د. سيف الدين زمان الدراجي ||
باحث في شؤون السياسة الخارجية والأمن الدولي
تعد حكومة نتنياهو الائتلافية الحالية التي شُكلت الشهر الماضي من 31 وزير، من اكثر الحكومات اليمينية المتطرفة حيث تتكون من 6 أحزاب ابرزها احزاب يمينية متطرفة كحزب الليكود وحسب شاس وحزب عظمة يهودية وحزب الصهيونية الدينية. هذه الحكومة المتطرفة ستكون لها تداعيات سلبية على طبيعة علاقات الكيان المحتل على المستويين الاقليمي والدولي.
من المتوقع أن تشهد العلاقة بين حكومة نتنياهو تشنجاً مستمرا مع كل من ادارة الرئيس بايدن واللوبي اليهودي في أمريكا بسبب توجهات حكومة نتنياهو المتطرفة التي من المتوقع بأنها ستصعد من الصراع مع الفلسطينيين خصوصاً بعد أن تم تعيين أيتمار بن غفير ذو الاصول العراقية وزيرا للأمن القومي. وهو شخصية متشددة معروفة بمواقفه العدائية تجاه العرب والمسلمين ومن الداعمين لمجاميع ارهابية هاجمت العرب وترفض العيش معهم في اسرائيل. وقد ظهرت بوادر المواقف المتشنجة مع كل من الولايات المتحدة وبريطانيا حين اقتحم بن غفير باحات المسجد الاقصى رفقة عدد كبير من رجال الامن خلافا للاتفاقات المبرمة بشأن المواقع الدينية واداء الطقوس.
قد تسقط حكومة نتنياهو بسبب الاختلاف الكثيرة بين الأعضاء خصوصا وانه شكل الحكومة بعد ان حصل على 64 مقعد من أصل 120 مقعد برلماني، في الوقت الذي حصل منافسه يائير لابيد على 51 مقعداً.
استحدث نتنياهو مناصب جديدة لأرضاء عدد من أعضاء التحالف على سبيل المثال : هناك وزيران لوزارة واحدة كما في وزارة الدفاع ووزارة التعليم، وكذلك إستحدث سياسة جديدة وهي تغيير مواقع الوزراء بعد سنتين كما في تغيير موقع وزير الداخلية أرييه درعي ( حزب شاس) الذي سينتقل بعد سنتين لمنصب وزير المالية بتسلئيل سموتريتش (الصهيونية الدينية) الذي سيأخذ موقع وزير الداخلية.
اما من حيث العلاقة مع الدول المطبعة فانها ستستمر بالتطور لاسيما بوجود وزير الاستخبارات السابق والذي هو وزير الخارجية الحالي إيلي كوهين مهندس تطبيع العلاقات. جدير بالذكر أن نتنياهو هو من أعلن بنفسه مع وزير خارجية الإمارات و وزير خارجية البحرين من واشنطن توقيع اتفاقية ابراهام في العام 2020 للسلام.
من حيث موقف نتنياهو تجاه إيران والمنطقة فهو واضح ومعلوم. حيث سيكرس نفسه وكل الامكانيات لإحباط أي محاولة لإنجاح الملف النووي الإيراني المعطل أصلا، وهو ما تعهد به أيضا وزير الدفاع يواف غالانت، وهي أحدى قضيتين استراتيجيتين سيعملان عليها. ومن جانب أخر وبعد توقع سياسته المحتملة تجاه إيران وما تشكله من تهديد، ينظر نتنياهو إلى السعودية باعتبارها الأمل بعد الإمارات والبحرين. حيث تحدو نتنياهو الرغبة والسعي والتطلع الى أن يتم اضافة السعودية إلى اتفاقيات ابراهام 2020 إلى جوار البحرين والإمارات العربية المتحدة والمغرب والسودان.
ستستمر سياسة نتنياهو مع دول الشرق الأوسط بمنهجها الرامي لفتح آفاق صلح وتوقيع اتفاقيات سلام عبر مفاوضات سرية وخلف الأبواب المغلقة وهو ما ستضطلع به وزيرة الاستخبارات الجديدة الليبية الام واليمنية الاب جيلا جامليئيل.
ختاماً نرى أن حكومة اليمين المتطرف سوف تتسبب بمواقف متشدده وصراعات تتصاعد لاسيما مع الفلسطينيين، ومن المحتمل أن تستمر توجهات طيران الكيان المحتل وطائراته المسيرة بضربات على سوريا والمواقع التي تعتقد بأنها ثكنات او مواقع للقوات الإيرانية داخل الاراضي السورية او من تعتبره حكومة الكيان المحتل قوات موالية لإيران خارج الاراضي السورية كما في العراق واليمن لحماية امنها القومي حسب تعبيرها.
ــــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha