ومد أوباما يده إلى قادة إيران وشعبها لبدء مرحلة جديدة من العلاقات المبنية على التعاون والاحترام المتبادل. وقال أوباما "إنكم دولة ذات حضارة عريقة، وانجازاتكم نالت احترام الولايات المتحدة والعالم. وعلى نحو ثلاثة عقود شاب التوتر العلاقات بين بلدينا، لكن في هذه المناسبة دعونا نذكر العناصر الإنسانية المشتركة التي تجمع بيننا."
وأضاف أوباما "ستحتفلون بالتأكيد بالعام الجديد بالطريقة نفسها التي يحتفل فيها الأميركيون بأعيادهم بالتجمع مع الأصدقاء وأفراد العائلة، وتبادل الهدايا والحكايات والتطلع إلى المستقبل بروح متجددة من الأمل." وعرض أوباما على الإيرانيين البدء في فتح حوار نزيه، قائلا "في ظل هذه الاحتفالات، ينبثق الوعد بيوم جديد وبالفرصة من اجل أطفالنا وبالأمن لعائلاتنا وبالتقدم لمجتمعاتنا وبالسلام بين شعبينا."
وأضاف أوباما "في هذا الفصل الجديد من البدايات الجديدة، أود أن أتحدث بوضوح مع القادة الإيرانيين، لدينا خلافات جدية تنامت مع مرور الوقت." وأكد أوباما أن إدارته "ملتزمة بانتهاج السبل الدبلوماسية في تعاملها مع الخلافات بين طهران وواشنطن والسعي إلى إيجاد علاقات بناءة بين الولايات المتحدة وإيران والمجتمع الدولي."
ودعا الرئيس أوباما طهران إلى نبذ العنف وتبني السلام، وقال "لن تتقدم هذه العملية بالتهديدات، ونسعى بدلا عن ذلك إلى مشاركة صادقة، وبناء على الاحترام المتبادل، انتم أيضا أمامكم الخيار، الولايات المتحدة تريد أن تتبوأ إيران مكانها الصحيح بين دول العالم، أنتم لكم هذا الحق، لكنه يأتي مع مسؤوليات حقيقة وهذه المكانة لا يمكن الوصول إليها بالإرهاب والأسلحة وإنما بالعمل السلمي الذي يمثل عظمة الشعب الإيراني وحضارته."
وقد أثنى عدد من القادة الأوروبيين في طليعتهم الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل اليوم الجمعة على بادرة أوباما حيال إيران.
نبأ سار
وقال ساركوزي للصحافيين بعد القمة الأوروبية في بروكسل إن بادرة أوباما حيال إيران نبأ سار يعبر عن التزام الولايات المتحدة مجددا في الملف الإيراني. وأضاف ساركوزي "مضت سنوات ونحن ننتظر أن يلتزم الأميركيون مجددا في الملف الإيراني." وقال ساركوزي "أن يتخذ الرئيس الأميركي قرارا بالالتزام مجددا العمل من اجل السلام، فهذا أمر ايجابي تماما."
رسالة بناءة
من جهته، وصف الممثل الأعلى لسياسة الاتحاد الأوروبي الخارجية خافيير سولانا رسالة أوباما بالبناءة جدا، وأمل أن تعيرها إيران اهتماما، معتبرا أن هذه البادرة يمكن أن تفتح فصلا جديدا في العلاقات مع طهران.
بدورها، قالت ميركل "إن رسالة أوباما تعكس بالضبط ما أراده الأوروبيون على الدوام، وهو أن يقدم عرض لإيران وأن تقبل به على ما آمل."
منعطف تاريخي
كذلك قال وزير الخارجية الايطالية فرانكو فراتيني "إن انفتاح أوباما على إيران هو منعطف تاريخي بعد 30 عاما من التعثر."
في السياق عينه، رحبت روسيا بالمبادرة التي حملتها رسالة الرئيس الأميركي تجاه إيران معتبرة أن استئناف الحوار يمكن أن يساهم في إرساء الثقة بطبيعة البرنامج النووي الإيراني.
قال نائب وزير الخارجية الروسية سيرغي ريابكوف خلال مؤتمر صحافي "إن بدء حوار جوهري سيسهل إعادة إحياء الثقة في الطبيعة السلمية البحتة للبرنامج النووي الإيراني." وردا على الخطاب، وصف وزير الطاقة الإيرانية برويز فتاح الرسالة بالايجابية، داعيا إلى أن يتبعها تحرك ايجابي.
من جانبها، أعربت الدكتور فريدة فارهي أستاذة العلوم السياسية في جامعة هاواي عن ارتياحها لدعوة أوباما الحوار مع إيران. وقالت "إنه إعلان حول تغيير المسار وتغيير السياسة الخارجية الأميركية تجاه إيران وهذه إشارة جيدة."
أما أمير أحمدي هوشانغ رئيس المجلس الإيراني الأميركي والأستاذ في جامعة رتغورز، فقال "هذا تصريح رائع ولم يسبق أن صدر بهذه البلاغة وبهذا الكرم وبهذه الإستراتيجية، إنه تصريح جدي يتعلق بالسياسة واعتقد أن من شأنه أن يحرك الحكومة الإيرانية، وآمل في أن تتجاوب مع بشكل ايجابي."
https://telegram.me/buratha