محمود الشمري
بسم الله الرحمن الرحيم:
( قل أرأيتم إن كان من عند الله وكذبتم به وشهد شاهد من بني إسرائيل على مثله فآمن واستكبرتم، أن الله لا يهدي القوم الظالمين) صدق الله العظيم
قام البروفسور اليهودي الأستاذ اوري روبين الأستاذ في قسم اللغة العربية في جامعة تل أبيب منذ أكثر من عامين بترجمة جديدة للقران الكريم تعتبر الرابعة الى اللغة العبرية الحديثة وليس اللغة العبرية القديمة التي ترجمت بها بعض سور القران فيما مضى ولم تلق اقبالا كافيا لصعوبة اللغة العبرية القديمة التي كتب بها العهد القديم والتلمود والمشنا(السنة الموسوية) وقام البروفيسور بترجمة جميع سور القران بعد تزايد الأهتمام بدراسة القران الكريم لدى اليهود. لقد انكب روبين على عملية الترجمة طيلة 5 سنوات قام خلالها بانتقاء التفاسير التي كتبت حول نص القرآن طيلة الـ1500 سنة الأخيرة وبحثها بعمق هذا وقد ترجم القرآن الكريم للعبرية ثلاث مرات قبل ذلك كان أولها في العام 1857 وترجمه تسفي حاييم هرمان ركندورف. وفي العام 1937 صدر القرآن مترجمًا للعبرية عن دار النشر "دفير" وترجم علي يد يوسيف يوئيل ريفلين. وتعتبر ترجمة ريفلين الأكثر رواجًا حتي الآن وتمت طباعتها عدة مرات علي مر السنوات. وصدر القرآن الكريم مترجمًا للعبرية في العام 1971 وترجمه هذه المرة أهاران بن شيمش.
وقال المترجم البروفسور أوري روبين إن هناك حاجة منذ سنوات عديدة لإصدار ترجمة عبرية جديدة للقرآن الكريم،واضاف:"ترجمة ريفلين تتسم بالدقة لكنها تحتوي علي استخدامات لغوية تصعِّب عملية الفهم لمن ليس لديه النص الأصلي بالعربية مما يجعل مهمة قراءته من قبل قارئ لا يتحدث العربية أمرًا عسيراً.وعن ترجمة بن شيمش قال البروفيسور روبين "إنها واضحة ومنسابة لكنها حرة وغير دقيقة مقارنة بالأصل.وقال لقد حافظت في ترجمتي بقدر الإمكان علي المبني النصي للأصل وأضفت بشكل رئيسي تفسيرات وملاحظات جانبية".
ويؤكد البروفيسور ساسون سوميخ الحاصل علي جائزة إسرائيل في الاستشراق أقوال المترجم ويضيف أن هناك حاجة ملحة بالفعل لإصدار ترجمة جديدة للقرآن:"هناك عيوب خطيرة في التراجم الأولي. ترجمة ريفلين ليست سيئة لكنها مكتوبة بلغة قديمة تلمودية ورفيعة وهو ما يجعل مهمة القراءة صعبة. الترجمة الثانية ناقصة إلي حد بعيد وتتناول النص القرآني وكأنه قضائي وهذا ربما لأن المترجم بن شيمش خبيرًا في القانون والقضاء. من هنا تولدت ضرورة ترجمة القرآن للعبرية مجددًا.لقد بحث أوري روبين في تاريخ نص القرآن وحياة الرسول محمد(ص) ويعتبر من أفضل الباحثين في هذا المجال في العالم. ترجمته بسيطة جدًا منسابة وسلسة وبدون تعقيدات لغوية. النص مرفق بملاحظات جانبية مريحة للقارئ وتحتوي علي إيضاحات وتفسيرات بسيطة كي يفهم القارئ المعني بشكل صحيح يقول البروفيسور روبين". وجدت في القرآن سحراً كبيراً سواء في شكل حروفه أو بسبب كونه مكتوباً بصورة نثرية غاية في الإتزان والإيقاع الصوتي غاية في التميز.لقد وجدت في القرآن مستويات متباينة من جهة المضمون: فمثلاُ نجد الحديث عن نار جهنم – وكلنا نعرف نار جهنم – يتحدث عنها القرآن من منطلق الترهيب، وهو في ذلك يقدم صور مُفزعة حقيقية .. ثم ينتقل القرآن إلى وصف الجنة – جنة عدن التي نعرفها أيضاً – فتجده يتحدث عنها بصورة غاية في الجمال، خاصة بعد أن يقدم مغفرة الله وتوبته على عباده المؤمنين العصاه التائبين إليه لقد وصف القرآن الجنة كأحسن ما يكون الوصف، حيث الإحساس الصادق بها، وبجمال الجنة وعظمتها .. وفي مستوى أخر يقدم القرآن وجبة كاملة من الشرائع والقوانين الحياتية اليومية، وكل هذا لماذا؟ أعتقد أنني توصلت إلى أن القرآن يريد أن يخلق على الأرض إنساناً كاملاً، ولن يتأتى هذا إلا بعد أن يُطبق ما جاء فيه، فهو يقدم للإنسان مفتاح الطريق نحو الكمال
https://telegram.me/buratha