اكد السيد عمار الحكيم رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي ان العراق في تاريخه الطويل لم يشهد حروبا واحتقانات طائفية ودينية وقومية ، مضيفا في كلمته التي القاها في جامع الإمام علي بن ابي طالب ( ع ) بمنطقة الداموك في محافظة واسط عصر الجمعة 29-4-2011 ، ان الاحتقانات او الحساسيات التي حصلت في الفترة الماضية كانت بفعل أجندة خارجية بعيدة عن مصالح العراقيين وسياقات العمل المالوفة في التعاطي بينهم .
واشار سماحته الى أن الألفة والمحبة والمودة هي الأساس في علاقة مكونات الشعب العراقي على مر التاريخ وهي كذلك اليوم ، بعد أن عرف العراقيون طبيعة المؤامرة التي حيكت ضدهم من قبل أعداء العراق .
وبيّن سماحته ان النسيج العشائري العراقي يضم الطوائف المتعددة التي ترتبط فيما بينها بعلاقات التصاهر والتزواج والمصالح المشتركة ، وتسكن المحافظات والمناطق المختلفة وهي تمثل باقة الورد المتعددة الألوان والروائح الطيبة , مشددا على روح التكاتف والانسجام بين كافة مكونات الشعب العراقي ما يمثل نقطة قوة كبيرة في ترسيخ روح المواطنة الحقيقية بينها .
وفي هذا السياق دعا سماحته أبناء الشعب العراقي لان يكونوا يداً واحدة و أن يشعر الجميع أنهم أمام فرص متكافئة في الحقوق والواجبات وفي فرص الحياة الأخرى ، مشددا على أن العراق بحاجة إلى كل أبنائه و كل الطاقات الطيبة .
وفي موضوع الشراكة الحقيقية أكد سماحته أن تعزيز الشراكة الحقيقية وإذابة الجليد عن كل ما من شانه أن يعكر صفو الأخوة والمودة بين أبناء الشعب الواحد انما يمثل انتصارا ونجاحا للمشروع الوطني العراقي الجديد وهو الكفيل بان تكون الانطلاقة أقوى وأسرع , معتبرا أن الابتعاد عن اطار الشراكة وتجاوز القواعد والضوابط الطبيعية في العمل بين الشركاء إنما يصعّب المهمة ويعقد الوصول للنجاح المطلوب ، مشيرا في الوقت نفسه الى أن المشروع الوطني حقق انجازات مهمة وكبيرة في الديمقراطية والتعددية وبناء البلد على أساس الدستور والانتخابات والتداول السلمي للسلطة .
وفي جانب آخر من حديثه اكد السيد عمار الحكيم على ان مطاليب الشعوب العربية الشقيقة اليوم التي نشهدها اليوم خلال المسيرات وتقديم التضحيات جاءات للبحث عن الإصلاحات السياسية والديمقراطية والمطالبة بالحرية العامة ، مشيرا الى أن هذه المطاليب العادلة حاضرة اليوم بأيدينا في العراق الجديد إلاّ أن العراق أمام اختبار في معالجة الخلل والإشكاليات الخدمية والتنموية الكبيرة ، معربا عن مستوى تقديم الخدمات لا يرتقي للطموح وان التلكؤ الحاصل جاء نتيجة عدم الاستفادة من الثروة والعقول والطاقات العراقية الكبيرة ، والتراخي في محاسبة المقصرين والمتجاوزين على المال العام والمسيئين للمشروع الوطني .
وشدد سماحته على أن جميع العراقيون معنيون ببناء وطنهم والدفاع عنه وهم شركاء في الأعباء والهموم والإشكاليات وقصور الخدمات وفي كل المعاناة التي تحصل للمواطن العراقي وكان فضيلة الشيخ صلاح ناظم امام الجامع قد أعرب عن سروره لزيارة السيد عمار الحكيم ولقائه بإخوته مشيدا بدور المرجعيات الدينية وشيوخ العشائر ورجال الدين في تعزيز وترسيخ وتكاتف أبناء المحافظة ووحدة كلمتهم
https://telegram.me/buratha

