بدأ وزيرا الخارجية البريطاني والكويتي، ديفيد ميليباند ومحمد الصباح، زيارة الى العراق كل على حدة. وجاءت زيارة ميليباند، غير المعلنة، في سياق جهود دبلوماسية حثيثة في العراق، عقب تحسن الاوضاع الامنية خلال الاشهر الماضية. ومن المنتظر ان يلتقي الوزير البريطاني مع ما تبقى من القوات البريطانية المرابطة في جنوبي العراق، والتي من المقرر ان تسحب من العراق في / تموز المقبل. وتتزامن زيارة ميليباند مع زيارة مهمة للوزير الكويتي الى العراق على رأس وفد رفيع، هي الاولى على هذا المستوى الى العراق منذ غزوه الكويت عام 1990.
ويجري الصباح محادثات مع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ووزير الخارجية هوشيار زيباري، فيما اعتبر أحد آخر المؤشرات على تحسن العلاقات بين البلدين. الا ان الخلافات ما زالت تشوب العلاقات بين العراق والكويت، ومن اهمها تعويضات عن اضرار ذلك الغزو والاحتلال الذي دام سبعة اشهر. وتطالب الكويت العراق بتعويضات تقدر بعشرات المليارات من الدولارات. وكانت الكويت قد اوفدت في اكتوبر/ تشرين الاول الماضي سفيرها لدى بغداد علي المؤمن لاول مرة منذ الغزو العراقي. كما سبق ان زار الرئيس العراقي جلال طالباني الكويت لحضور القمة الاقتصادية العربية في كانون الثاني الماضي. وقد اعلنت الكويت الاثنين ان مجموع ما تسلمته من تعويضات من العراق بلغ قرابة 13,3 مليار دولار، لكنها ما زالت تطالب بالمزيد. يشار الى ان العراق يدفع منذ فرض العقوبات عليه في عام 1990 ما نسبته خمسة في المئة من عائداته النفطية تعويضات للكويت في صندوق مخصص لهذا الغرض تشرف عليه الامم المتحدة. وتأتي الزيارتان في سلسة زيارات رفيعة قام بها عدد من كبار المسؤولين الدوليين، كان آخرها زيارة وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير الاسبوع الماضي. وسبق ذلك زيارة تاريخية قام بها الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الى العراق في وقت سابق من الشهر الحالي. وكانت الحكومة العراقية قد وجهت دعوة مفتوحة للشركات الاجنبية للعودة الى العراق والاستثمار في ثروته النفطية والغازية الضخمة.
https://telegram.me/buratha