سوريا - لبنان - فلسطين

حل الوضع اللبناني ممكن؛ ولكن بحاجة إلى إراداة هامات لا تهاب أحداً (10)

1841 2021-07-19

 

عدنان علامه ||

 

8 الحلول المقترحة/(4-المصارف)

تناولت في عدة حلقات سابقة أهم أسباب الأزمة الإقتصادية في لبنان مع ذكر  الأدلة والبراهين  وأختتم بوضع مقترحات الحلول حسب تسلل معالجتي للعناوين :-

4- المصارف

تتمتع المصارف وحاكم مصرف لبنان بحصانة الدولة العميقة بحيث لا يستطيع أي كان محاكمتها مهما كان جرمها. فالمصارف هي الدولة داخل الدولة؛ بل أقوى من الدولة. فقد أقفلت المصارف أبوابها بوجه المودعين في شهر تشرين الاول 2019 ومنعت إعطاء المودعين  كامل أموالهم بادئ الأمر، وأصدرت جمعية المصارف  بصرف مبلغ  200 دولار إسبوعياَ لكل صاحب حساب بالدولار. وتوالت  تعاميم مصرف لبنان المخالفة لكافة قوانين النقد والتسليف وتعهدات المصارف   للمودعين بدفع جزء من الحساب بالدولار والباقي نقداً على سعر 3950 ليرة،أو الذي يريد إقفال حسابه بالدولار يقبض حسابه على سعر 3950 ليرة وليس على حساب السعر السائد في السوق. وهنا انتشرت بشكل واسع تجارة الشيكات المصرفية وصرفها في السوق بنسبة 30% من قيمتها.

ثم امتنعت المصارف عن صرف اي مبلغ للمودعين أصحاب الحقوق.  كما امتنعت المصارف عن دفع الدولار الطالبي لأهالي الطلاب الذين يدرسون في الخارج الأمر الذي أدى إلى طرد عدد كبير منهم وضياع مستقبلهم ولم تستطيع أي جهة محاسبة المصارف لعدم تطبيقها القوانين الملزمة.

وأنقل رأي أحد القانونيين توضح العلاقة بين الزبائن والمصارف التي يحكمها قانوناً قاعدتان ملزمتان للمصارف هما :

 1-القاعدة الأولى ، أن المصارف هي مؤتمن ضروري على حقوق الزبون ومصالحه.

 2-القاعدة الثانية ، إن المصارف تخضع لأوامر الزبون بشأن وديعته بما يتوافق مع القانون وأحكام العقد المبرم مع المصرف وليس العكس.

اما ما يصدر من تعاميم عن أي مرجع مصرفي أتت، فإنها وفق تلك القرارات لا تلزم الزبون فهي تتعلق بشأن مصرفي كما انها لا تلزم القضاء . فالزبون يبقى حقه كاملاً باسترداد ما امن المصرف عليه ومتى يريد، طالما أنه لا مانع بنص في القانون يبرر عدم التزام المصرف بموجب الرد.  والقضاء لا يلتزم الا النص القانوني "وعند انتفاء النص يعتمد القاضي المبادئ العامة والانصاف" لا أكثر ولا أقل (المادة 4 أ.م.م. فقرة 4). أما التعاميم المصرفية والقرارات مهما كان مصدرها فهي ليست قانوناً، وليست قوة قاهرة بمعنى الواقعة الاستثنائية غير المتوقعة التي لا يمكن تجاوزها والتي تجعل تنفيذ هذا الموجب مستحيلاً ومهما بلغ التنفيذ من ارهاق، فالمصرف يبقى مسؤولاً ولا يعفى من موجب الرد لعدم توافر الشروط القانونية لهذا الإعفاء.

وحصلت تطورات امام تعنت المصارف وتمنعها عن دفع الودائع لأصحابها وعدم تنفيذ قرار مجلس النواب المتعلق بالدولار الطالبي غير آبهة بالقوانين لأنها مع  المظلة التي تحميهم  والمتمثلة بالدولة العميقة وبشخص حاكم مصرف لبنان . ومن هذه التطورات :-

بتاربخ الجمعة 06-03-2020 أعلن المدعي العام التمييزي القاضي غسّان عويدات تجميد القرار غير المسبوق للنائِب العام المالي القاضي علي إبراهيم، الذي قضى بوضع إشارة “منع تصرف” على أصول 20 مصرفاً لبنانياً، وإبلاغه الى المديرية العامة للشؤون العقارية وأمانة السجلّ التجاري وهيئة إدارة السير والآليات وحاكمية مصرف لبنان وجمعية المصارف وهيئة الأسواق المالية، مع تعميم منع التصرف على أملاك رؤساء مجالس إدارة هذه المصارف.

هذا القرار أمّن لأصحاب المصارف الغطاء القانوني  بتهريب مليارات الدولارات إلى خارج لبنان ؛ الأمر الذي دفع إلى إرتفاع سعر الدولار لشحه في الاسواق.

وهكذا اثبتت المصارف بأنه لا يمكن المساس بها؛ وأنها أقوى من الدولة بل أصبحت هي الدولة التي تصادر حقوق الناس دون أي رادع  قانوني أو أخلاقي. وبات أصحاب الودائع في حالة ضياع بعد عجز القضاء عن إلزام المصارف بدفع مستحقاتهم.

أمام هذا الواقع المرير لا بد من وضع آلية جديدة على وضع اليد على ما تبقى من الأموال المنقولة وغير المنقولة في لبنان وخارجه خاصة بعد تداول الحديث عن تعثر عدة مصارف  بسبب إستثمارها ودائع المواطنين  في سندات الخزينة  طمعاً بالفوائد التي زادت عن 45%؛ والآن الدولة عاجزة عن تسديد هذا الدين وبالتالي فالمصارف امتنعت عن دفع الحقوق المتوجبة عليها للمودعين. ولم تتصدَ حتى اليوم أي جهة سياسية او قضائية لإرجاع الحقوق إلى أصحابها بقوة القانون    

فهل تنفذ المصارف الخطة "ب" من المخطط الجهنمي التي ستدفع إلى تفجير الإوضاع وإسقاط النظام بعد فشل سارقي الحراك في تحقيق ذلك؛ ومن هي الجهة التي ستردعها وتحطم جبروتها؟؟؟!!!

 

وإن غداً لناظره قريب

 

19/07/2021

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك