طالبت السعودية اليوم الولايات المتحدة بسحب التصريحات التي أدلى بها مسؤول أمريكي رفيع وزعم فيها بأن الملك عبد الله بن عبد العزيز كان قد التقى بالرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز العالم الماضي. وقال مسؤول سعودي، رفض الكشف عن اسمه، إن تصريحات وليام بيرنز، مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية، (بشأن اللقاء المزعوم بين عبد الله مع بيريز) "عارية عن الصحة تماما وهي ملفَّقة ومُفبركة."
يُشار إلى أن بيرنز كان قد قال في وقت سابق من الأسبوع الجاري إن الملك عبد الله وبيريز التقيا خلال مؤتمر الأمم المتحدة لحوار الأديان الذي عُقد بمقر الأمم المتحدة في نيويورك في شهر /تشرين الثاني من العام المنصرم بناء على مبادرة من الملك عبد الله وشاركت فيه أكثر من 80 دولة. وقال المسؤول السعودي، الذي كان يتحدث لوكالة الأنباء الرسمية السعودية: "يتعيَّن على وزارة الخارجية الأمريكية أن تنفي صحَّة ادعاء (بيرنز) وتقدم توضيحا للأسباب الكامنة وراء مثل هذه الفبركة التي لا تخدم العلاقات بين البلدين الصديقين." يُذكر أن السعودية، التي لا ترتبط بعلاقات دبلوماسية مع إسرائيل، دأبت على نفي صحة التقارير التي تحدثت في السابق عن إجراء لقاءات بين مسؤولين سعوديين وإسرائيليين. ويقول محللون إن من شأن هكذا أمر (أي حدوث مثل تلك اللقاءات بين مسؤولين سعوديين وإسرائيليين) أن يضرَّ بمصداقية المملكة في العالم العربي. وكان الرئيس الإسرائيلي قد رحَّب في كلمته أمام مؤتمر حوار الأديان المذكور بالمبادرة العربية للسلام، معتبرا "أنها جلبت الأمل إلى منطقة الشرق الأوسط". ووصف بيريز بعض الفقرات التي وردت المبادرة العربية، والتي كان الملك عبد الله قد كشف عنها في عام 2002، بأنها "ملهمة وواعدة وتشكِّل بداية جادة لتحقيق تقدم حقيقي". وخاطب بيريز الملك عبد الله قائلا: "صاحب الجلالة عاهل المملكة العربية السعودية، لقد استمعت لرسالتكم، وآمل أن يصبح صوتكم هو السائد في كامل المنطقة وبين كل الشعوب، فهو على صواب، وهناك حاجة إليه وهو صوت واعد." وقال بيريز للصحفيين لاحقا إنه يعتقد أن الأطراف المعنية بعملية السلام في الشرق الأوسط قد اقتربت خطوة إضافية من الهدف (أي من تحقيق السلام)، وإن اعترف بأنه "لا تزال هناك ثمة عقبات جدية".
https://telegram.me/buratha