د.رعدجبارة☆||
الزيارة المهمة التي قام بها الرئيس السوري بشار الاسد الى طهران كانت خطوة بالغة الاهمية، سواء من حيث التوقيت او النتائج المترتبة عليها او الحفاوة البالغة التي حظي بها من مضيفيه، بحيث كانت المرة الوحيدة التي يصافح فيها القائد ضيفا يزوره، بل و يرفع الكمامة من على وجهه بشكل تام، وهذه كانت خطوة مفاجئة حتى للمسؤولين والمواطنين الايرانيين اذ لم يكن يفعلها القائد الخامنئي سابقا ولم يرفعها حتى خلال لقاء الرئيسين السابق والحالي روحاني ورئيسي له ، و ربما شملت المفاجأة حتى الاسد نفسه !!
و فضلاً عن عبارات الاشادة التي سمعها الاسد من مضيفيه فان ما تم التوصل إليه من اتفاقات و خطوات و امور مهمة للغاية شملت الجوانب الاقتصادية و العسكرية و الامنية على الصعيدين الحالي والاستراتيجي بعيد المدى.
والبعض أشار الى حاجة الدولة السورية الى اعادة الاعمار للبنية التحتية المدمرة في شتى المجالات و في كل أرجاء سوريا وعدم توفر الاموال اللازمة لسوريا المحاصرة لإعادة الإعمار. في هذا الصدد تم تفعيل الخط تم تفعيل الخط الائتماني المصرفي الايراني في مصرف سوريا المركزي والذي خصصت له ايران مليارات الدولارات، ناهيك عن استعداد مئات الشركات الايرانية الأم و الكبرى لإنجاز مشاريع مهمة وضخمة في مجالات الطاقة و الصناعة و الموانئ و الاسكان وتطوير الزراعة والنقل والمعادن فضلا عن التعاون الدفاعي و التسليحي واللوجستي مع القوات المسلحة السورية، وكل ذلك يتم بدعم واسناد من الميزانية الايرانية حاليا و عدم مطالبة طهران لدمشق بأي ديون سابقة.
الرئيس الاسد عبر عن بالغ سروره و دهشته من الحفاوة البالغة و التسهيلات الكبيرة التي حصل عليها من طهران بالقول" إن ايران بلد شقيق وصديق وشريك وفيّ"، فطهران وقعت و سلمت له شيكاً على بياض وتركت له تحديد المبلغ.
وطهران تنظر الى الرئيس بشار الاسد بانه امتداد للقائد الراحل حافظ الاسد الذي بقي حليفاً ونصيرا للجمهورية الاسلامية منذ انتصار الثورة في العام 1979 و خلال سنوات الدفاع المقدس في وجه العدوان الصدامي،وحتى آخر يوم من حياته، وقد كلفه ذلك الكثير من العداوات من دول الاستكبار العالمي و السائرين في فلكها.
المراقبون توقفوا عند تنويه السيد الخامنئي بتضحيات الشهيد قاسم و اختلاط الدم السوري والايراني في مكافحة الارها.ب الأعمى والغزو الاسود الذي اجتاح سوريا وأحاط بدمشق نفسها وكاد ان يدخلها لولا تضحيات المدافعين السوريين و معهم ابطال ايران واصدقائها من مجاهدي العراق ولبنان جنبا الى جنب وتضحياتهم السخية لحماية الحرم الزينبي و العاصمة دمشق
ولا شك ان زيارة الرئيس الاسد لطهران ستفتح فصلاً جديداً في العلاقات الاستراتيجية السورية الايرانية لاسيما على صعيد رفع مستوى التعاون الاقتصادي بما يتناسب مع العلاقات السياسية والدفاعية بينهما، لا سيما في ضوء انشغال الروس بالحرب القائمة في اوكرانيا وما تبعها من عقوبات اقتصادية واسعة النطاق على موسكو،مما يشغلها عن سوريا وغيرها.
والبعض اعتبر ان الرئيس الاسد أراد التأكيد على بقاء واستمرار التحالف السوري الايراني رغم انفتاح دمشق على الحكومات العربية و عودة العلاقات السورية الخليجية والزيارات المتبادلة بينهما وسعي دمشق لتأكيد عدم تأثر التضامن السوري الايراني مع بوادر التطبيع السوري العربي، فسوريا لا يمكن ان تنسى هذه الوقفة الأخوية والبطولية لايران واصدقائهاالعراقيين و اللبنانيين مع الدولة السورية في محنتها و دعمها الكبير للشقيقة سوريا في تصديها للحرب الكونية التي تحقق فيها النصر الحاسم لسوريا .
صحيح ان العقوبات الامريكية تضغط على طهران ايضاً و بشدة و وصل الأمر الى ازدياد أسعار السلع فيها الى مستوى غير مسبوق، لكن الشعب الايراني قرر أن يتقاسم رغيف الخبز مع أخيه الشعب السوري،ف "الصديق عند الضيق" كما يقال، ومحور المقاومة يبقى قوياً بتماسكه ،و الأخ الأكبر لن يبخل على اخوانه بما لديه وإن كان ظرفه صعباً وشاقاً هو الآخر {وَيُؤْثِرُونَ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ ۚ} .
☆رئيس تحرير
مجلةالكلمةالحرة