ردت وسائل الاعلام الصينية الرسمية الخميس بقوة على الانتقادات الامريكية المتعلقة بتردي سجل حقوق الانسان في الصين. وطالبت تلك الوسائل واشنطن بالتوقف عن ما وصفته بـ "لعب دور الوصي على قضايا حقوق الانسان". واعتبر الاعلام الحكومي الصيني الاتهامات الواردة في تقرير وزارة الخارجية الامريكية بتردي سجل حقوق الانسان "باطلة ولا اساس لها"، متهمة بدورها واشنطن بالتدخل في شؤونها الداخلية.
وكان تقرير وزارة الخارجية الامريكية الصادر الاربعاء قد اتهم الصين بتصعيد حملاتها القمعية ضد الاقليات الدينية والطائفية في التيبت وغيرها من المناطق، وتزايد وتيرة الاعتقالات والمضايقات للمعارضين والمنشقين. وقال تقرير الخارجية الامريكية ان السلطات الصينية مستمرة في فرض قيود على الحقوق الشخصية والخاصة للافراد، وانها ما زالت تقيد حرية التعبير عن الرأي، وحرية التجمهر، وحق اقامة الحركات والجمعيات. ويتهم التقرير الامريكي الحكومة الصينية بممارسة القتل والتعذيب خارج حدود القانون، وانتزاع الاعترافات قسرا من المساجين، وفرض العمالة القسرية. "ذريعة للتدخل" وقالت وكالة شينخوا الصينية الرسمية للانباء ان التقرير الامريكي يعد تدخلا في شؤون الصين الداخلية. كما ترى انه "يتجاهل انجازات الصين في مجال حقوق الانسان"، التي تزنها الصين بمعيار تحسن الاوضاع المعيشية للمواطن الصيني. واشارت الوكالة الى ان واشنطن تستخدم التقرير، الذي يصدر سنويا منذ عام 1977، "ذريعة للتدخل في الشؤون الداخلية لآخرين". كما يأتي التقرير على ذكر تقييم اوضاع حقوق الانسان في جميع انحاء العالم. لكنه يذكر الصين بتفصيل واسهاب اكثر من غيرها من الدول. كما انه صدر قبل ثلاثة ايام من اول زيارة من المنتظر ان تقوم بها وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون الى بكين تهدف الى تسهيل سبل تحسين العلاقات بين الجانبين. يشار الى ان التقرير الامريكي الاخير يغطي مجمل عام 2008، وقد اعد خلال ادارة الرئيس السابق جورج بوش، الا ان كلينتون هي التي وقعت على نسخته النهائية. واثنت منظمة العفو الدولية (امنستي انترناشنال) على هذا التقرير، واعتبرته تقريرا تفصيليا دقيقا "وثق تردي حقوق الانسان في الصين". ودعت المنظمة ادارة الرئيس باراك اوباما الى دمج نتائج التقرير "لتكون في صلب سياستها الخارجية، وان لا تكتفي بالتشخيص والادانة، بل تعمل على اتخاذ خطوات قوية وفعالة للتعامل مع الاوضاع غير المقبولة لحقوق الانسان في اطار علاقاتها مع الصين". يذكر ان السلطات الصينية كانت قد قامت باعمال قمع واسعة النطاق وعنيفة في بعض الاحيان ضد محتجين ضد الحكومة من مناطق التيبت، ومناطق زينجيانج المضطربة ذات الاغلبية المسلمة الواقعة غربي البلاد. ويذكر ان اوباما كان قد اجرى اتصالا هاتفيا مع نظيره الصيني هوجنتاو في الثلاثين من يناير/ كانون الثاني الماضي، اي بعد عشرة ايام من توليه منصبه. وقالت شينخوا ان هوجنتاو ابلغ اوباما برغبة الصين في تعزيز التعاون مع الولايات المتحدة لمواجهة الازمة الاقتصادية العالمية.
https://telegram.me/buratha