قلل خبراء ومسؤولون في محافظة صلاح الدين امس الاثنين، من مخاطر حدوث فيضانات بسبب ارتفاع مياه نهر دجلة، مؤكدين انها مستويات «جيدة» لبلد عانى الجفاف خلال الاعوام الماضية.
واكدت مصادر تضرر مساحات واسعة من اراضي المحافظة التي كانت تستعد لموسم الصيف الزراعي، مرجحين عدم تعويض اصحاب تلك الاراضي بسبب وقوعها فيما يسمى بـ»الحوض الفيضاني».
وكانت الحكومة المحلية في صلاح الدين اعلنت امس حالة الطوارئ اثر تجريف 5 قرى وتحطم احد الجسور في قضاء الشرقاط على خليفة ارتفاع مناسيب مياه نهر دجلة. وتوقعت هيئة الأنواء الجوية في 18 من الشهر الجاري أن يشهد العراق أمطارا غزيرة تتخللها عواصف رعدية.
وفي تصريح لـ «العالم» امس الاثنين، اعتبر مدير الموارد المائية في محافظة صلاح الدين باسل ارحيم مرزوك ان «ارتفاع مناسيب نهر دجلة، الذي حصل خلال اليومين الماضيين، امرا ايجابيا بالنسبة للعراق، وذلك لان الامطار الناتجة عن ذلك حققت ارقاما اضافية للخزين المائي العراقي، بزيادة مقدارها آلاف الامتار المكعبة داخل الاراضي العراقية».
لكن المرزوق يستدرك بالقول «هناك وجه سلبي لهذه التصاريف المائية تمثلت بحدوث اضرار للاراضي الزراعية الواقعة ضمن حوض نهر دجلة، ونتج كذلك عن ارتفاع مناسيب المياه قطع لبعض القناطر والعبارات، وفقدان مساحات من الاراضي المزروعة والمهيئة للزراعي للموسم الصيفي الحالي من قضاء الشرقاط وحتى سامراء».
من جانبه، استبعد مصدر في مجلس محافظة صلاح الدين في حديث لـ «العالم» أمس ان يتم «تعويض اصحاب الاراضي الزراعية المتضررة بسبب السيول»، مؤكدا ان «المحافظة تعتبرها اراضي متجاوزا عليها لانها تقع ضمن الحوض الفيضاني للانهار».
ويضيف المصدر، الذي فضل عدم كشف هويته، انه «وفق قانون الشواطئ ذي الرقم 59 لسنة 87 وتعديلاته فقد حدد الحوض الفيضاني لنهر دجلة بالاراضي التي تمر بها الموجات الفيضانية العالية».
وكان مدير سدة الموصل كريم حسن قال لوكالة «اصوات العراق» في وقت سابق أمس الاثنين إن «التقارير الميدانية لمستوى الفيضان تشير إلى أنه أعلى من فيضان عام 1993 واقل بـ 80 سنتمترا من الفيضان الكبير لعام 1988»، مرحجا «احتواء الفيضان ومخاطره خلال 72 ساعة».
وبين حسن أنه «كإجراءات وقائية قامت السلطات المحلية بإجلاء عدد من القرى القريبة من حوض النهر في قضائي الشرقاط وبيجي تحسبا لأي طارئ».
وبلغت ارتفاع مياه نهر دجلة 4 امتار ما دفع إدارة سد الموصل الى فتح الماء بهدف تخفيف الضغط على السد إثر أمطار غزيرة شهدتها المنطقة خلال الأيام الماضية. واصدرت محافظة صلاح الدين تحذيرات للمواطنين في تكريت وسامراء وبلد بالابتعاد عن ضفاف النهر لاحتمال تكرار الحالة.
الخبيرة البيئية شروق العبايجي، أوضحت لـ»العالم» ان «كميات التصاريف المائية التي وصلت الى نهر دجلة عبر سد الموصل، لا ترتقي الى مستوى الكارثة».
وتوضح العبايجي أن «كميات المياه الواردة الى السد لا تقاس بكمية الامطار الساقطة، بل بكمية الثلوج الذائبة عند جبال الاناضول، وبالتالي فجميع المؤشرات لشتاء هذا العام تشير الى ان نسبة الثلوج للموسم الحالي ليست كبيرة لتنتج كميات مياه كبيرة تصل الى نهر دجلة».
ويبلغ طول نهر دجلة 1718 كلم، وينبع من مرتفعات جنوب شرق هضبة الأناضول في تركيا، ويمر بسوريا قبل أن يدخل الأراضي العراقية، وينتهي دجلة بالتقائه جنوب العراق بنهر الفرات مكونين شط العرب الذي يصب بدوره في الخليج.
وبشأن مخاوف من حدوث فيضانات بسبب ارتفاع مناسيب المياه في سد الموصل، ترى الخبيرة البيئية أن «تصريف المياه الفائضة من سد الوصل الى نهر دجلة امر طبيعي»، مضيفة أن «مهمة هذا السد هو تنظيم حركة تصريف المياه لاغراض الزراعة وتوليد الطاقة ضمن الخطتين التشغيليتين الصيفية والشتوية».
ويعد سد الموصل، الذي انشئ العام 1986، أكبر سد في العراق بارتفاع يصل الى 113 مترا. وبسبب إنشاء السد على ارض كلسية يتعرض لخطر الانهيار منذ إنشائه وهو ما اضطر السلطات إلى القيام بعمليات تقوية الأسس عبر حشوها بالكونكريت عن طريق الحقن يوميا بسبب تآكل الأرضية التي أنشئ عليها والتي تعتبر غير صالحة لإنشاء السدود.
وتنوه العبايجي بأن سد الموصل «يستوعب طاقة تخزين تصل الى 11 مليار متر مكعب، والان نسبة ارتفاع المياه داخل السد وصلت الى 313 مترا من اصل طاقة استيعابية تصل الى 319 مترا».
وتشدد على ان «هذه النسبة جديدة على مستوى ارتفاع المياه في سد الموصل، مقارنة بالسنوات الماضية التي كانت في افضلها نحو 309 متر»، معتبرة «الزيادة الحاصلة امرا ايجابيا للغاية، في بلد يعاني شحا في مصادره المائية»
https://telegram.me/buratha

