد المحراب السيد الحكيم ( رضوان الله تعالى عليه ) وبالخصوص ان هذا الاجتماع يعقد في يوم مقدمه الى العراق ، في يوم 10/5 هذا اليوم التاريخي ، لكن الذي يخفف الخطب والالم والحزن ان هذه المجموعة الطيبة من الاساتذة والعلماء والكادر النسائي المتقدم ، اجتمعوا اليوم ليجددوا العزم على الاستمرار في هذا الطريق ، طريق شهيد المحراب السيد الحكيم ، وليعلنوا وفائهم للسيد له وللخط والمباديء التي سار عليها ، ولذلك فاني اتوقع ولا استبعد ان يكون روح السيد الحكيم حاضرة معنا ومعكم ، لارتباطه بهذا المشروع التاريخي ، والمشروع الجوهري ، والمهم " ولاتحسبن الذين قتلوا في سبيل الله امواتاً بل احياء عند ربهم يرزقون "
ايها الاعزاء
وقفة مع التاريخ
نقف اليوم في عام 2007 في بغداد ، وفي الدورة التاسعة للمجلس الاعلى ولو رجعنا الى الوراء الى تاريخ 29/7/1982 ، الى المؤتمر الذي عقده المجلس الاعلى في دورته الاولى في المهجر ، وكان انذاك عدد الاعضاء سبعة عشر عضواً ، والمجلس الاعلى حينما تشكل كانت هناك حاجة ملحة بل شديدة الالحاح لتشكيل المجلس الاعلى ، وتتلخص هذه الحاجة في سد الفراغ القيادي الذي يعد الهدف الاساس من تشكيل المجلس الاعلى وكما هو معروف فان هناك حركة قوية ، قام بها ابناء الشعب العراقي يتقدمهم المراجع والعلماء ، وانا اؤرخ من محطة دخول الانكليز الى العراق في عام 1914 – 1917 ، حينما توجه المراجع كالسيد الحبوبي والسيد الحيدري والشيخ الخالصي من الذين اشتركوا في جبهة القرنة وقاموا بمواجهة الانكليز ، وبعد ثلاث سنوات تمركز الانكليز في هذه المنطقة أي القرنة والشعيبة وبعد مرور اكثر من سنتين من القتال ضد الانكليز من قبل العراقيين تم احتلال العراق ، وبعد ذلك حصلت عمليات رفض واسعة انتهت بثورة العشرين ، وبتداعيات ثورة العشرين ، ومانتج عن هذه الثورة وما اعلن بعد ذلك من معادلة ظالمة خيبت امال الثوار والمراجع والمتصدين هذه المعادلة الظالمة التي حكمت العراق لاكثر من ثمانين سنة ، والتي تتلخص في ان يُحكم العراق بمنهج الدكتاتورية المعتمدة على سياسة الاضطهاد القومي والطائفي ، وكان بعد ذلك من التداعيات الاخرى تسفير المراجع والعلماء ، ورجوع البعض منهم الى العراق مع اعطاء تعهد بعدم التدخل في القضايا السياسية ، فاصبحت الامور في حالة من التراجع حتى مرجعية الامام الحكيم والتي بدت فيها الظروف اكثر ملائمة للتصدي وبالفعل تصدى وانتج ذلك بروز الكثير من التشكيلات وفي مقدمتها حزب الدعوة الإسلامية وانتعاش الحركات الثقافية والمحافل الاخرى واستمرت هذه الحركات حين تسلط البعثيين ، وقد واجه الامام الحكيم البعثيين ، ثم انتقل الى رحمة الله في عام 1970 ، وبفقدانه حصل نوع من انواع الانتكاسه
استئناف العمل الجهاديتصدي اية الله العظمى مفجر الثورة الاسلامية في العراق الشهيد السعيد السيد محمد باقر الصدر ( قده ) . وهنا تحقق شيء مهم كان الكثير من العراقيين في انتظاره ، وبدأ الشعب العراقي يتحرك ، ولكن النظام سارع ، باعتقال الشهيد الصدر ليفصل بين الجماهير وقيادتها ، وقد قرر الشهيد الصدر ان يتغلب على النظام ليفك هذا الحصار الذي فرضه النظام البائد ، وتركيز مشروع القيادة النائية والتي خلاصتها ان يتصدى مجموعة من الاشخاص المعتمدين ، وان يتحملوا مسؤولية العمل ، حتى وان كان الشهيد الصدر في حجزه ، لكن قبل ان تفعل هذه الفكرة وبعد ان خضعت الى مناقشات طويلة استشهد السيد الصدر ، فحصل الفراغ القيادي فكانت هذه اكبر قضية واجهناها وواجهها معنا الشعب العراقي ،
مواصلة العمل الجهادي
بدات اجتماعات ولقاءات مفصلة (يتذكرها الاخوة الاعزاء) ، وقد طرحت مجموعة من المشاريع لسد هذا الفراغ وقبلها كانت جماعة العلماء المجاهدين في العراق التي جاءت بعد ان كان هناك طرح لفكرة الجيش الثوري ، والكيان السياسي التابع له ومكتب الثورة الاسلامية وبعد جهود مضنية من قبل القوى السياسية التي كانت موجودة انذاك في الساحة تم تشكيل المجلس الاعلى وبعد ان حصل التوافق بتاريخ 28/7/1982 تصدى النفر القليل من القياديين للعمل ، وشكل المجلس الاعلى واعلن عنه في 17/11 1982 وقبل فترة الاعلان كانت هناك ابحاث تفصيلية ، لوضع النظام السياسي والدستور والاتفاق على المبادئ ، وهذا من المسائل المهمة ، وفي ابان تأسيسه كان يضم مجموعة من الاوصاف ، كونه كيان سياسي قيادي لحركة الشعب العراقي ولسد الفراغ ، وهو يضم تشكيلات سياسية من احزاب ، كما ويضم ايضاً شخصيات مستقلة ، وكان اعتماده في الدرجة الاولى على الله سبحانه وتعالى وعلى الشعب العراقي في عملية التغيير ولم يكن اعتماده على قوى خارجية شرقية او غربية ، وكان لتحركه هدفين اساسين هما الاول ازالة النظام ، و الثاني اقامة حكم يرتكز على ارادة الشعب العراقي ، وهذه المعادلة الجديدة التي حصل السعي من اجل تنفيذها بعد ان سقط النظام الصدامي ، كما ان هناك مجموعة من المباديء وفي مقدمتها الموقع المتميز للمرجعية الدينية ، والحوزة العلمية ، وان يكون هناك الكثير من الانسجام والتفاعل مع المرجعية الدينية ومن اهم امتيازات هذا التفاعل هو القبول بكل ما تامر به المرجعية ، وقد كان هذا النفس على طول الخط ، كما كان من امتيازاته المهمة ايضاً ايمانه بالمواجهة المسلحة وهذا يتجلى بوجود الكيان الجهادي ، او الجناح العسكري الذي كان يتحرك باتجاه موازٍ للجناح السياسي الذي كان تشكيله في العراق قبل استشهاد السيد محمد باقر الصدر ( قده ) وقد جاء ذلك نتيجة الفتوى المعروفة للشهيد الصدر ، التي ادخل فيها ولاول مرة اتباع ال البيت ( ع ) في المواجهة المسلحة ، واعتبر الدفاع واجب من الواجبات الكفائية ، وقد كان من ابرز هذه التشكيلات العسكرية ما يصطلح عليه – فيلق بدر – وبعد ذلك انشات الكثير من الحركات المهتمة بمقارعة النظام مثل حركة حزب الله وحركة سيد الشهداء .
وكانت الرؤية السياسية للمجلس الاعلى تؤمن بضرورة التحرك اقليمياً ودولياً من اجل التعريف بمظلومية الشعب العراقي ، والسعي لايجاد موقف مساند وداعم لهذا الشعب ، ومن امتيازات المجلس الاعلى ايضا ، القيادة العلمائية لهذا المجلس الذي مضى على تأسيسه حوالي ربع قرن من قبل المرتبطين بالشهيد الصدر ( رض ) ، ومن اميتازاته كذلك العمل المؤسساتي ، هيئة عامة ، وشورى مركزية ، وكان لشهيد المحراب ( قده ) دور اساسي ورئيسي ومفصلي في اصل التشكيل وفي بقاء هذا المشروع و تحمل من اجله الكثير من المعاناة من الاصدقاء قبل الاعداء ، ولكن كان هناك شيء اهم منطلقاً من التكليف الشرعي ، وقد تحمل كل هذه الصعاب من اجل الاستمرار وتحقيق الاهداف المرسومة ، وقد اصبحت للمجلس الاعلى قاعدة جماهيرية واسعة ، وهي القاعدة الاولى من نوعها من حيث السعة والشمولية والتلون ، ثم تمكن المجلس من التعبئة العالية للامة العراقية وبكل مكوناتها وبعد ذلك بدأ يحركة اقليمية ودولية واسعة ، وقد ادى هذا الى تقدم هذا المشروع ، وان يحقق الكثير من الاهداف ، المرحلية على الاقل والتي من خلالها تمكن من تحقيق الاهداف الاستراتيجية واذا اردنا ان نتطرق لها بشكل سريع
النجاح تلو النجاح
اولاً: نجاحه في تعبئة العراقيين في مواجهة النظام ، والتحرك والعمل من اجل الحلاص من النظام ، وكان احد اهم الارقام ما حدث في مثل هذا اليوم بدخول السيد الحكيم الى العراق ، والذي كان البعض يقول انه لاتوجد قاعدة للمجلس الاعلى ، ولكن الاستقبال الجماهيري المليوني قد بدد هذه التخرصات .
ثانياً : تحقق شيء كبير في التشكيلات العسكرية والجهادية ما يصطلح عليه سابقا فيلق بدر الظافر والذي تحول الى امل حقيقي للعراقيين ، والذي تحمل مسؤوليات كبيرة في نصرة الشعب العراقي .
ثالثاً : حصول المجلس الاعلى على اعتراف وعلاقات واسعة مع دول الاقليم والعالم ، ولاول مرة يكون هناك اعتراف بخطه السياسي والاسلامي وبهذا المستوى .
رابعاً : ومن الامتيازات المهمة ، تحقيق تحالفات سياسية وطنية كبرى و واسعة ، كان لها دور اساسي ومهم في القضاء على النظام الصدامي .
خامساً : البدء ببناء العراق الجديد ، والتحليل الدقيق للاوضاع واسباب عدم الاستقرار في العراق وهذه المحورية الاستراتيجية التي بحثت كثيرا في بدايات التحرك بعد ان قرأت المعادلة الظالمة التي حكمت العراق وصنعت المعادلة الجديدة التي يمكن ان تحكم من خلالها البلاد .
سادساً : بناء كوادر وخبراء من مؤسسات مختلفة سواءاً كانت اجتماعية او علمية او عسكرية وغيرها .
هذه المسائل التي انجزها المجلس الاعلى والتي ساهمت مساهمة فعالة في سقوط النظام الذي لم يسقط وفق التصور الذي كان يتبناه المجلس الاعلى ، فالمجلس الاعلى لم يكن يريد ان تأتي امريكا وتسقط النظام ، وانما كان يريد ان يسقط النظام العراقي من قبل العراقيين ، وتحميل المجتمع الدولي مسؤولية الدعم والاسناد ، والعراقيون هم الذي يجب ان يتحملوا مسؤولية اسقاط النظام وقد تم تأكيد هذا الامر في واشنطن ومؤتمرات لندن ومؤتمر صلاح الدين وغيرها من الاجتماعات الاخرى . ولكن سقط النظام من خلال العملية العسكرية المعروفة التي ادت الى احتلال العراق .
وقد قام المجلس الاعلى بالتحرك على مجموعة من الخطوط بعد سقوط النظام ، وقام بدفع العدد الممكن من الكادر للتواجد في داخل العراق وبشتى الطرق والوسائل ، كحركة دخول العلماء ، والبدريين ، والسياسيين ، والوجهاء ،
مراجعة وتطوير
تم تحديد الخطط السياسية والاحداث المرحلية المنسجمة مع الاهداف الكلية ، وكيف نتعامل مع قوى الاحتلال ، وتم اعادة النظر في اساليب العمل ، و في مجال التنظيم والتعبئة ، والنظام الداخلي للمجلس والهيئة العامة والعلاقات الرئيسية الموجودة في داخل هذا التيار ، التي اعدها وساعد في تشخيصها الى حد كبير شهيد المحراب ( قده ) .
كما كان الشروع في تأسيس التشكيلات الاساسية للمجلس الاعلى ، في مختلف مناطق العراق واقامة العلاقات مع مكونات المجتمع العراقي ، وفي مقدمتها العلاقات المتميزة مع المرجعية الدينية ومرجعية النجف الاشرف وبالخصوص سماحة اية الله العظمى السيد السيستاني ( ادام الله وجوده )
كما قام المجلس الاعلى بتعيين الثوابت مع القوى السياسية المختلفة والتي سبق وان تحالفنا معها ، او التي دخلت العملية السياسية والتحالف معها من اجل بناء مشروع العراق الجديد ، وبناء المعادلة الجديدة للحكم ، وتحديد الاهداف والمباديء التي من المفروض ان يتبناها الشعب العراقي ، ومن ينظر الى خطابات شهيد المحراب سيرى بوضوح انه كان يؤكد على ان الشعب العراقي هو المرجعية الحقيقية للتحرك في الساحة ، والتأكيد على الانتخابات والشعائر الدينية ، والاعمار وغيرها من القضايا الاخرى .
حدث الجمعة الدامية ووقوف المجاهدين
وامام تلك الظروف الصعبة ، ونحن في خضم الحركة من اجل تحقيق هذه الاهداف التي تمت الاشارة اليها ، وقعت فاجعة النجف الدامية التي راح ضحيتها اية الله العظمى السيد محمد باقر الحكيم ( قده ) مع عدد كبير من المصلين ، فكانت تلك الظروف من اصعب الظروف التي مرت بنا وقد افتقدناه في الوقت الذي كنا في اشد الحاجة اليه ، وهنا لابد ان نذكر الدور التأريخي والعظيم للاخوة في المجلس الاعلى ولاعضاء الشورى المركزية ، والكادر المتقدم ، وللمسؤولين في مختلف المناطق ، وهذا التصدي الذي ياتي من قبل الاخوة في هذه المجموعة الطيبة المخلصة ، في كل محاقظات العراق وفي المركز اصروا على ان يستمروا .. ويستمروا على خط شهيد المحراب السيد الحكيم ( قده ) ، وان يبقوا اوفياء له لتحقيق اهدافه المقدسة تلك الاهداف التي آمن بها الشعب العراقي و التي ضحى من اجلها وعلى مدى ربع قرن واثبت بذلك عمله من اجل العراق ، والحمد لله فقد حصل تقدم كبير ، وكانت العناية الربانية ، واللطف الالهي والتسديد الالهي ، والنصر الالهي ، فهذه القضايا لايمكن ان نسهو عنها ، وهذا التوفيق والتسديد الالهي مكننا ومكن الاخوة في المجلس الاعلى بان يكون لهم دور كبير في رسم المعادلة الجديدة ولازالت مخلفات المعادلة السابقة ، وهذا الشيء من اعظم ما تحقق في المرحلة الماضية بعد معاناة وتضحيات الى جانب الاستعداد للتضحية في ظروف في غاية الصعوبة
ترسيخ دعائم المعادلة الجديدة
تم تثبيت حق الانتخابات هذا الحق الاساسي للشعب العراقي ، والشعب هو الذي يجب ان يتحمل الانتخاب ونحن يجب علينا ان نقبل بما يقرره هذا الشعب ، ومن ثم تحديد العملية السياسية في خطواتها العشرة التي حددت في قانون ادارة الدولة للمرحلة الانتقالية ، والذي وقف الكثيرون منه موقف المعادي ، ولاقى الكثير من الاعتراضات ، وهذه الخطوات هي التي تكفل وتضمن حقوق الكثير من العراقيين وخصوصاً الاغلبيه ، والقضية الاخرى قضية الدستور هذا الشيء العظيم .
الاهتمام الدائم بالتطوير
تم فتح الكثير من المكاتب وايجاد الكثير من التشكيلات للعمل من اجل ايجاد الوحدة التي كان ينادي بها شهيد المحراب من خلال تحقيق الائتلاف العراقي الموحد ، ووجود المساعي الكثيرة لتقوية العلاقة بين مختلف طبقات الشعب العراقي ، ومدى ايمان الشعب العراقي بانتخابات مجالس المحافظات ، وتكوين ودعم وترشيد المؤسسات الاساسية لتيار شهيد المحراب ( قدس) ، وتحقيق التحالفات الوطنية الكبرى ، كالتحالف الذي حصل مع الاخوة الاكراد ولولا هذا التحالف لم يكن بالامكان بناء هذه المعادلة والسعي لاقامة العلاقات القوية مع المجتمع الدولي والدول الاقليمية والاسلامية ، والانتخابات التي اسفرت عن تكوين مجالس المحافظات ومجلس النواب .
تحديات وحلول
واليوم وصلنا الى هذه المرحلة ، ونحن نلتقي في مثل هذا الظرف الحساس ونواجه تحديات واعداء ، تتطلب منا المزيد من التضحية ، وعلينا التشخيص الدقيق لطبيعة المعركة ، فالمعركة اليوم ليست بين السنة والشيعة كما يسعى البعض تصويرها بهذه الصورة ولا بين العرب والاكراد ، ولابين التركمان ولابين مكونات الشعب العراقي ، المعركة اليوم بالاساس بين من يريد ان تحكم المعادلة السابقة التي كانت تحكم العراق لتعود من جديد . ونحن نريد ان يحكم العراق على اساس المعادلة الجديدة المنبثقة من ارادة الشعب العراقي ، هذه هي المعركة الرئيسية ، والتي اعلنتها المجاميع الصدامية والتكفيرية حين اعلنت حرب الابادة على اتباع اهل البيت ( ع ) وانتم تسمعون وكل العالم يسمع بعمليات الذبح المستمرة ، وعلى كل حال لابد لنا ان نتهيأ ، وان نستمر في صمودنا ، واستعدادنا للتضحية ، ، وهناك تحدي اخر من قوى غير مؤمنة بالعملية السياسية للاستفادة من الظرف الذي يعيشه العراق ، ومن التحديات الاخرى حالات السرقة والقتل هذه الامور ممكن ان نعبر عنها بمجمل العناوين ، التي يمكن ان نتحدث بها كعنواين منفردة لوضع العلاج المناسب لها .
آخره مسك
ايها الاخوة الاعزاء .... ايها الاحبة ...
المسؤولية الملقاة على عاتقنا ، مسؤولية تأريخية و دينية و اخلاقية ضحى من اجل تحقيقها عشرات الالاف ، ودفع ثمنها الملايين من العراقيين طيلة الفترة السابقة والان نحن نواجه تحديات كثيرة في مقدمتها التحدي الامني والتحدي الاخر هو بناء العراق الجديد . واليوم هناك تقدم على المستوى الامني ، وتحرك على مستوى العشائر ، ومستوى مؤتمرات اخواننا اهل السنة ، والتحركات التي يقوم بها المجلس الاعلى على هذا المستوى ، وهناك ايضاً بعض الاحزاب السياسية العراقية والتي لها موقف واضح من الارهاب والقاعدة بالدرجة الاولى والمجموعات الصدامية ، ونحن نعمل على حماية هذه الحكومة التي تمتلك قاعدة مليونية ، ونحن ايضاً نعيش مرحلة خطيرة وخصوصاً في الاشهر القليلة القادمة ، ابتداءاً من هذه الايام وحتى نهاية السنة ، فعلينا ان نثبت لكي نتقدم الى الامام ، ولدينا اهداف كثيرة وخصوصاً في السنة القادمة وفي مقدمتها تحقيق الفدرالية ، لانها الضمان لمستقبل العراق، وفي هذه المرحلة ياتي هذا الاجتماع العظيم والتأريخي ، والذي اتوقع له ان يكون من اللحظات التاريخية . وهنا لابد لي أن اشكر جميع الجهود التي انتجت هذا الجمع المبارك ليتحمل المسؤولية ويتقدم الى الامام ، واسال الله سبحانه وتعالى ان يرعاكم وان يتقبل منكم وان يعيننا جميعاً على اداء التكليف الشرعي وان يجعلنا من الاوفياء لكل الشهداء وفي مقدمتهم شهيد المحراب السيد الحكيم ( رض ) رحم الله شهدائنا الابرار في العراق والشهيد السعيد آية الله العظمى السيد محمد باقر الصدر مفجر الثورة الاسلامية وان نذكر اخونا الشهيد السعيد عز الدين سليم .والذي كان معنا في سبع دورات في المجلس الاعلى والذي تحمل اعباء المسؤولية حتى سقط شهيداً في سبيل الله ، اسال الله ان يرحمهم جميعاً واسال الله ان يحفظكم وان يرعاكم ، ويحفظ مرجعيتنا الدينية لاسيما آية الله العظمى السيد علي السيستاني ( ادام الله وجوده الشريف ) .
https://telegram.me/buratha