سوريا - لبنان - فلسطين

لبنان / وطني انتهى..

1268 2021-06-06

 

ناجي امهز||

 

اصبحت لا اشعر بشيء، اعرف اني ابصر لكن كمن يشاهد خيالات، واسمع انما الاصوات غير واضحة، واعرف ان هذا فلان وهذا علان، لكن لا افهم من هم بالنسبة لي.

بالامس ابنتي في عامها الاول احتاجت دواء سعره لا يتجاوز الدولار الواحد، بحثت عنه في غالبية الصيدليات القريبة مني ولم اجده، فاحذنا البديل له، المشكلة ليست بابنتي المشكلة ماذا يفعل الرجل المسن والمريض وهذا الدواء يعادل حياته..

السؤال الكبير، اين كل رجال الساسة والدين وخطباء المنابر والاديرة، من هذا الامر، ماذا ينتظرون، ماذا يفعلون، ماذا تعلموا من تعاليمهم السماوية والارضية.

هل انتهى الامر هنا، منذ يومين هبطت السوق لاشتري بعض المواد الغذائية، شعرت اني بغابة فالقوي بانتظار ان يفترس الضعيف،

صدقا البهائم لديها حظوظ مضاعفة ان تجد طعامها من اديم الارض، اكثر من غالبية الشعب الفقير،

السؤال ماذا يفعل الشعب ماذا ينتظر...

ان كان هناك من يعمل على تدجين هذا الشعب، فهذا الشعب اصلا مدجن.

والتجارب كثيرة، فقد طمر بالنفايات وكاد الذباب ان يلتهمه نهارا والبرغش يمص دمه ليلا ولم يتحرك.

سرقت ودائعه التي جمعها بالجوع والخوف والتعب حيث حرم نفسه من كل ملذات الدنيا، من اجل كنزها لغدر الزمن، فاذا بالزمن والغدر وقلة الامانة يسرقون كنزه، ومع ذلك لم يتحرك، بل اخذ يتوسل ان يعيدوا اليه حقه... اذا هذا الشعب الذي وافق ان ينهب ماله امام عينه دون ان يتحرك اي وطن او اي امر سيتحرك لاجله.

شعب عاش تحت احتلال العدو الاسرائيلي عقود، جاءت ثلة قليلة استشهد منها من استشهد وجرح منها من جرح، وحررت ارضه، وبدل ان يشكر الجرحى ويخلد الشهداء كما يحصل بكل دول العالم، اخذ يطالب الشهداء، بالقمح وببناء المنزل ودفع له تعويضات.

حتى ان ظهر هناك من يدافع عن هذا الشعب ويطالب له بحقوقه، تجد الشعب ينقلب على الذي يدافع عنه، ويأخذ يخونه، كأن الشعب يعيش بالجنة وهذا القادم لإنقاذه هو شيطان رجيم يريد ان يخرجه منها.

شعب ليس معه يأكل ولا قادر حتى ان يشرب ماء شفة نظيفة، اضافة ان حذائه ممزق واولاده شبه عراة، تجده مبحلق بالتلفاز او غارقا بوسائل التواصل الاجتماعي، يدافع عن هذا ويشتم هذا وينظر على ذاك.

شعب يعيش بلا استشفاء، بلا كهرباء، وبلا بنزين وبلا مازوت، واصلا ما معه يشتري حمار يركب عليه، ومع ذلك تجده يسير الى اين؟؟؟ لا احد يعلم.

شعب يعيش كارثة نفسية حقيقية، من عجقة السير حتى عودته الى منزله ومتطلبات العائلة العاجز عن تامين منها الا كلمة بكرا، ومع ذلك هو يستيقظ يوميا ويعيش نفس مشاهد الفيلم الذي عاشه بالأمس وقبل شهر وقبل اعوام.

شعب لديه قدة اكثر من جيمس بوند على التخفي، فهو يستطيع ان يختبئ من صاحب ايجار المنزل عشرة ايام دون ان يتنفس او يتحرك، كما انه قادر على المرور من امام البقال دون ان يلفت النظر اليه، بل حتى ان يتسلل الى فراشه دون شعور اولاده به، هربا من متطلباتهم.

ملاحظة هذا المقال ليس للساسة لان الساسة لم يعيشوا هذه المشاهد او الظروف، كما انه ليس للشعب اللبناني, اصلا كل ما اقوله ليس موجود،

والدليل انك عندما تتأمل وجه المواطن اللبناني تجده متبسما بالرغم ان اسنانه صفراء بسبب غلاء معجون الاسنان، وشعر طويل بسبب ارتفاع سعر قصة الشعر، ووجه الذي اصبح لونه اخضر بسبب المشاكل النفسية وكثرة الامراض، لكنه يبتسم ويضحك.

وطني انتهى لان شعبه انتهى ولو كان الشعب حي لما كان هناك خوف على الوطن...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك